شيرين أبو عوف.. مخرجة مصرية تصل العالمية وتكشف في حوارها لـ«المصرية»: أسعى لإثراء المشهد الفني المصري بتجارب عصرية

حوار – نبيل عمران
شيرين أبو عوف، مخرجة شابة حاصلة على عدة جوائز دولية في الإخراج والتصوير، عشقت السينما منذ صغرها، واستطاعت أن توظف هذا العشق خلف الكاميرا بإلهام واسع ورؤية طموحة تعمق من رسالتها الفنية؛ لتروي بها قصصاً وترسم فناً وتبدع فكراً وتمضي على طريق التميز الدرامي والسينمائي بتجربة فنية رائدة، فضلاً عن تميزها في مجال كتابة السيناريو، وتم تتويج أعمالها بجوائز عديدة في كندا وأوروبا، ومهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان الجونة السينمائي.

وتتميز «شيرين» بثقافتها المتنوعة حيث تعيش ما بين مصر والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، حيث عملت في هوليوود وأوروبا والإمارات، وشاركت في عدة أفلام سينمائية عالمية، كما تتميز بابتسامتها الدائمة وبساطتها التي تزين شخصية بهذه القيمة الفنية، وتستقبل الجميع بأسلوبها المرح، وتستعد لتطبيق عدة تجارب فنية مبتكرة في الوسط الفني المصري.
في هذا الحوار تتحدث شرين لـ «المصرية نيوز» عن حياتها وتجربتها الفنية:

أستاذة شيرين أبو عوف.. كيف دخلتي عالم الإبداع السينمائي ؟
كنت شغوفة بالسينما منذ سن مبكرة، خاصة فترت العصر الذهبي للسينما في مصر -الخمسينات-، خلال فترة الأفلام بالأبيض والأسود، ومخرجي المفضل هو فطين عبد الوهاب، وهذا العشق للسينما المصرية في أوج إبداعاتها أوجد بداخلي هياماً بهذا العالم الذي يصنع الصورة ويؤثر في الناس بل ويعيش معهم حياتهم اليومية.
بالتأكيد الأسرة والمجتمع يضعان بصمتهما في شخصية المخرج والفنان..

فما هو تأثير محيطك الاجتماعي والثقافي في إبداعاتك ؟
في سن الرابعة عشرة، شاركت شغفي بصناعة الأفلام مع عائلتي. كان والداي، وكلاهما مهندسان، يجدان هذا الأمر مختلفًا عما اعتادوا عليه، لكنهم دعموني، وأرسلوني إلى جامعة ديبول في شيكاغو خلال الصيف، حيث التحقت بدورة في التصوير السينمائي. وعندما عدت إلى المدرسة الثانوية، أنشأت ناديًا للأفلام بدأت في صنع أفلام قصيرة مع أصدقائي وزملائي..

ما هي التجارب الدرامية أو السينمائية التي تأثرتي بها؟
كان واضحًا لي أنني مغرمة بالسينما ورواية القصص، وخلال ليلة البازار في مدرستنا، حيث يبيع الطلاب الكعك والأشياء اليدوية، طلبت من المدير الموافقة على استخدام الصالة الرياضية وجهاز العرض لعرض أفلام النادي. بعت التذاكر مقابل 5 دراهم وجمع النادي 200 درهم تلك الليلة.
عشت في الإمارات العربية المتحدة منذ سن الثاني عشر والتحقت بمدرسة أمريكية، حيث كان أصدقائي من خلفيات متنوعة. هذا البيئة سمحت لي دائمًا بالبحث عن وجهات نظر جديدة ووسعت نظرتي للحياة. واصلت عائلتي دعم حلمي، فأرسلتني إلى لوس أنجلوس لدراسة السينما و حصلت عي بكالوريوس في صناعة السنيما من نيو يورك فيلم أكاديمي، مما أتاح لي فرصة رائعة للتعلم في هوليوود، رواد صناعة الأفلام.

ما رأيك في فرص المشهد الفني في مصر؟
ما أحبه في مشهد السينما والفن المصري هو أنه ينمو باستمرار دون توقف ويتغير مع المجتمع دائماً، فهو متجدد ومبدع. ومصر بتاريخها العريق وحضارتها الغنية مليئة بالأصول والحكايا والأنماط والعادات التي من شأنها أن تثري أي مشهد فني، فضلاً عن المواكبة التي تتماشى مع طرق الإنتاج العصرية والتي أمارسها في أعمالي وأحاول أن ارسخها في المشهد الدرامي والسينمائي المصري.

حدثينا عن أهم محطات تكريمك في عالم الإبداع السينمائي؟
فيلمي الأخير “حياة” كان من بين المتأهلين للتصفيات النهائية في مهرجان كندا للأفلام القصيرة، وتجول العالم، حيث عُرض في أستراليا، وجامعة جورج تاون في واشنطن، ومهرجان هوليوود للأفلام العربية، وغير ذلك. فيلمي الوثائقي الأول “زهرة الثلج” فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان أبو ظبي السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الشارقة لأفلام الأطفال.
كنت محظوظة أيضًا بالمشاركة كمنتج لحملة التأثير في الفيلم الوثائقي الشهير “كباتن الزعتري”، الذي عُرض في مهرجان سن دانس وفاز بجوائز عدة منها جازت مهرجان الجونة السينمائي.

عرفنا من سيرتك الذاتية إنك تتميزين في كتابة السيناريو بجانب الإخراج.. فما هو السر في إبداعك في الكتابة الفنية؟
في بداية مسيرتي، تعرضت للعديد من الوظائف في صناعة الأفلام، بما في ذلك هندسة الصوت، والمونتاج، والإنتاج. هذه التجارب ساعدت كثيرًا في تشكيل شخصيتي كمخرجة من منظور تقني. كما أتيحت لي الفرصة للعمل في مواقع تصوير أفلام دولية، مثل underground 6 على نتفليكس، و”تايجر ليندا اي“ و راس 3“ بطولة سلمان خان، وكذلك العمل مع المخرج مايكل باي في فيلمه. هذه التجارب عرّفتني على المشاريع الضخمة وكيفية إدارتها خلف الكواليس.
ووسط هذه الحالة الفنية التي تمتزج بتجارب عالمية تشكلت رؤيتي الفنية التي عانقت بداخلي شغف الكتابة الفنية، حتى أصبح العمل الفني ينمو بداخلي كجزء من كياني قبل أن أخرجه للنور ويشاهده الناس.
ما هي أهم المواضيع التي تلهمك في أعمالك وأفلامك؟
القصص التي تلهمني أكثر هي القصص الإنسانية التي تظهر الصراعات الداخلية للشخص مع نفسه ومع المجتمع. رحلات حياة الناس تلهمني حقًا، ولهذا السبب أجد صناعة الأفلام الوثائقية شيئًا ملهماً للغاية. القصص المثيرة والأشخاص الذين تقابلهم أثناء تصوير الأفلام الوثائقية هي مصدر إلهام حقيقي.
– كيف تنظرين إلى المرأة في السينما المصرية؟
النساء في السينما المصرية تم تمثيلهن بشكل مختلف اعتمادًا على الحقبة، فخلال العصر الذهبي للسينما، كان هناك العديد من الشخصيات النسائية الرائعة؛ مما أتاح التألق للممثلات الأسطوريات مثل فاتن حمامة.
وفي أوائل الألفية الثانية، كان هناك للأسف نقص في تمثيل الشخصيات النسائية القوية، حيث كانت العديد من الشخصيات النسائية أحادية الأبعاد. ومع ذلك، قام مخرجون وفنانات مثل هند صبري، ومريم نعوم، وكاملة أبو ذكري بأدوار كبيرة في تغيير هذه الصور النمطية من خلال إنشاء شخصيات نسائية متعددة الأبعاد. أتطلع لأن أكون جزءًا من هذه الحالة الفنية الثرية من خلال عرض قصص النساء بعمق و أفلام ذات تأثير. .