«الرحيل الصادم والمصير العالق» إجابات منتظرة على أسئلة حائرة في ملف إقالة الأهلي لسيد عبد الحفيظ
أحمد صلاح ومحمود أشرف
تعرض الوسط الرياضي بأكمله لهزة شديدة من صدمة خبر توجيه النادي الأهلي ممثلا في مجلس إدارته برئاسة محمود الخطيب، الشكر لسيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالفريق الأول، وإنهاء فترته الذهبية في هذا المنصب التي امتدت لخمس سنوات متصلة بخلاف ما سبقها من حقب زمنية منفصلة.
الخبر جاء بتعليل بسيط من جانب الأهلي في البيان الرسمي يبدو عليه كثيرا من الغموض وقليلا من الإيضاح؛ ليحمل معه العديد من الأسئلة الحائرة التي تحتاج لإجابات أكثر وضوحا وحسما عما حمله بيان النادي، وإلا فالجدل سيستمر دون توقف ولفترات بعيدة ربما ليس لها نهاية، خاصة مع تتالي الأحداث والمواقف على مدار الموسم المقبل داخل صفوف الفريق بشقيها الفني والإداري.
ماذا حدث؟
الأهلي أعلن في بيان رسمي مفاجئ، توجيه الشكر لسيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالفريق الأول لكرة القدم، بعد رحلة طويلة من السنوات خدم خلالها الفريق بكل إخلاص وأمانة، وبذل خلال قصارى جهده، وحقق مع كل عناصر منظومة العمل العديد من الإنجازات المحلية والقارية.. وذلك بحسب ما جاء نصا في بيان النادي.
وجاء ذلك القرار خلال اجتماع داخل الأهلي جمع بين محمود الخطيب رئيس مجلس الإدارة، والمشرف العام على الكرة، مع لجنة التخطيط برئاسة محسن صالح، وعضوية زكريا ناصف، في حضور حسام غالي عضو مجلس إدارة النادي.
وحرص جميع الحضور على التعبير عن خالص تقديرهم لكل ما قدمه سيد عبد الحفيظ من جهد، خاصة وأنه أحد أبناء النادي الذين حافظوا على قيمه وثوابته، ولم يتأخر يوما عند طلب الاستعانة بجهوده، واستحق التقدير.
سبب القرار المعلن
وفي توضيح رسمي سريع، كشف الأهلي عن دوافعه وراء هذا التغيير الإداري في منصب مدير الكرة بالفريق، معللا ذلك بوجود رؤية مستقبلية لقطاع كرة القدم تستوجب معها ضرورة إعداد كوادر جديدة للمرحلة المقبلة.
ربما لم يشفع هذا التعليل الرسمي فضول الغالبية العظمى من المهتمين بالشأن الكروي داخل أروقة الأهلي أو في الكرة المصرية بشكل عام، وكانوا في حاجة لمزيد من الإيضاح أو الوقوف على سبب أكثر إقناعا لدواخلهم.
عرضين قيد البحث
وحرص الخطيب خلال اجتماعه مع سيد عبد الحفيظ، على التأكيد على أهمية استمراره داخل دولاب العمل الإداري بالنادي، وذلك من خلال مهمتين جديدتين.. حيث عرض عليه الانضمام عضوا إلى مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم، بالإضافة إلى الانضمام عضوا بلجنة التخطيط؛ للاستفادة من خبراته الإدارية والكروية في المرحلة القادمة.
موقف عبد الحفيظ من عرض الخطيب
طلب عبد الحفيظ من رئيس النادي الأهلي إرجاء الرد على هذا العرض، والحصول على الراحة لبعض الوقت بعد موسم طويل وشاق، خاض خلاله الفريق ما يقارب ال60 مباراة رسمية ما بين تنافسات محلية في الدوري والكأس وكأسين سوبر، وتنافسات قارية في دوري أبطال إفريقيا حتى مراحله الأخيرة، وتنافسات دولية في كأس العالم للأندية من الدور التمهيدي وحتى الختامي في الصراع على المركزين الثالث والرابع أمام فلامنجو البرازيلي.
وعلمت “المصرية” من مصادر مقربة من عبد الحفيظ، بأنه يتجه للإعتذار عن عدم قبول عرض الأهلي بالانضمام لعضوية مجلس إدارة شركة كرة القدم برئاسة عدلي القيعي، وعضوية لحظة التخطيط برئاسة محسن صالح.
العمل ممتد من موقع آخر
ويقترب عبد الحفيظ من العودة من جديد بعد سنوات من الغياب للشاشة، محاورا ومحللا، ليقطع رحلته الإدارية، ويستأنف مشواره الإعلامي الذي بدأه عبر شاشة قناة الأهلي مرورا ببعض التجارب الآخرى.
وتعد الخطوة الإعلامية الأقرب لعبد الحفيظ خارجيا عبر إحدى القنوات العربية الشهيرة، وبالتحديد في دولة الإمارات.
حوار كشف الحقائق الجزئية
وكانت “المصرية” قد حاورت الإعلامي أحمد سعيد، المقرب من سيد عبد الحفيظ في صداقة ممتدة منذ سنوات طويلة، لتقف معه على خطوط عريضة كاشفة لأسرار رحيله المفاجئ عن القلعة الحمراء.
وقال أحمد سعيد، في تصريحات خاصة للمصرية، أن رحيل سيد عبد الحفيظ عن الأهلي، يعد خسارة كبيرة للنادي، وذلك عقب موسم من المواسم التاريخية لفريق الكرة، وكان من الأفضل البناء عليه، وفرض مزيدا من الهدوء والاستقرار.
ويرى سعيد، أن عبد الحفيظ هو أفضل مدير كرة ناجح بالنادي الأهلي على مر تاريخه، وكان السد والحائط المنيع لكل من يتطاول على النادي وتاريخه وإنجازاته وقياداته وأساطيره.
وكشف، عن استقرار الأهلي الداخلي على قرار رحيل سيد عبد الحفيظ قبل إعلامه وإعلانه للجماهير بخمسة أيام فقط، وتلقى مدير الكرة هذا القرار بصدمة شديدة، ولم يكن متوقع تلك الخطوة وفي هذا التوقيت بالتحديد.
ونفى سعيد كل الأخبار المتداولة عن دور مارسيل كولر، المدير الفني للفريق، في قرار رحيل عبد الحفيظ عن إدارة الكرة، مؤكدا على قوة العلاقة بين الثنائي، وإشادة المدرب السويسري المستمرة في حق مدير الكرة طوال فترة العمل بينهما.
وأكد على أن هذا القرار جاء من جانب مجلس إدارة النادي برئاسة الخطيب، ولجنة التخطيط، برئاسة محسن صالح، ولم يكن لكولر نهائيا أي دور في ذلك، ولم يطلب رحيله كما ردد البعض.
وتطلع سعيد لرؤية عبد الحفيظ في منصب رئيس مجلس إدارة الأهلي في المستقبل، متفوقا على حسام غالي وأي شخص مرشح آخر؛ وذلك لدوره وخبراته العريضة، وكونه النسخة الثانية من حسن حمدي، الرئيس التاريخي الأكثر تتويجا قاريا في تاريخ النادي.