هبة يحيى
مر 42 يوماً والاحتلال الإسرائيلي يستمر في ارتكاب جرائمه البشعة تجاه الفلسطينيين في غزة، وبالتزامن مع مجازره في القطاع، يتبادل رشقات صاروخية تجاه الجنوب اللبناني، مع حزب الله الذي يعلن دعمه وتأييده الكامل للمقاومة الفلسطينية.
ورغم أن القصف المتبادل متقطع، ولكنه أثار تساؤل العديد، هل يسحى الاحتلال لاستغلال توتر الجو السياسي في لبنان لمحاولة نيل أجزاء منه؟.
على هذا السؤال يجيب الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية في تصريح خاص لـ”المصرية”، قائلاً: “هناك اشتعال بطيء منذ فترة على الحدود اللبنانية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحزب الله لا يرغب في الدخول مع اشتباك بشكل كبير، وإسرائيل تريد فرض معادلة جديدة في لبنان، من ضمنها أن يتم تفكيك سلاحي حركة حماس وحزب الله، ولكن لا يمكن لأحد أن يجزم بنجاح هذا المخطط”.
وأضاف الدكتور «الرقب»: “جيش الاحتلال سيستمر في هذه الحرب الاستنزافية بجنوب لبنان، مشيرا إلى أن الاحتلال يرى حزب الله تهديد له على المدى البعيد، ويسعى بذلك لفرض حالة جديدة في الجنوب، وهذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي منذ سنوات يقصف تجاه سوريا ولبنان”.
وتابع: “الاحتلال يستغل التوتر الداخلي بلبنان لصالحه ويستمر في القصف المتقطع تجاه الجنوب، ولكن لن يصل للحد بأن يحتل أجزاء من لبنان لأن ذلك سيرهقه والولايات المتحدة الأمريكية لن تشجعه على ذلك”.
وحول موقف حزب الله من الحرب في غزة، أكد أستاذ العلوم السياسية، أن الحزب اللبناني لم يتقدم لخطوات إلا لكسب ماء الوجه، فيما كان يطلق عليه في السابق «محور المقاومة »حيث أنه لم يدخل المعركة مع حماس، وبالتالي ترك غزة وحدها حتى هذه اللحظة، موضحاً أن ما يحدث من مناوشات جارية بين الجانبين فهي محدودة المدى، رغم تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت، لحزب الله، بأنه إذا تدخل في الحرب سيتم إبادة لبنان.
ووصف الدكتور أيمن الرقب، صمت حزب الله على هذا التهديد الإسرائيلي بـ «العار»، مشيراً إلى أنه حينما ظهر حسن نصر الله أمين عام حزب الله، في كلماته التي بثت منذ أيام، فكان يحاول تبرئة نفسه وأن لا دخل له بما يحدث في قطاع غزة.
