سلايدرعربي ودولى

«الكعكة السمراء».. ما الذي تريده روما من مؤتمر «أفريقيا إيطاليا» قبل انطلاقه في نوفمبر المقبل؟

مؤتمر أفريقيا إيطاليا

 

عبد الغني دياب 

 تستعد الحكومة الإيطالية لاستضافة قادة الدول الإفريقية خلال نوفمبر المقبل في قمة عالمية تحمل عنوان “أفريقيا إيطاليا” والتي تأتي ضمن مساعي حكومة جورجيا ميلوني لتوطيد  علاقات بلادها مع القارة السمراء في ظل تنافس دولي محموم على اجتذاب البلاد السمراء والتمتع بخيراتها سواء من خلال التعاون أو الاستغلال.

وعلى الرغم من أن المؤتمر يحمل عنوانا عاما للتعاون مع الدول الإفريقية إلا أن الدعوات الإيطالية لحضور المؤتمر ركزت بشكل أساسي على البلدان التي ترى فيها روما امتدادا لنفوذها القديم أو تتطلع لبقاء نفوذها هناك في ظل محاولات أوروبية وروسية على سحب البساط من تحت أقدام الطليان في هذه الأراضي.

 تنافس دولي على ثروات أفريقيا

 ويأتي  المؤتمر الإيطالي في ظل تنافس أوروبي أمريكي من جهة  وروسيا من الجهة الأخرى، ليس هذا فحسب بل تسعى الصين هي الأخرى لقطم قطعة من الكعكة السمراء، على حساب النفوذ الأوروبي القديم المستمد من الاستعمار.

وخلال الفترة الماضية عقدت دولا كبرى مؤتمرات مماثلة كان آخرها ما احتضنته موسكو في يوليو الماضي بحضور أكثر من 40 دولة أفريقية، وقبلها بأشهر عقدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمرا مماثلة حضره غالبية القادة الأفارقة، كما تعمل الصين على بناء علاقات قوية هي الأخرى من خلال المدخل الاقتصادي مع الشعوب والحكومات الأفريقية.

ويرى مراقبون ان هذا التنافس المحموم هدفه الثروات قبل العلاقات إذ ترى الدول الكبرى في بلدان أفريقية مخزنا استراتيجيا للمعادن والطاقة وكذلك المحاصيل والمنتجات الخام لذا تسعى كل منها على زحزحة منافسها لضمان الفوز بأكبر قطعة من هذه الكعكة الذهبية.

«الكعكة السمراء».. ما الذي تريده روما من مؤتمر «أفريقيا إيطاليا» قبل انطلاقه في نوفمبر المقبل؟

تفاصيل مؤتمر أفريقيا إيطاليا

ومؤخرا دعت رئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبد الحميد الدبيبة إلى حضور مؤتمر أفريقيا – إيطاليا المزمع عقده في روما خلال شهر نوفمبر المقبل.

وبحث الطرفان، خلال اتصال هاتفي أمس الأربعاء، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنسيق الجهود الإيطالية في دعم المناطق المنكوبة شرق البلاد جراء العاصفة «دانيال»، حسب بيان المكتب الإعلامي لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» اليوم الخميس.

وأعربت ميلوني للدبيبة عن سعادتها باستئناف الرحلات المباشرة بين طرابلس وروما، مؤكدة رغبة بلادها في فتح وجهات جديدة مع ليبيا، وفق البيان

واتفق الطرفان على عقد اجتماع على مستوى وزيري داخلية البلدين لبحث نتائج الاجتماعات الأخيرة في روما بشأن ملف الهجرة وآليات تنظيمه

وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أن هذه القمة تأتى في سبيل دعم العلاقات الثنائية بين إيطاليا والقارة، مؤكدا أن أفريقيا تمثل منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للسياسة الخارجية الإيطالية.

وشدد على ضرورة مواصلة الالتزام في هذا السياق لتحقيق شراكة قوية وهو شرط أساسي لمواجهة العديد من التحديات التي تربط ضفتي البحر المتوسط.

وجاءت تصريحات تاياني خلال لقاء سفراء الدول الإفريقية في إيطاليا وذلك في فيلا ماداما بالعاصمة الإيطالية روما.

وأعلن تاياني في افتتاح الاجتماع عن انعقاد النسخة الرابعة من مؤتمر إيطاليا أفريقيا في روما وهو منتدى للحوار السياسي رفيع المستوى مع الدول الأفريقية، فيما يعد أداة وظيفية لتعزيز العلاقات مع هذه الدول، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.

خطة ماتي

ومن المفترض أن تعرض الحكومة الإيطالية خلال المؤتمر المرتقب خطة “ماتي” المعنية بالمفهوم الجديد للشراكة الذي طالما تحدثت عنه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني منذ توليها مهام منصبها، الأمر الذي جذب اهتمام القارة الأفريقية و اللاعبين الدوليين المعنيين.

والخطة تتكون من مجموعة من المبادرات لإنشاء “نموذج فاضل” يرتكز على المشاركة والوعي المتبادل لتعزيز النمو بطريقة مشتركة عبر أشكال التعاون في كل المجالات وبالتعاون الوثيق مع مشروع البوابة العالمية الأوروبية، حيث يهدف الاتحاد الأوروبي من خلاله إلى أن يصبح لاعبًا مرجعيًا لأفريقيا في ظل المنافسة بين القوى في القارة.

وستكون خطة ماتي الأداة التي يمكن من خلالها عرض السياسة الخارجية لروما وربطها بسياسة بروكسل. كما ستكون مركزية في إفريقيا التي، بسبب النمو الديموغرافي و الاقتصادي، ستكون واحدة من المناطق الجيواستراتيجية الكبرى في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات