تعرف على قائد المرحلة الانتقالية في سوريا

هالة يوسف

في خضم الأحداث السياسية المتسارعة في سوريا، يبرز اسم محمد البشير كواحد من الشخصيات المحورية في المرحلة الانتقالية المقبلة، حيث تم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة لإدارة شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات الرئاسية.

هذا التكليف جاء من أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، قائد “هيئة تحرير الشام”، فيما يواصل البشير مشاوراته مع رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي لتشكيل الحكومة المنتظرة.

من هو محمد البشير؟

محمد البشير، المولود عام 1983 في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، نشأ في كنف عائلة بسيطة. حصل على شهادة الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة حلب عام 2007، وعمل في القطاع الصناعي الحكومي، حيث تقلد منصب رئيس قسم الأجهزة الدقيقة في أحد معامل الغاز التابعة للشركة السورية للغاز.

مع اندلاع الأحداث السورية عام 2011، ترك البشير وظيفته الحكومية ليتفرغ للعمل التنظيمي والخدمي في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة. في عام 2021، حصل على إجازة في الشريعة والقانون من جامعة إدلب، ما أضاف بُعداً قانونياً ودينياً إلى خبراته الإدارية.

أدواره في حكومة الإنقاذ

لعب البشير دوراً بارزاً في حكومة الإنقاذ التي أنشأتها الفصائل المسلحة في إدلب، حيث شغل عدة مناصب مهمة، منها:

• مدير التعليم الشرعي بوزارة الأوقاف: ساهم في تطوير المناهج وتنظيم التعليم الديني.
• وزير التنمية والشؤون الإنسانية: أدار مشاريع لتحسين الأوضاع الخدمية في إدلب وريف حلب الغربي رغم التحديات الكبيرة.

تكليفه برئاسة حكومة الإنقاذ الوطني

تم تكليف محمد البشير برئاسة حكومة الإنقاذ الوطني خلال اجتماع بارز في دمشق، كجزء من توافق سياسي يهدف لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا. هذا الاختيار يعكس التوازن بين خبراته السياسية وخلفيته الخدمية، فضلاً عن قدرته على بناء جسور تواصل مع مختلف الأطراف.

التحديات المقبلة

يواجه البشير تحديات ضخمة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، أبرزها:

• إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تضررت خلال الحرب.
• صياغة دستور جديد يحظى بتوافق وطني.
• إدارة الأزمة الاقتصادية وتخفيف أثر العقوبات الدولية.
• تحقيق الأمن والاستقرار لضمان إجراء الانتخابات الرئاسية.

رؤية نحو المستقبل

محمد البشير أمام اختبار مفصلي، إذ ستحدد نجاحاته أو إخفاقاته موقعه المستقبلي في المشهد السياسي السوري. إذا تمكن من تجاوز هذه التحديات، فقد يصبح أحد الشخصيات المؤثرة في رسم مستقبل سوريا.