سلايدرمنوعات

«بومبي».. قصة مدينة الفاحـشة الإيطالية التي اختفت في ظروف غامضة «فيديو»

أدهم عثمان 

بومبي الرومانية، إحدى المدن الإيطالية الواقعة على سفح جبل بركان فيزوف والتي يطلق عليها مدينة الفاحشة، لما عرف عن أهل المدينة من الانغماس في الشهوات، إذ كانت تكثر فيها بيوت الفسق والنشاطات غير الأخلاقية.

تم إعادة اكتشاف مدينة بومبي الأثرية في القرن الـ18 من قبل أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، تلك المدينة الملعونة التي تعج بالأسرار والخبايا التي ما لا زالت حتى اليوم لغزا، رغم العديد من الأبحاث التي أجريت عليها.

حيث يقول العلماء أن بركانا مفاجئا دمّر المدينة بالكامل، حتى تحول جميع سكانها إلى جثث ”إسمنتية“ مدفونة تحت الرماد، بعد أن كانت مدينة تعج بالحياة والحضارة، حيث كانت شوارعها مرصوفة بالحجارة و أبنيتها متميزة بفن العمارة، كما كان فيها ميناء بحريا متطورا، وحتى مسارح وأسواق

اكتشف الباحثون أن هذه المدينة احتوت على أكبر مجموعة من المنحوتات الجنسية الفاضحة واللوحات الجدارية التي كشفت العديد من النشاطات الجنسية غير الطبيعية، كممارسة الفاحشة مع الحيوانات والشذوذ..

ووضعت هذه الجداريات والمنحوتات لفترة في المتحف الأثري الوطني بمدينة نابولي الايطالية، لكن بعد ما شاهدها الملك فرانسيس الأول أثناء زيارته للمنطقة، أمر بنقلها إلى المتحف السري حيث اعتبرها خادشة للحياء، وبقيت تلك الجداريات مخبأة بعيدا لأكثر من قرن.

ويقول الباحثون، أن أهل هذه المدينة الصغيرة كانوا يمارسون الفاحشة علانية، حتى أمام الاطفال، وكانوا أيضا يستنكرون من يتستر أو يحتشم ..

ومن خلال الدلائل الموجودة بالمدينة بدأ البركان بالثوران عام 79 ميلاديًا محدثاً سحباً متصاعدة غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس، وطحاول سكان المدينة الفرار بعضهم عن طريق البحر ولجأ آخرون إلى بيوتهم طلباً للحماية.

وكان ذلك اليوم معداً لعيد آله النار عند الرومان، ووصف شاهد العيان الوحيد طفل يدعى “بيني”، حيث قال المؤرخين وفقا لما هو متواتر عن “بيني” أن السحب كانت متصاعدة والبركان كان يقذف نيران هائلة، وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وارتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم بتسونامي وتحول النهار إلى ليل دامس في المدينة.

والغريب في المدينة ليس فقط اندثارها لمدة تصل 1,600عاما، بل الشكل الذي ظهر به أهل المدينة نفسها بعد تلك المدة، حيث حافظوا على نفس هيئاتهم وأشكالهم التي كانوا عليها قبل انفجار البركان، حتى أن علماء الآثار أشاروا إلى أن 80 جثة تمت دراستها، لم تظهر على أي منها أي علامة للتأهب لحماية نفسها أو حتى الفرار، ولم يبد أحدها أي ردة فعل ولو بسيطة، والأرجح أنهم ماتوا بسرعة شديدة دون أي فرصة للتصرف، وكل هذا حدث في أقل من جزء من الثانية.. ومن المرجح أن تلك القرية هي التي تم ذكرها في القرأن الكريم بسورة الانبياء في قوله تعالى ..

بسم الله الرحمن الرحيم

وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)

صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات