ثقافة وفنونسلايدر

الفنان عبدالله العامر لـ«المصرية»: السينما السعودية ستصبح من أفضل ١٠ سينمات بالعالم

المشهد الفني السعودي يخدم الترفيه وجودة الحياة وينطلق للريادة

أسماء عبدالحميد

الفنان والمنتج السعودي عبدالله العامر، أيقونة مميزة في الدراما والإعلام السعودي، فقد عشق الفن ومارسه تمثيلاً وكتابةً وإخراجاً وإنتاجاً، وصعد بفنه الجميل سلالم المسيرة الفنية السعودية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي،  حيث استطاع برهافة الأديب وحس الفنان وخبرات المنتج أن يلامس قلوب المشاهدين، ويقدم أعمالاً جديدة مليئة بالرؤية والإبداع.

وأصبح الفنان الذي جاء من منطقة عسير جنوب المملكة، وعاش بين جمالية طبيعتها الساحرة وعطرية أجواء ريفها الأصيل بنخيله وأشجاره الوارفة وشموخ سنابله، نافذةً تطل بالفن الجميل الذي يجمع بين الأصالة والحداثة ويعكس تجربة رائدة في الوصول للوجدان وقيادة مسيرة فنية سعودية غنية تتطلع لتحقيق الريادة الفنية محلياً وإقليمياً، وسط ما تعيشه المملكة العربية السعودية من نهضة شاملة بكافة المجالات. وفي هذا الحوار يحدثنا عن تطور الفن السعودي وما تعيشه السعودية من نهضة فنية متكاملة:

في البداية نود من حضرتك أستاذ عبدالله أن تُطلعنا على تجربتك الفنية الثرية.. فكيف بدأت مسيرتك الفنية؟ وما هي أهم أعمالك كفنان ومنتج؟

أنا وُلدت في عسير، عام 1964م، وعشقت الفن وتأثرت كثيراً بعمالقة الفن المصري، وجيل كبار الفنانين، حتى إني سافرت إلى مصر وأصبح لي صداقات عديدة بكبار الفنانين المصريين، وكانت بدايتي الفنية عام 1994م، بعمل “فكيه الكلام في السفرة والطعام”، ثم شاركت في العديد من الأعمال الفنية الأخرى، ومنها: “ثقوب، وأسريات، وأشعب، وبنان”، وبعدها قرّرت الانتقال إلى شبكة راديو وتلفزيون العرب، حيث شاركت في العملين : “الأخطاء السبعة، وبدون تمثيل”، وقدمت أيضاً البرنامج الكوميدي “بدون طرب” الذي شاركت فيه العديد من النجمات العرب اليوم، ومنهن الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، كما شاركت في مسرحية “آخر كلام” مع الممثل المصري يونس شلبي.

وتوالت أعمالي الفنية، ومنها: مسلسل هوامير الصحراء وهيو عبارة عن  4 أجزاء والذي ألفته وأنتجته بنفسي، ومسلسلات: “عمشة في ديرة النسوان،  وعمشة بنت عماش، ووعاد قلبي إلى هناك، وأبو شلاخ البرمائي، ومخلف خلاف، وابتسامات رمضانية، وبيني وبينك – جزئين، وسي بي أم فقرات كوميدية” ، وغيرها.

تشهد المملكة العربية السعودية نهضة كبيرة في جميع المجالات ومنها المجال الفني.. نود منكم تطلعنا على واقع الدراما والسينما في المملكة خلال الفترة الحالية؟

تشهد المملكة طفرة فنية وثقافية غير مسبوقة، تترجم مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال دعم الإبداع والفن والابتكار والجوانب الاجتماعية والنفسية، فضلاً عن توفير رافد اقتصادي هام مُتمثل في صناعة الدراما والسينما.

وفي الفترة الأخيرة، جرى بناء العديد من الاستديو هات ومواقع التصوير وتأسيس أكبر مدينة إعلامية في الشرق الأوسط في مدينة نيوم على الساحل الغربي للسعودية، لتوفير الخدمات الإنتاجية والتصويرية ودعم تطوير القطاع الفني بهدف إحداث طفرة محلية تخدم قطاع الترفيه وتطوير جودة الحياة وتنطلق نحو العالمية.

وأصبح المشهد الفني السعودي أكثر إشراقاً، حيث تحوّلت الرياض حالياً إلى وجهة مثالية لجميع فناني المنطقة والعالم، الذين يحضرون المهرجانات والفعاليات الفنية الثرية والمتنوعة التي تسعى لتعزيز المشهد الفني العربي وتحقيق الريادة العالمية من خلال إنتاج عصري يلبي طموحات الجمهور العربي وينافس أكبر المنصات العالمية.

كيف ترى الفارق بين الدراما والسينما في المشهد الفني السعودي؟ وأيهما يحقق الانتشار المستهدف؟

الدراما السعودية تتطور حالياً، لتحاكي الواقع وتواكب العصرنة، ففي الماضي كان لدينا طاش ما طاش، وحالياً نحن بصدد نماذج عصرية جديدة، أما السينما فهي التاريخ، وهي التي توثق تاريخ الشعوب لمئات السنين، في أمريكا، في مصر، في إنجلترا، فالأمل في  السينما أن تحقق الريادة.

وشهدت الفترة الأخيرة، تمتين قطاع الفن السعودي بالعديد من الدعائم الفنية والإنتاجية الكبرى التي حولته إلى عنصر مهم في المشهد الفني بالشرق الأوسط، فضلاً عن ظهور عدد من المواهب السعودية بعضها وصل للعالمية، وسط تصاعد ملموس للفن السعودي بما يجعله سوقاً قوية للفن.

وأنا أرى أن الدراما التقليدية تحديداً ستضعف، والمُشاهد سيتجه للمنصات الجديدة التي تصدر عبر التطبيقات ومواقع الإنترنت، حي إمكانية إعادة مشاهدة المحتوى، والحلقات القصيرة، بينما المسلسلات الطويلة ستنتهي قريباً بفعل العصرنة، لذلك تتجه سوق الفن السعودي إلى تعزيز الإنتاج في مجال المسلسلات العصرية التي تشهد إقبالاً شبابياً وأسرياً كبيراً وسط الإيقاع السريع للحياة وتحول المشاهدة للتطبيقات والجوالات بديلا عن التلفاز. والأعمال الدرامية أعمال إبداعية، ولابد أن يكون المسئول عنها بشكل مباشر رجل إبداعي وليس إداري، وهذا ما تعمل عليه المملكة حالياً.

وسط هذا التطور اللافت بالمملكة.. إلى أين يتجه المشهد الفني السعودي؟

المؤشرات المستقبلية تشير إلى أن السعودية ستكون من أهم ١٠ دول في العالم في الإنتاج السينمائي مستقبلاً، أولاً: لدعم مباشر من الدولة لهذه الصناعة، وثانياً: لوجود شباب متعلمين وشابات لديهم فكر جديد وهو مطلوب، ثالثاً: لرؤيه عظيمة في كل المجالات، فضلاً عن وجود مواضيع ثرية ومبتكرة، والأهم توافر مواقع التصوير لأننا في قارة تمتلك بيئات مختلفة ومناطق مختلفة لم تكتشف، وفى مهرجان البحر الأحمر عبر الكثير من النجوم العالمين عن ذهولهم بالسعودية والشباب والشابات الموجودين بالمهرجان.

فالسينما هي المستقبل، ونسعى في المملكة لإنتاج أعمال ننافس بها عالمياً، حيث هناك تجارب بسيطة تعطيك انتباه أن القادم في ٢٠٣٠ سيكون لدينا صناعة حقيقية في السينما، وحالياً أصبح لدينا نجوم عالمين يصورون في السعودية، لأننا في رؤية  ٢٠٣٠ بدأنا نسوق باحترافية لمناطق جميلة وبيئة بخدمات متكاملة موجودة على أرضنا، وسيتم تصوير أعمالاً كثيرةً جداً، ومازال الجنوب والشمال والوسط لم يكتشفوا، مازال هناك مستقبل.

وأنا أرى أن تجاربنا الفنية السعودية مستمرة إلى الآن، وبالطموح سنصل إن شاء الله -تعالى-، وفى ٢٠٣٠ ستكون سينما السعودية من أفضل ١٠ سينمات في العالم الناس ستتابعها. والكتاب السعوديون بدأوا يشتغلون، وبدأوا يتميزون  ويبرزون.

وفي مسلسلي هوامير الصحراء المكون من ٥ أجزاء، كنت أنا والكاتب عبدالله البخيت اللي بمكتب وشارك معانا مجموعة من الشباب السعوديين الآن صاروا كتاب، ومن وجهة نظري في الكوميديا بالفن السعودي أننا نتعامل مع كل العالم، ونوجه نكته لمصر، نكته للخليج، لكن لما نقول قصة سعودية وبيئة سعودية الموضوع يختلف.

كيف ترى تأثير السينما على واقع المجتمع  والفن السعودي؟

السينما لغة عالمية مختلفة تماماً، ولها دور في تقدمنا أكثر، فهي لغة ٢٠٣٠ ومن العناصر التي توصلنا للعالمية، مع الحفاظ على قيم مجتمعنا وقوانين وطننا، بل وإيصال عاداتنا وتقاليدنا للعام أجمع. وحالياً نتابع تأثير المهرجانات الفنية السعودية التي صنعت نجاحاً باهراً، حيث جعلت العالم يرانا، فمهرجان جدة حضره جميع نجوم السينما المبدعين في العالم، وشاهدوا دعم الدولة. وأنا أنتظر أن أرى في ٢٠٣٠ فيلماً سعودياً يُعرض في السينما الأمريكية، ويشاهده المجتمع الأمريكي مثلما نتابع أعمالهم مترجمة أو مدبلجة، حتى يصل بحضارتنا ورؤيتنا وثقافتنا إلى شعوب العالم، ويؤثر في قوتنا الاقتصادية وقوتنا في شبابنا، السينما مهمة ومن الأهداف الرئيسية ستحقق نشر كل شيء.

ما النصيحة التي تحب توجهها لصناع الفن؟

أقول أن صناعة السينما تعتبر أفضل في الوقت الحالي، فهي الحياة الجديدة، ومكان للتنزه برفقة الأهل وللخروج من مشاكل وضغوطات اليوم، ومجال للمناقشة في أحداث الفيلم ووجه الاستفادة، أما بالنسبة للدراما فيجب أن تكون الحلقات قصيرة ومحتوى جميل للتسهيل على المشاهد وتمكينه من مشاهدتها من خلال الجواب، لأن المسلسلات الطويلة انتهت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات