بعد محاولة أغتيالة للمرة الثانية..هل تقود الدماء ترامب لـ البيت الأبيض ؟
كتب- سارة جمعة
تعرض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال جديدة وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبعد 64 يوما فقط على نجاته من محاولة اغتيال سابقة،
وتم الكشف عن أحدث محاولة لاغتيال المرشح الجمهوري، عندما رصد أحد عملاء الخدمة السرية فوهة بندقية بارزة من سياج بجوار ملعب الغولف في فلوريدا حيث كان ترامب يستمتع بجولة.
رصاص يدر ملايين
ولأن منطق المال يفرض نفسه على الملياردير، ملأت الرصاصة التي أصابت أذن ترامب في المحاولة الأولى، صندوق التبرعات لحملته الانتخابية حوالي 138.7 مليون دولار.
في ذلك الوقت، أصبحت صورة ترامب وهو يرفع قبضته وأذنه ملطخة بالدماء جزءا من تصويره كـ”شهيد حي”.
وهو الأمر نفسه الذي يبدو عليه في المرة الثانية، حيث تم إرسال رسائل دورية إلى أنصاره مع رابط للتبرع، في غضون ساعات قليلة من إطلاق النار قرب ملعب الغولف.
ولا تزال دوافع المنفذ المحتمل غير واضحة. ففي العام الماضي، أجرى الرجل، الذي حددته وسائل الإعلام باسم ريان ويسلي روث، البالغ من العمر 58 عاما، مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قائلاً إنه يريد التطوع للقتال من أجل أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وقد صورت هذه المقابلة، إلى جانب مقابلات أخرى وروايات لمنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلا لديه وجهات نظر حزبية متغيرة وكان مضطربا بشأن صعوبات التطوع في أوكرانيا وتحدث في بعض الأحيان عن المشاركة في العنف.
الطريق للبيت الأبيض
وبعيدا عن دوافع المنفذ، يقول مراقبون إن فريق حملته يدرك الفرصة السياسية التي يقدمها هذا الحدث، خاصة مع تقارب استطلاعات الرأي بينه وبين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وفي 13 يوليو/تموز الماضي، تعرض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، لمحاولة اغتيال أثناء مخاطبته حشدا من مؤيديه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا.
في الأسبوع الذي تلا ذلك، تفوق ترامب على الرئيس بايدن (الذي انسحب لاحقا من السباق) في جميع الولايات السبع المتأرجحة الرئيسية، واعتقد البعض أن الصورة المذهلة التي اكتسبها من التحدي قد جعلته يفوز بالانتخابات.
لكن السباق أصبح مختلفا تماما الآن. فكامالا هاريس هي منافسته وقد قلّصت الفجوة بينه وبين بايدن في استطلاعات الرأي، بل وتقدمت بفارق ضئيل في بعض تلك الولايات الحاسمة.
بيْد أن السوابق التاريخية تحذر من فكرة أن محاولة الاغتيال تعادل دفعة دائمة.
إذ كان الرئيس الراحل جيرالد فورد مستهدفا في غضون أسبوعين فقط، عام 1975.
وفي حين أصبح أكثر شعبية قليلاً بعد أن أعلن، مثل ترامب، أنه لن يخجل من الظهور العام. سرعان ما انخفضت نسبة تأييده وخسر حملة إعادة انتخابه في العام التالي.
استقطاب وطريق مظلم
وبالنسبة لشبكة “سي إن إن”، فإن هذا هو المكان الذي تجد فيه الحملات المتنافسة نفسها الآن، في أحدث تحول في موسم سياسي يسلط الضوء على الاستقطاب العميق في البلاد.
ورأت الشبكة ، أن وقوع مثل هذه الحوادث يتحدث عن التيار الخفي للعنف الذي يشكل ظلا ثابتا على السياسة الأمريكية، وهو ما يتفاقم بسبب سهولة توافر الأسلحة النارية.
وفيما يخاطب المرشحان الحشود في الهواء الطلق من خلف شاشات واقية من الرصاص، لفتت ” سي إن إن ” إلى أنه ستكون هناك مخاوف جديدة من أن الفترة العاصفة التي تسبق يوم الانتخابات قد تأخذ البلاد إلى طريق مظلم.