عربي ودولى

«إفريقيا ودول العشرين».. مشاركة أم استنزاف جديد للثروات؟

«إفريقيا ودول العشرين».. مشاركة أم استنزاف جديد للثروات؟
«إفريقيا ودول العشرين».. مشاركة أم استنزاف جديد للثروات؟

 

عبد الغني دياب

 

استضافت الحكومة الألمانية أمس الاثنين مؤتمرا حول القارة الإفريقية، بقيادة مجموعة العشرين الاقتصادية، وبهدف بحث سبل تطوير العلاقات بين البلدان الإفريقية ومجموعة العشرين.

 

وجاء المؤتمر في وقت تمر فيه القارة الإفريقية بعدد من الأزمات والتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وهو ما هو ما استدعى طرح تساؤل عن الأسباب الحقيقة لهذه القمة، ومدى ارتباطها بالأحداث العالمية والدولية، خصوصا وأن القارة العجوز لديها ميراث سلبي في إفريقيا منذ الحقبة الاستعمارية.

 

حضور إفريقي في قمة العشرين

وحضر زعماء 12 دولة إفريقية، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الإفريقي، بهدف المساعدة في تعزيز الاستثمار الخاص في القارة سريعة النمو.

 

وفي المقابل حضر ممثلون عن دول العشرين في مقدمتهم المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وعدد من كبار المسؤولين.

 

تعاون أم استنزاف
ووفقا للمعلن عن الهدف من المؤتمر فإن الشراكة والتعاون هو السبب الرئيسي، حيث قال مسؤولون بالحكومة الألمانية إن السبب الرئيسي هو التأكيد على الاهتمام المتجدد بإفريقيا، وتعزيز التعاون بين دول القارة والدول الاقتصادية الكبرى.
ومن المفترض أن يعقد المستشار الألماني لقاءات جانبية مع عدد من الزعماء والمسؤولين الأفارقة الذين سيحضرون المؤتمر، قبل أن يستضيف قمة استثمار ألمانية إفريقية في فندق ماريوت ببرلين صباح غدا الاثنين.

 

تنافس روسي صيني أوروبي على الكعكة السمراء
ويأتي المؤتمر في ظل تصاعد التنافس الدولي بين كل من أوروبا والولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة، حيث يتنافس الجميع مع بعضهم البعض للفوز بأكبر قدر ممكن من الثورات الإفريقية، خصوصا ما يتعلق ب الموارد المعدنية والطاقة.

ويظهر هذا التنافس في الأزمات الإفريقية، حيث تتداخل مصالح وأهداف هذه الدول مع الأزمات في القارة، وهو ما يطيل أمد الصراعات، ويعمق حجم الأزمات، كما أن دول القارة تتهم الدول الكبرى بالسعى لتحقيق مصالحها على حساب الأفارقة، كما تزيد المخاوف من تصاعد الأطماع من قبل هذه القوى في الثروات الإفريقية.

اهتمام دولي بإفريقيا

وتأتي القمة بعد أسابيع قليلة من احتضان العاصمة الروسية لقمة مشابهة حضرها عدد من القادة الأفارقة، وهو ما يتزامن مع محاولات صينية للعب دور أكبر في الأزمات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وينصب اهتمام الدول الكبرى على الإمكانيات الإفريقية المتعلقة بالطاقة المتجددة، حيث تحظى القارة بمميزات هائلة في هذا القطاع، لاسيما الهيدروجين الأخضر، الذي قد يساعد أوروبا في خطتها للتحول نحو اقتصاد محايد كربونيا.

كما أن الاهتمام الأوروبي بالقارة يترجم في رغبة غربية في السيطرة على شلال الهجرة غير الشرعية المتدفق نحو السواحل الأوروبية، لذا تقدم الحكومات الأوروبية منحا ومساعدات للبلدان الإفريقية لمواجهة هذه الظاهرة.

وفي عام 2017 أطلقت مجموعة العشرين مبادرة للشراكة مع الدول الإفريقية وضمت فيها دول» المغرب وتونس ومصر والسنغال وغينيا وساحل العاج وغانا وتوجو وبنين وبوركينا فاسو ورواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وإثيوبيا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى