أخبار مصريةصحة وطب

بسبب أزمة «البارسيتامول».. الصيادلة يطالبون الأطباء بكتابة المادة الفعالة فى الروشتات

ماهيتاب عبد الفتاح

منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وجود متحور جديد لفيروس كورونا وهناك حالة من البلبلة تشهدها الساحة الطبية بسبب نقص حاد في الأدوية التي يتم استخدامها للحد من أعراض ذلك الفيروس وعلى رأسها «الباراسيتامول»، الأمر الذي يذكرنا بما حدث أثناء الموجة الأولى لفيروس كورونا 2020، من حيث نقص الأدوية وأدوات التعقيم على حد السواء.

وقد أعلن محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن سوق الدواء الآن يعاني من نقص حاد في دواء الباراسيتامول وهو الدواء الوحيد الآمن على كبار السن، الحوامل والأطفال لعلاج ارتفاع الحرارة الناتج عن فيروس كورونا، مناشدًا المسئولين بوزارة الصحة وقطاع الدواء بحل الأزمة قبل أن تتفاقم خاصة مع اقتراب موسم الشتاء وانتشار متحور فيروس كورونا.

أزمات بسوق الدواء

وعن ذلك الأمر قال الدكتور كريم كرم صيدلي وعضو مجلس أمناء الحق في الدواء في تصريحات خاصة للمصرية: أن سوق الدواء لا يعاني من نقص في الباراسيتامول فقط ولكن هناك العديد من الأدوية التي تختفي فجأة، مما يحدث أزمات بسوق الدواء خاصة وأن المريض المصري لا يقتنع بالبدائل حتى وإن كانت تحمل نفس المادة الفعالة ولكن للأسف هناك ثقافة لدى الشعب المصري بعدم استبدال الدواء الذي كتبه الطبيب مهما حاول الصيدلي اقناعه بأنه يحمل نفس الخواص، لذا فنقص أي دواء من السوق يضعنا أمام أزمة كبرى.

الدكتور كريم كرم صيدلي وعضو مجلس أمناء الحق في الدواء
الدكتور كريم كرم صيدلي وعضو مجلس أمناء الحق في الدواء

وأضاف كرم: طالبنا كثيرًا أن يتم التواصل بين نقابتي الصيادلة والأطباء كي يكتب الطبيب في الروشتة الدواء بإسم المادة الفعالة حتى نتغلب عن عرقلة سوق الدواء إذا غاب صنف معين خاصة وأن كل دواء له أكثر من 12 مثيل، واختتم كرم حديثه قائلًا نقص الأدوية قد يضعنا أمام أزمة كبيرة خاصة مع قدوم فصل الشتاء وانتشار فيروس كورونا ونزلات الأنفلونزا لذا يجب أن تتدخل هيئة الدواء والزام الأطباء على كتابة الروشتة بالمادة الفعالة لا بدواء معين.

 الصيدليات الكبرى 

أما الصيدلي عبد العليم أبو الفتوح علق قائلًا أن أزمة نقص الأدوية لها أبعاد كبرى أبرزها سيطرة سلاسل الصيدليات الكبرى على سوق الدواء، وهي أزمة بحاجة إلى تدخل لأن الأمر يتفاقم كلما زادت أعداد سلاسل الصيدليات الكبرى، مضيفًا أن الأزمة تكمن هنا في تعامل أصحاب تلك السلاسل بمبدأ تعطيش السوق أي أنه كلما نقصت أصناف كان الطلب عليها كبيركالباراسيتامول على سبيل المثال، مما يجعل سلاسل الصيدليات تتعامل مع الصيدليات الصغرى بما يتناسب مع أهواءهم دون وجود آليات قانونية تحكم الأمر.

الصيدلي عبد العليم أبو الفتوح
الصيدلي عبد العليم أبو الفتوح

وأشار أبو الفتوح إلى أن حل أزمة نقص الأدوية يجب أن يكون بالهيمنة على أباطرة سلاسل الصيدليات خاصة وأن سوق الدواء وحياة المرضى ليسا سلعة قابلة للتلاعب.

المادة الفعالة

ومن جانبه علق الدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ قائلًا أي دواء له 13 مثيل مما يعني أنه لا يوجد شيء اسمه نقص في دواء معين، فالمادة الفعالة لا تقتصر على دواء معين، لذا يجب أن يقوم الأطباء بكتابة اسم المادة الفعالة في الروشتات العلاجية، وأضاف الشيخ للمصرية أن جميع دول العالم تتعامل بتلك الطريقة حيث يقوم الطبيب بكتابة اسم المادة الفعالة بالروشتة وبناء على ذلك يرشح الصيدلي الدواء المتوفر لديه لتلك المادة الفعالة، كما قال أن هذه الطريقة لن تحل أزمة نقص الأدوية فقط وكنها سوف تسهل على المريض الحصول على الدواء بالسعر الذي يناسبه، فهناك تفاوت في سعر الأدوية رغم أنها تكون لها نفس المادة الفعالة.

الدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ
الدكتور محمد الشيخ نقيب صيادلة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ

وأضاف أن الصيادلة يطالبون باجتماع مع نقابة الأطباء تحت مظلة وزارة الصحة للاتفاق على أن يكتب الطبيب المادة الفعالة في الروشتة لتلافي أي تلاعب يحدث بسوق الدواء.

أما عن آلية التنفيذ فقال الشيخ، أن الأمر سوف يتم بضوابط بأن يقوم الصيادلة بارسال منشور الكتروني لكل طبيب بإسم المواد الفعالة وأسباب استخدامها حتى لا يشعر الطبيب بعناء البحث عن اسم المواد الفعالة للأدوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى