ثقافة وفنونسلايدر

إعرف تاريخ بلدك … قصر عابدين و حكم مصر

هالة الشحات 

يُعَدُّ قصر عابدين من أبرز القصور الملكية في مصر ومن أهم المباني التي تعكس حقبة من التاريخ المصري. يقع في قلب القاهرة، ويعتبر اليوم معلمًا تاريخيًا وسياحيًا مهمًا، بالإضافة إلى كونه مقرًا للرئاسة المصرية. في هذا التقرير، نستعرض تاريخ القصر وأهميته المعمارية والتاريخية.

تاريخ إنشاء قصر عابدين

قرر الخديوي إسماعيل بناء قصر عابدين في منتصف القرن التاسع عشر ليكون مقرًا للحكم ومركزًا إداريًا للحكومة المصرية، سُمِّي القصر تيمناً بموقعه الذي كان يضم قصرًا صغيرًا لواحد من كبار الأمراء العسكريين، إبراهيم بك عابدين، الذي اشتراه الخديوي إسماعيل لإقامة قصره الجديد.

البناء والتصميم:

بدأ العمل في بناء القصر عام 1863، واستغرق نحو 10 سنوات حتى اكتمل في عام 1874.

استعان الخديوي إسماعيل بمهندسين ومعماريين من مختلف دول أوروبا، خاصة إيطاليا وفرنسا وتركيا، لإعطاء القصر طابعًا معماريًا فريدًا يجمع بين الطراز الأوروبي والزخارف الإسلامية.

قُدِّرت تكاليف البناء بحوالي 700 ألف جنيه مصري في ذلك الوقت، وهو مبلغ ضخم حينها، مما يعكس فخامة التصميم ورفاهيته.

شهد القصر توسعات وتجديدات عديدة عبر العصور، خصوصًا في عهد الملك فؤاد الأول والملك فاروق. أضافت هذه التوسعات قاعات وغرفًا جديدة وزيّنتها بأثاث فاخر وتحف فنية نادرة.

المعمار والطراز الفني

يجمع قصر عابدين بين الطراز الأوروبي الكلاسيكي والطراز الشرقي، حيث تتسم قاعاته وزخارفه بالتنوع الفني الذي يعكس مختلف الثقافات.

يحتوي القصر على قاعات كبيرة، مزخرفة بالرسومات واللوحات الزيتية، وأرضيات مزينة بالرخام والباركيه الفاخر، وأسقف مزينة بالذهب والفضة.

الأقسام الداخلية:

يحتوي القصر على صالونات استقبال وغرف اجتماعات مزينة بأفخم الأثاث والديكورات.

يضم القصر متاحف متنوعة منها متحف الأسلحة ومتحف الفضيات والمتحف التاريخي الذي يعرض مجموعة من المقتنيات الملكية والوثائق التاريخية.

الدور التاريخي والسياسي

1. المقر الملكي:

كان قصر عابدين المقر الرئيسي للإقامة الملكية منذ عهد الخديوي إسماعيل حتى نهاية الملكية في مصر عام 1952، حيث شهد العديد من الأحداث التاريخية والاجتماعات الهامة.

2. الأحداث السياسية:

الثورة العرابية: كان القصر مسرحًا لأحداث مهمة مثل ثورة عرابي عام 1882، حيث تقدمت قوات أحمد عرابي للاحتجاج أمام بوابات القصر ضد الخديوي توفيق، مما أدى إلى تداعيات سياسية كبيرة في تاريخ مصر الحديث.

التحول الجمهوري: بعد ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملكية وأعلنت الجمهورية، تحول القصر إلى أحد المقار الرسمية لرئاسة الجمهورية المصرية.

3. الاستخدام الحديث:

  • المتحف الرئاسي: فتح القصر أبوابه كمتحف في بعض أجزائه لعرض المقتنيات التاريخية والفنية، ويستخدم أيضًا كمكان لإقامة الفعاليات الرسمية والاجتماعات الكبرى.

يظل قصر عابدين رمزًا للأناقة الملكية والتاريخ المصري الحديث. يعكس القصر جوانب من الفخامة والسلطة التي امتدت عبر العصور الملكية إلى العصر الجمهوري. بفضل تصميمه الفريد وأهميته التاريخية، يستمر القصر في جذب الزوار والباحثين عن فهم أعمق للتاريخ المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات