أخبار مصريةصحة وطب

السكر يحرم الأطفال من الحلوى ويغير نمط حياتهم

أستاذ أمراض السكر تزف بشري للمرضى: ايجاد علاج شافي للسكر قربيًا

استشاري نفسي  يحذر من الخوف الزائد على الطفل المصاب بالسكر وحجبه عن المجتمع

مارلين عبدالملك

الإصابة بمرض السكر بنوعاه الأول والثاني تغير نمط حياة الطفل راسًا على عقب لاسيما إنه يتناول الحلويات المحببة لجميع الأطفال بكميات قليلة جدًا، فضلًا عن تناول جرعات الأنسولين والأدوية يوميًا.

وشملت النتائج الرئيسية من الإصدار العاشر من أطلس مرض السكري التابع للاتحاد الدولي للدراسات التي تم أجراها على الأطفال والبالغين ما يلي:

يعاني واحد من كل عشرة (10.5٪) بالغين حول العالم حاليًا من مرض السكري.

ومن المتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي إلى 643 مليون (11.3٪) بحلول عام 2030 وإلى 783 مليون (12.2٪) بحلول عام 2045.

يقدر أن 44.7٪ من البالغين المصابين بالسكري (240 مليون شخص) لم يتم تشخيصهم.

يعيش أكثر من 4 من كل 5 (81٪) من هؤلاء الأشخاص في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

كان مرض السكري مسئولاً عن ما يقدر بنحو 966 مليار دولار أمريكي في الإنفاق الصحي العالمي في عام 2021؛ ويمثل هذا زيادة بنسبة 316٪ على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية.

مرض السكري
مرض السكري

باستثناء مخاطر الوفيات المرتبطة بـ COVID-19 ، تشير التقديرات إلى وفاة ما يقرب من 6.7 مليون بالغ بسبب مرض السكري أو مضاعفاته في عام 2021، وهذا أكثر من واحد من كل عشرة (12.2٪) من الوفيات العالمية من جميع الأسباب.

يعاني 541 مليون بالغ ، أو 10.6٪ من البالغين في جميع أنحاء العالم ، من ضعف في تحمل الجلوكوز (IGT) ، مما يعرضهم لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

بهذه السطور نوضح لكم أسباب وأعراض مرض السكر لدي الأطفال ونقدم نصائح صحية ونفسية للتعامل السليم  مع الطفل المصاب بداء السكري: 

فقالت إيناس شلتوت أستاذ أمراض السكر بكلية طب قصر العيني، في تصريح خاص ل”جريدة المصرية”، أن هناك تداخل بين نوعان السكر الأول والثانى من مرض السكر، موضحة أن النوع الثاني أتخذ شكلًا وبائيًا فى الشباب والأطفال وأكدت الدراسات الحديثة أن واحد من كل ثلاثة أطفال يولدون الآن بالولايات المتحدة سيصاب بالسكر في المستقبل.

الوجبات الجاهزة

وأضافت شلتوت أن سبب انتشار مرض السكر من النوع الثاني في الشباب والأطفال هو تغيير طريقة تناول الغذاء التي حدثت بعد انتشار الوجبات الجاهزة ودخول الحلويات الغربية والشرقية والمياه الغازية والعصائر وجميع أنواع الحلوى إلى المنزل المصري إبتداءً من التسعينيات من القرن الماضى وتزامن معها أيضًا كثرة الجلوس أمام الشاشات المختلفة وقلة إهتمام الأسرة المصرية بممارسة رياضة المشى والتنزه في الحدائق والتى كانت هى التسلية الأكثر أهمية خلال فتراتي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضى، فضلًا عن الاستجابة لرغبة الأطفال في تناول الغذاء من خارج المنزل على شكل وجبات جاهزة تحتوي على عدد كبير من السعرات الحرارية و الدهون والنشويات علاوة على الإفراط في تناول المياه الغازية والعصائر بين الشباب والأطفال.

ممارسه الرياضه 

وأشارت إلي أن الشباب والأطفال لا يمارسون الرياضة ووصل الأمر ببعض المدارس إلى إلغاء حصص الألعاب واستبدالها بحصص المواد العلمية، علاوة على جلوس الشباب والأطفال لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر وإهمالهم ممارسة الرياضة.

ولفتت إلي إنه إذا تم إجراء تحليل مستوى السكر في الدم للشباب والأطفال المصابين بالسمنة سنجد أن حوالى 20% منهم مصابون بإرتفاع في مستوى السكر في الدم.

وأوضحت شلتوت أن الأطفال والشباب المصابين بالسكر من النوع الثاني 85% منهم مصابون بالسمنة ولديهم تاريخ وراثي في العائلة ملئ بمرض السكر وغالبًا ما تبدأ الإصابة بعد سن العاشرة، لافتة إلي أن خطورة هذا النوع من مرض السكر في الأطفال والشباب هو حدوث الإصابة بالمضاعفات على الأوعية الدموية في بداية مرحلة الشباب وانتشار المضاعفات على العين والكلي والقلب والأعصاب مبكرًا كما قد يصاب بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم في مرحلة مبكرة.

الأسرة والمجتمع 

وأكدت شلتوت أن هناك دور مشترك مهم للأسرة ووسائل الإعلام المختلفة  بتشجيع الأطفال على الحركة وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل وتناول الغذاء الصحي؛ بجانب تقديم التوعية اللازمة لكيفية اختيار الغذاء المناسب، فضلًا عن تحديد عدد ساعات مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الكمبيوتر، مشددة على مسئولية ربة المنزل في تقديم الغذاء السليم لأطفالها والعودة إلى طبق الخضار والسلطة كمكون أساسي للوجبات.

ونوهت بأن 25% من الأطفال والشباب الذين يعانون من السمنة في سن المراهقة مصابون بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر ولديهم أرقام تحليل السكر مرتفعة عن الأرقام الطبيعية وبالتالي فهؤلاء الشباب يحتاجون إلى أسلوب في تغيير الحياة على شكل نظام غذائى ورياضي جاد من أجل منع إصابتهم بالسكر أو على الاقل تأجيل الإصابة قدر الإمكان.

التحاليل و الاكتشاف المبكر

وشددت شلتوت على ضرورة الاكتشاف المبكر لمرض السكر بالتحليل كل ستة أشهر للأطفال المعرضين للإصابة، مقترحة شن حملة قومية لمكافحة انتشار مرض السكر بين الأطفال بإقامة دورات مكثفة للأطفال أو الشباب المصابين بالسمنة يتم تنفيذها داخل المدارس أو النوادى أو مراكز الشباب للتركيز على أهمية ممارسة الرياضة تحت اشراف متخصصين.

الانسولين والبنكرياس

وعن مرض السكر من النوع الأول قالت شلتوت أنه يحدث عندما لا يستطيع الجسم افراز كمية كافية من الإنسولين للسيطرة على السكر في الدم وكان سابقًا يسمي مرض السكر المعتمد على الأنسولين، موضحة أن الأنسولين هو الهرمون الذى يفرز بواسطة غدة البنكرياس وهو المسئول عن تنظيم مستوى السكر في الدم ويزداد إفرازه من البنكرياس بعد تناول الوجبات لكي يتيح للجسم الاستفادة من السكر الناتج عن الوجبة.

وأوضحت إنه عندما يحدث تدمير في بعض خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين فإن كمية الأنسولين الناتجة تكون أقل من المطلوب أو قد لا يستطيع البنكرياس إفراز انسولين اطلاقًا وبالتالي يتراكم السكر ويرتفع مستواه في الدم ولا يستطيع دخول خلايا الجسم لإنتاج الطاقة اللازمة لأنشطة أجهزة الجسم المختلفة.

مرض مناعي

وأضافت شلتوت أن السكر من النوع الأول مرض مناعي يتم فيه تدمير خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس والمسئولة عن أفراز الإنسولين، موضحة أن أسباب هذا الخلل المناعي هو وجود استعداد جينى للإصابة بالنوع الأول من السكر.

وأشارت إلي أن وجود استعداد جيني ليس معناه إصابة مؤكدة ولكن يجب وجود عوامل أخرى مثل عوامل بيئية أو الإصابة بالفيروسات تؤدى إلى تدمير مناعي لخلايا بيتا في البنكرياس.

اعراض المرض 

ونوهت بأن أعراض السكر من النوع الأول أعراض حادة وسريعة مثل كثرة التبول، والعطش الشديد، حدوث جفاف وفي بعض الأحيان، حدوث تبول لا إرادى للأطفال أثناء النوم، بالإضاقة فقدان سريع للوزن وإحساس بالضغط والإجهاد وعدم التركيز وقد يحدث قيئ وإضطراب في درجة الوعي نتيجة لوجود ما يسمي الغيبوبة الكيتونية، موضحة أن الغيبوبة الكيتونية خطيرة في بعض الأحيان تستلزم علاج عاجل في المستشفي فقد تكون هى السبب في تشخيص السكر من النوع الأول في الشباب والأطفال للمرة الأولى.

الطفل والحلويات

وأوضحت شلتوت أن إصابة الطفل بمرض السكر تلزمه بتقليل الحلويات قدر الإمكان وتناول قليل منها بين الوجبات؛ واستبدال العصائر المعلبة والمياه الغازية بعصائر معمولة بالمنزل محلاه ببدائل السكر كما يمكن إضافة لها حليب قليل الدسم.

انواع العلاج 

ولفتت إلي ظهور أنواع متطورة من علاج مرض السكر بنوعيه عن طريق الفم أو الحقن، منوهة بتوفر أدوية بالفترة الحالية لعلاج مرض السكر أفضل بكثير من القرن الماضى.

ولفتت أستاذ أمراض السكر إنه إلي الآن لا يوجد العلاج الشافى من مرض السكر لكن هناك العديد من الأبحاث لإيجاد علاج شافي لمرض السكر.

الصحة النفسية

فيما أكد استشاري الصحة النفسية جمال فرويز، علي ضرورة الدعم النفسي للطفل المصاب بمرض السكر من أسرته، موضحًا إن الخوف الزائد عليه وعزله عن المجتمع سيؤثر عليه بالسلب ويجعل منه شخص إنطوائي.

واستكمل “لازم الأسرة متحسسش الطفل أنه مريض هو من حقه يلعب ويخرج ويتصاحب ويتعايش بصورة طبيعية جدًا مع آخذ الاحترازات في إعطاءه الدواء والمتابعة العلاجية، مع التوضيح للطفل أنه عنده أمر استثناني وهيأكل حلويات بكمية قليلة ونوصل للطفل أن إلتزامه بالخريطة العلاجية لمصلحته”.

الالهاء والتعويض والاحتواء 

ونصح فرويز الأم إذا طلب إبنها المصاب بالسكر حلويات ممنوعة عنه أن تقوم بالإلهاءه عنها وتعويضه بالمسموح له، لافتًا إلي وجود علاقة طردية بين مرضى السكر والاكتئاب لإن مرضى الإكتئاب يكون السكر لديهم أعلى ومرضى السكر تكون نسبة الإكتئاب لديهم أعلى.

وأشار إلي تفضيله أن يكون أصحاب مريض السكر يعانون نفس المرض حتي يكون نمط طعامهم متشابهة ولا يشعر بغيرة منهم لإن الطفل الطبيعي سيتناول بعض الأطعمة الممنوعة عن الطفل المصاب بالسكر.

وأكد استشاري الصحة النفسية أن احتواء الطفل المصاب بالسكر نفسيًا وتوضيح له الممنوع منه بطريقة سليمة يقلل من حدة الآلم النفسي المصاحب لمرضه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات