مقالات

فتح عينيك هتعرف حقيقة اللى حواليك

شريف المصرى 

قبل دخولي إلى العمل النقابي أو بالأحرى دهاليزه.. كنت أقدّر عددًا كبيرًا من أساتذة المهنة، بل كنت أرى أنهم حراسًا لها وحماة؛ لكن بعدها صدمت بأن أغلب المفاهيم لدي كانت خاطئة أو أنا الذي كنت أود أن أراها بصورة مثالية أغلب الوقت.

فقد صدمت بأمور كثيرة ضربت معتقداتي بالكامل، فكانت أولى صدماتي في ذلك الأستاذ الذي يرفع شعار راعي الفضيلة وحامي المهنة، وهو يقوم بإرسال “ربات البيوت” إلى الصحف، ويرسلهم بمكالمة هاتفية أو كارت توصية لرؤساء تحرير تلك الصحف كي “ينجزوا” في تعيينهم تمهيدًا لالتحاقهم بنقابة من أعرق النقابات في مصر وهي “نقابة الصحفيين”.

صدمت أيضًا بزميله أو جاره بالمجلس الذي يرفع دومًا شعار النزاهة ويعلن فخره بأنه مازال يقود سيارة ١٢٨ ولا يستطيع تغييرها لأن “العين بصيرة والإيد قصيرة”؛ لكن في الواقع اليد القصيرة أو اللي يروج أنها قصيرة لأنه صحفي شريف على باب الله، هي عبارة عن يد تاجر، صاحب “بيزنس” ومشروعات سمكية ضخمة.

حتى القلم الذي كنت أظنه فضّاح للباطل، وجندي لصاحب الحق، صدمت حين رأيت صاحبه يحوله إلى أداة للوصول لمصالحه الشخصية والاتفاقات التي تتم “من تحت الترابيزة”.

أمثلة كثيرة سرحت تذكرتها، رأيتها تتجسد أمامي حين كنت أشاهد فيلم فتح عينيك والذي قيل به جملة “لما تفتح الستارة هتشوف كل حاجة على حقيقتها”، وللأسف تلك الستارة كشفها العمل النقابي بل كشف المستور، ولن أنكر صدمتي بعد سقوط تلك الأقنعة، صدمة أن الكارثة الحقيقية تكمن في تحكم أصحاب هذه الأقنعة في مصائر غيرهم، لكم أن تتخيلوا أنهم يتحكمون في مصائر شباب الصحفيين وما هم سوى “بياعين كلام”، مجرد كلام.

لا أعلم ما دفعني إلى كتابة تلك الكلمات؛ ولكن أعتقد أن السبب هو شعوري بالمسئولية تجاه كل صحفى /صحفية، بعد أن أصبحت مُلمًا بجميع تفاصيل المسرحية قبل عرضها على المسرح.

لذا أود أن أقول للجميع “متصدقوش إن كل اللي بيلمع دهب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى