بعد معركة أعماق البحر.. أول غواصة نووية تخترق جليد القطب الشمالي

في فجر 17 يوليو 1962، وصلت أول غواصة نووية سوفيتية إلى القطب الشمالي في إطار المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في سباق تحت الماء.
تفاصيل الرحلة الأولى
تسمى هذه الغواصة “كي -3 لينينسكي كومسومول”، وكانت بطول 107 أمتار. وصلت الغواصة إلى نقطة بالقرب من القطب الشمالي في تمام الساعة 06:50 فجر ذلك اليوم، حيث صعدت على سطح الجليد ورفع طاقمها علم الاتحاد السوفيتي.
تجربة القبطان
القبطان من الدرجة الأولى إيغور كوردين، رئيس نادي سانت بطرسبرغ للغواصات والمحاربين القدامى في سلاح البحرية، يتذكر تلك اللحظات الحاسمة بكلماته: “كانت مهمة صعبة للغاية، حيث حاولنا كلاً منا أن نكون الأول في الوصول إلى القطب الشمالي. الأمريكيون وصلوا أولاً، ولكنهم لم يتمكنوا من البقاء هناك لفترة طويلة”.
التحدي الجليدي
المهندس السابق في سلاح البحرية السوفيتية يلقي الضوء على تحديات اختراق الجليد: “كان وقتاً مناسباً للظهور فوق سطح الجليد في أغسطس، حيث يكون سمك الجليد أقل. تمكنت الغواصة ك -3 لينينسكي كومسومول من الوصول إلى هذا الإنجاز في يوليو 1962، وعبرت القطب الشمالي متعددة المرات، لكنها لم تتمكن من اختراق الجليد بسبب سمكه”.
النتائج والتطورات
بعد ذلك بعام، في 29 سبتمبر 1963، حققت الغواصة السوفيتية “كي – 181” إنجازاً مماثلاً، حيث وصلت إلى القطب الشمالي واخترقت الجليد بنجاح. هذه الرحلة ساهمت في تطوير استخدام المحيط المتجمد الشمالي بشكل عسكري ومدني.
لحظات مميزة
تميزت الرحلة بحوادث غريبة، مثل اكتشاف بحار لم يكن ضمن الطاقم وتسلله إلى داخل الغواصة، وسقوط ضابط عن الغواصة وانزلاقه على سطح الجليد بشكل غير متوقع.