تحقيقات وحوارات

«المصرية» تحاور اللواء «الكدواني» .. استقرار مصر لا يُقدر بثمن

جماعات «مُمولة» تحاول زعزعة الدولة سياسياً واقتصادياً وأمنياً

على الحكومة دعم التعليم والتكنولوجيا.. لدفع عجلة التقدم

الحوار الوطني .. أقصى درجات الديموقراطية

محمد عبدالواحد الزيات ومصطفى محمد

منذ فجر التاريخ، لطالما عُرفت مصر بأنها من أكثر الدول استهدافاً بالهجمات والحروب والضغوط والأجندات الخارجية، حيث تعد بمثابة محل الأطماع من القوى المناوئة لها على مر العصور، لما تتمتع به من مكانة محورية في قلب المنطقة والعالم، كما أنها اليوم، لا تزال تواجه العديد من التحديات الكبرى منذ ثورة الـ25 من يناير عام 2011م، ومنها ملفات الإرهاب، وقضايا الجوار العربي في السودان وليبيا وسوريا واليمن، بجانب قضية الندرة المائية التي قد تتفاقم مع إقامة سد النهضة الإثيوبي، فضلاً عن التداعيات الاقتصادية التي جاءت بها الحرب الروسية الأوكرانية، ووقوع الحكومة بين سندان الضغوطات المالية وارتفاع نسب التضخم العالمي ومطرقة الجهات المانحة مثل صندوق النقد الدولي.

وفي هذا السياق، حاورت «المصرية»، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب اللواء يحيى الكدواني، للوقوف على أبرز التحديات والأجندات التي تواجهها الدولة المصرية خلال الفترة الراهنة، حيث أكد أن مصر لا تزال تعاني وتواجه تداعيات نظرية الفوضى الخلاقة التي اندلعت بالمنطقة خلال العقد الماضي، محذراً من وجود جماعات ممولة تسعى لإثارة البلبلة في الدولة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، مشدداً على ضرورة تماسك الشعب المصري في مواجهة التحديات والضغوط والمثيرات الخارجية.

وإلى نص الحوار…

هل نظرية الفوضى الخلاقة مازالت تعمل في الوقت الحالي؟

إن ما حدث في 2011م، من فوضى خلاقة في الدول العربية سواء مصر وتونس وليبيا وحاليا السودان، وفي الماضي العراق، كان أمراً مخططاً له مسبقاً من قبل الغرب والهدف منها هو أمن الكيان الإسرائيلي المُحتل، وأن تبقى موجودة وأمنه، وذلك وفق تصريحات مسؤولين وجنرالات في الغرب، تشير إلى أن الفوضى الخلاقة مازالت مُستمرة حتى الآن ومدعومة من الخارج، ويجب على جميع القوى الوطنية في الدول العربية أن تقف بالمرصاد، وأن تقوم بتوعية المواطنين بضرورة التوحد والوقوف صفاً واحداً لاستقرار وأمن الدول العربية لمواجهة هذا الخطر الداهم، لأن مخططات الغرب نجحت بشكل كبير في الدول العربية خلال السنوات الماضية، من أحداث فوضي كبيره، والهدم في الدول من قبل بعض المواطنين في الداخل.

هل هناك شخصيات وكيانات تهدف لتدمير الدولة المصرية؟

بالفعل هناك جماعات مُمولة تقوم بهدم جميع ما تقوم به الدول، وتوجد مراكز تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان لكنها تشوه الحقائق وتتبنى إثارة البلبلة بسبب عدم توعية الشعوب، بينما تواصل الفوضى الخلاقة التأثير بشكل كبير على الدول سواء سياسياً واقتصادياً واجتماعيا، وتهدم ما تقوم به من إنجازات.

اللواء يحيى الكدواني عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب
اللواء يحيى الكدواني عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب

لذا يجب على الشعوب أن يكون لديها وعي كبير، حتى تتحصن من الفوضى الخلاقة، فقضية الوعي هي قضية كبيرة، والغرب يقوم باللعب على هذه الأمر، والتوعية من قبل الإعلام ومن قبل رجال الدولة ورجال الدين هو أمر هام للغاية حتى لا تكون الشعوب عرضة للتوجهات المعارضة.

هل نستخدم مفهوم الحرية بشكل خاطئ؟

الحرية ترتبط بمدى الوعي والثقافة والتعليم، لكن الشعوب التي لا يوجد لديها ثقافة أو تعليم تكون عرضة للمؤامرات والتوجيهات المضادة التي تهدف إلى الفوضى وزعزعة الاستقرار تحت مفهوم الحرية.

كيف يتم التصدي للمؤامرات الخارجية؟

يتم التصدي لها من خلال التعليم الجيد والثقافة ومن خلال المنابر الدينية، كما يتم التصدي لها من خلال المنابر الإعلامية ومن خلال المتخصصين بالتصدي للشائعات وإظهار الإنجازات التي تقوم بها الدول والحكومات، وهناك عدد من المواطنين مُتعلمين ولكن لا توجد لديهم ثقافة وهذه كارثة حقيقة تواجه الدول العربية.

ما هي أسباب تراجع دول المنطقة بعد ما عُرف بـ ثورات الربيع العربي؟

لأن المواطن أصبح يريد من الدولة كل شيء، فهي التي تصرف عليه وتعلمه وتعالجه، وأصبح هناك زيادة سكانية كبيرة للغاية، فيجب أن تكون هناك وقفة جادة ودراسة أسباب المشكلات التي تواجهنا وخاصة وأننا بدأنا مع دول أصبحت الآن دول متقدمة وصلت الفضاء، فيجب على المواطنين أن يساندون حكوماتهم ويقفوا بجوار دولهم.

ماذا تحتاج الدولة لكي يتم الخروج من التحديات الحالية؟

يجب أن نعترف بقدراتنا وأن يتم إعادة استخدامها بطريقة صحيحة فيوجد لينا تعليم جيد في جميع التخصصات، ولكن يجب إعادة تأهيل هذه القوى مره أخرى حتى يتم الاستفادة منها واستيعاب التقدم الخارجي، وخاصة في التكنولوجيا والهندسة العكسية التي جعلت الدول الآسيوية تتصدر العالم، كما أننا نمتلك موارد كثيره ومهمه وقويه كما يجب محاربة الفساد .

كيف ترى اجتماعات الحوار الوطني؟

الحوار الوطني هو رد على كل المُشككين فيما تقوم به الدولة فالحوار الوطني وجلساته والقضايا التي تم طرحها ومخرجاته التي تم عرضها على السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أكد أنه سوف يتم عرضها على مجلس النواب، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه أو أقصى درجات الديموقراطية التي من الممكن أن تحدث في أي وقت.

هل ما زلت الأعين الخارجية على الدول المصرية؟

بكل تأكيد حتى هذه اللحظة، فمصر في قلب المؤامرة، وهي الجائزة الكبرى بالنسبة لهم، وما يحدث من أحداث شغب بالدول المجاورة هي محاوله لإضعاف وإسقاط الدولة المصرية، لأنه _لا قدر الله_ إن حدث شيء لمصر لن تكون هناك دول عربية، فيجب أن يكون هناك وعي لدى المواطنين لكل ما يحدث وأن يضعوا مصر نصب أعينهم، وأن لا يتأثرون بالأزمة الاقتصادية، فمصر والدولة ليس لها ذنب في هذه الأزمة ويجب أن نتخطى هذه الأزمة بالإنتاج، ومصر مر عليها أكثر من هذه الأزمات ونجحت بالعبور منها، فالأمن والأمان والاستقرار في مصر لا يُقدر بثمن فهو عنصر هام للغاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى