سلايدر

السياسيون «ما بيكبروش ».. لماذا يعيشون أطول من عامة الناس؟

العلم يُفسر أسرار «العمر الطويل» للسياسيين

 

محمد عبدالواحد الزيات

يستيقظون كل صباح ولديهم رغبة في مزيد من العمل، ويتمتعون بـ ثلاثة لا يجتمعون عند الكثيرين: «الصحة والمال وطول العمر!»، مع قدرات عقلية قد تفوق من هم أصغر سناً منهم بعقود.. إنهم السياسيون حيث أسرار العمر الطويل وعقود من العمل السياسي والدبلوماسي تنتقل بين الحقب الزمنية والأنظمة السياسية للدولة، وربما تفوق قرناً من الزمان، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة “أكسفورد” البريطانية.

وعلى الرغم من أن عامة الناس يتقدمون في العمر، وتظهر عليهم علامات الزمن والعوامل البيولوجية والصحية، لكن قطار العمر يبدوا إنه يمضي ببطء في حياة في حياة السياسيين الذين يتصفون بالعيش لعمر أطول من غيرهم من العامة، بما يعكس مدى الفارق الصحي بين فئة النخبة وغيرهم من المواطنين العاديين، بحسب الدراسات العلمية.

الملكة البريطانية اليزابيث الثانية
الملكة البريطانية اليزابيث الثانية

وتُترجم الدراسات العلمية بشأن أعمار السياسيين على أرض الواقع، مع العديد من النماذج لسياسيين معمرين، منهم: «الملكة البريطانية  الراحلة إليزابيث الثانية التي كانت قد احتفلت قبل وفاته بالذكرى الـ70 لاعتلائها العرش، وعمرها كان يقترب من قرن كامل.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

بينما اعتاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذي الـ 72 عاماً، أن يطرح منافسه أرضاً في لعبة الجودو على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون الروسي، فيما يبدو وكأنه ابن الـ30 عاماً.

الرئيس الكاميروني بول بيا
الرئيس الكاميروني بول بيا

أما الرئيس الكاميروني بول بيا صاحب الـ 92 عاماً فقد احتفل بولايته الجديدة للحكم، وهو يقترب  من عامه الـ50 في حكم البلاد.

وتشير الأعمال الطويلة للسياسيين أنهم لطالما شكلوا لغزاً بيولوجياً وصحياً، إذ يعيش الكثير منهم حتى ما فوق سن الثماني، ويتمتعون بصحة جيدة، بل إن بعضهم يبدو وكأنه يزداد شبابًا!

وفي التفاصيل العلمية حول هذه الظاهرة، اعتمدت دراسة تحليلية أجراها باحثون من جامعة أوكسفورد البريطانية، على تحليل بيانات أكثر من 57 ألف سياسي، من 11 دولة، وهي: «إنجلترا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وسويسرا، والنمسا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وهولندا، وأستراليا، ونيوزيلندا»، حيث توصلت الدراسة إلى أن أعمار السياسيين في أواخر القرن التاسع عشر كانت تتساوى مع أعمار عموم الناس، لكن الأمر قد تغير خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، حيث زادت الفروقات في الأعمار بين الفئتين.

وكشفت الدراسة، عن أن السياسيين قد حظوا بمتوسط عمر أطول بـ 4.5 سنوات عن غيرهم من الناس، بعدما ارتفع معدل أعمار السياسيين بشكل أسرع، مشيرة إلى أنه على مدار القرن العشرين، قد ارتفع متوسط الأعمار المتوقعة للسياسيين البالغين من العمر 45 عاماً بمعدل بلغ 14.6 عاماً مقابل 10.2 عاماً في معدل الأشخاص العاديين من شعوب تلك الدول.

أما السر وراء هذه الظاهرة، فأوضحت دراسة «أكسفورد»، أنه يكمن في عدة أسباب، منها: انخفاض معدلات التدخين بين السياسيين، والتقدم الطبي الذي ساهم في تحسين صحتهم وإيجاد علاج لأمراضهم مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية والضغط المرتفع، فضلاً عن جني الساسة أموالاً أكثر بكثير من العامة بما يجلب معه مزايا واضحة تعزز الصحة وتزيد من متوسط العمر وتجعل السنوات مجرد رقم  لا يؤثر على القدرة العقلية أو الجسدية لكثير من الساسة المخضرمين.

ولفتت الدراسة‘ إلى أنه قد تعود ميزة بقاء السياسيين على قيد الحياة إلى مجموعة من العوامل الأخرى، منها: «الاختلافات في معايير الرعاية الصحية، وعوامل نمط الحياة مثل التدخين والنظام الغذائي»، موضحة أن معدلات التدخين تراجعت بين الساسة أسرع من تراجعها بين عموم الشعب، بما يقدم تفسيراً جزئياً لفجوات متوسط العمر المتوقع التي اتسعت في العديد من البلاد بعد عام 1950م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات