الاغتيال الذي صدم العالم: و حول ذكرى الإنتصار لاغتيال السادات
هالة يوسف
في يوم السادس من أكتوبر عام 1981، شهدت مصر واحدة من أبشع الجرائم السياسية في تاريخها الحديث، حيث تم اغتيال الرئيس أنور السادات أثناء عرض عسكري بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر. ت
ركت هذه الواقعة أثراً عميقاً في الساحة السياسية المصرية والعربية، وخلّفت تداعيات واسعة النطاق على الاستقرار الداخلي للبلاد.
خلفية الاغتيال:
تولى أنور السادات رئاسة مصر بعد وفاة جمال عبد الناصر في عام 1970. عُرف السادات بأنه قائد حرب أكتوبر، الذي استطاع استعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن خطواته السياسية، مثل توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1978، أثارت الكثير من الجدل والغضب في الشارع العربي.
اعتبرت هذه الخطوة من قبل بعض الجماعات السياسية في مصر والعالم العربي خيانة، مما زاد من توترات المشهد السياسي.
الأحداث يوم الاغتيال:
في صباح يوم السادس من أكتوبر 1981، كانت القوات المسلحة المصرية تستعد للاحتفال بالذكرى الثامنة لحرب أكتوبر. بينما كان السادات يجلس في المنصة الرئيسية وسط مجموعة من الضيوف الأجانب والمصريين، قام مجموعة من المسلحين، الذين ينتمون إلى تنظيم “الجهاد الإسلامي”، بتنفيذ عملية الاغتيال.
أثناء العرض العسكري، اقترب المسلحون من المنصة وفتحوا النار على السادات، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة أدت إلى وفاته. كما أسفرت العملية عن مقتل عدد من الحضور وإصابة آخرين.
و قد تم اغتيال السادات على يد خالد الإسلامبولي، ليُسجل بذلك يومًا حزينًا في ذاكرة الأمة العربية، رغم احتفائها بانتصار حرب أكتوبر.
ردود الفعل:
تلقى الشعب المصري والعالم صدمة كبيرة من حادثة الاغتيال. في حين أُعرب عن حزن عميق لدى بعض الطبقات الاجتماعية التي كانت تعتبر السادات رمزًا للسلام، جاءت ردود الفعل من القوميين والمناوئين له بالاحتفاء بهذه الجريمة السياسية.
على الصعيد الدولي، أدان العديد من الزعماء والبلدان حادثة الاغتيال، معتبرينها انتهاكاً صارخاً للسياسة الديمقراطية. كما اعتبرت هذه الحادثة ضربة قوية لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث كان السادات يعد من القادة القلائل الذين اتخذوا خطوات نحو الحوار مع إسرائيل.
التحقيقات والمحاكمات:
بعد عملية الاغتيال، قامت الحكومة المصرية بحملة موسعة للقبض على المتورطين في الجريمة. تم القبض على عدد من المتهمين، وقامت محكمة خاصة بمحاكمتهم. في عام 1982، أُدين بعض المتهمين بالإعدام.
أدى اغتيال السادات إلى تغييرات جذرية في السياسة المصرية. تولى الرئيس حسني مبارك منصب الرئاسة بعد اغتيال السادات، وقاد البلاد في فترة مليئة بالتحديات. بالإضافة إلى ذلك، أثيرت العديد من التساؤلات حول تأثير الاغتيال على عملية السلام في المنطقة وعلاقة مصر مع الدول العربية الأخرى.
الذكرى إغتيال السادات
تظل ذكرى اغتيال أنور السادات حاضرة في الأذهان، حيث تُعتبر نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث. تذكّر هذه الواقعة الناس بأهمية الحوار السياسي وأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. كما تطرح العديد من الأسئلة حول التطورات السياسية التي أعقبت الاغتيال وما زالت تؤثر في المنطقة حتى اليوم.
لقد شكل اغتيال السادات حدثًا مأساويًا في تاريخ مصر، وكان له تأثيرات كبيرة على الصعيدين الداخلي والدولي. وما زالت هذه الحادثة تتطلب من القادة والمفكرين في العالم العربي إعادة تقييم كيفية التعامل مع الاختلافات السياسية وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.