ثقافة وفنون

جوهر الصقلي رجل صنع التاريخ

هالة الشحات 

جوهر الصقلي كان أحد أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية في الدولة الفاطمية، وهو الذي أسس مدينة القاهرة وبنى جامع الأزهر. إليك نبذة عن حياته وإنجازاته:

النشأة والخلفية:

المولد والنشأة: وُلد جوهر الصقلي حوالي عام 910م في صقلية، ومن هنا جاء لقبه “الصقلي”. تم أسره وبيعه كعبد في صغره، لكنه ترقى بفضل كفاءته وقدراته.

الخدمة لدى الفاطميين: بدأ خدمته في البلاط الفاطمي في تونس تحت حكم الخليفة المنصور بالله ومن بعده الخليفة المعز لدين الله.

الإنجازات العسكرية والسياسية:

  • فتح مصر:
  • في عام 969م، قاد جوهر الصقلي جيشًا فاطميًا لغزو مصر التي كانت تحت حكم الدولة الإخشيدية. بعد معركة قصيرة، تمكن من دخول الفسطاط بسلام واستولى على مصر لصالح الفاطميين.
  • تأسيس القاهرة:
    • بعد دخول مصر، قام جوهر بتأسيس مدينة القاهرة عام 969م لتكون عاصمة جديدة للخلافة الفاطمية. بدأ البناء في موقع إلى الشمال من الفسطاط، وأطلق عليها اسم “المنصورية” تكريمًا للخليفة المعز لدين الله، لكنها أصبحت تعرف فيما بعد بالقاهرة.
  • بناء جامع الأزهر:
  • أمر جوهر الصقلي ببناء جامع الأزهر، الذي أصبح من أهم المؤسسات الدينية والتعليمية في العالم الإسلامي. افتتح الجامع للصلاة في عام 972م، وأصبح فيما بعد جامعة تضم طلابًا من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

الدور الإداري والسياسي:

  • الحكم والإدارة: بعد استقرار الفاطميين في مصر، تولى جوهر الصقلي إدارة البلاد لفترة من الزمن نيابة عن الخليفة المعز لدين الله. أدار شؤون الدولة بكفاءة وحسن تنظيم، مما ساعد على تعزيز الحكم الفاطمي في مصر.
  • التوسع والدفاع: قاد حملات عسكرية لتعزيز سيطرة الفاطميين على مناطق أخرى، ودافع عن حدود الدولة من الغزوات الخارجية.

التقاعد والوفاة:

  • التقاعد: بعد وفاة الخليفة المعز لدين الله في عام 975م، تقلصت سلطة جوهر تدريجيًا، وتم تكليفه بمهام أقل أهمية.
  • الوفاة: توفي جوهر الصقلي في عام 992م.

الأثر والإرث:

جوهر الصقلي يُعتبر واحدًا من أعظم القادة العسكريين والإداريين في التاريخ الإسلامي. بفضل جهوده، أصبحت القاهرة مركزًا هامًا للثقافة والعلم والسياسة، وبقيت هكذا لقرون عديدة. تأسيسه للأزهر الشريف ترك أثرًا دائمًا على العالم الإسلامي، حيث أصبح الأزهر منارة للعلم والتعليم الإسلامي حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى