سلايدرعربي ودولى

طوفان الأقصى ينطلق في ذكرى نصر أكتوبر المجيد.. ورسالة صمود لنصر آت لا محالة  

طوفان الاقصى

أبوبكر أبوالمجد

تفاوت القوى بين المحتل الإسرائيلي، والمقاومة الفلسطينية، أمر لا يحتاج إلى نظر، ورسائل الهزيمة التي يزرعها المحتل، ومن خلفه الغرب، عبر الإعلام والمتخاذلين العرب والمسلمين، بدأت منذ نكبة فلسطين في العام ١٩٤٨.

لكن مع كل هذا، خرج “طوفان الأقصى”، ليبعث بعد ٧٥ عامًا، وفي ذكرى النصر المصري المؤزر على اليهود في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، ليؤكد أن كل هذا التآمر والتخاذل والانكسار، والحصار، والإفقار، فإن النصر على المحتل آت لا محالة، وأن هذه الأمة العربية لن تموت أبدًا، وسيظل في قلبها ما يحيي مواته، ويعززه ويبشره بزوال الغمة واستعادة مجد الأمة.

بذرة الطوفان 

لعل الجميع يتساءل عن سر الطوفان، ولماذا الآن؟ 

وبالرغم أن القصة قديمة، وأثر الطعون في جسد فلسطين، وقلب الفلسطينيين لم يلتئم، والدماء تسيل وبغزارة منذ النكبة وإلى الآن؛ غير أن التراكمات هذه احتاجت للشرارة التي أحرقت الغابة، وجعلت المقاومة تمطر مستوطنات وبلدات المحتل التي ظنها استقرت، بخمسة آلاف صاروخ كفتح شهية لمعركة من معارك حرب طويلة ممتدة لطالما أكد عليها شرفاء فلسطين.

من بين آلاف الجرائم، وكما اعتاد اليهود، وقع هجوم نفذه المستوطنون بصحبة جيش الاحتلال على بلدة حوارة مساء أمس، وتم إطلاق النار على المدنيين واستشهاد الشاب “لبيب ضميدي” (١٩ عامًا)، لينضم إلى ثلاثة شهداء آخرين في ذات اليوم، وهي أعمال مخطط لها من أعلى المستويات في حكومة نتنياهو العنصرية، هدفها تنفيذ تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني.

وتفاخر الوزير الإسرائيلي المتطرف بن جفير بهذه الجرائم، وأكد أن حرية تنقل المستوطنين في الأرض الفلسطينية المحتلة، أهم من حياة الفلسطينيين، وهو ما دانته وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، واعتبرته غطاء إسرائيليًا رسميًا لهذه الجريمة، وحملت الوزارة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة وغيرها، وطالبت بضغط دولي وأمريكي حقيقي لإجبارها وأذرعها المختلفة على تفكيك ميليشيات المستوطنين المسلحة، ووقف مصادر تمويلها ورعايتها وإسنادها، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف الاستعمار وبناء البؤر العشوائية التي أصبحت قواعد ارتكاز لعناصر الإرهاب اليهودي.

مباغتة

وفي ردة فعل مباغتة أبرزت بوضوح أن الحرب في فلسطين لم تنته، وأن الفلسطينيين، وفي قلبهم المقاومة لم يرفعوا الراية البيضاء، وأن ٧٥ عامًا من احتلال الأرض لم تكن سوى إعلان خسارة معركة، لا خسارة الحرب، وأن حرب استنزاف ممتدة وإن طالت، لحين استفاقة الأمة وإعلان بدء حرب التحرير.  

فيقول الخبير العسكري، اللواء، واصف عريقات، لقد هاجمت المقاومة الفلسطينية، ٢١ جبهة يهودية، واستخدمت ٢٠ نمطًا عسكريًا، في سابقة تؤكد عزم الفلسطينيين على تحرير كامل تراب فلسطين.

واضاف، لقد اقتحمت القسام مستوطنات مستقرة للمحتل منذ عام ١٩٤٨، مثل أشكول ورفح وكيسوفيم، إسديروت، خانيونس، وإيزيكيم، ونتيفوت، ودير البلح، كما استهدفت بصواريخها عسقلان وسديروت، وإسدود، وتل أبيب وغيرها، واستخدمت التصوير الحربي كأداة رعب، حتى أن اليهود لا يشاهدون الآن سوى الإعلام العربي. 

وحول دلالات هذا الهجوم، أوضح عريقات، أن هذا الهجوم المباغت أكد على قوة المقاومة، وفشل أجهزة الاستخبارات الصهيونية، ومن يدعمها، في التنبؤ بهذا الهجوم، أو معرفة هذه القدرة، على غير ما صرح به جيش العدوان في عام ٢٠٢١، بعد توجيه ضربة لمراكز المقاومة، والتي ادعى بعدها أنه لن تقوم للمقاومة قائمة بعد الآن. 

وأردف الخبير العسكري، واصف عريقات، أن ثمة دلالة أخرى وهي التذكير بنصر أكتوبر عام ١٩٧٣، حيث حديث العالم عن جيش إسرائيل الذي لا يقهر، ثم تتمكن مصر بجيشها كشف واقع هذا الجيش المذري، وها هو المشهد ذاته يتكرر مع فارق الإمكانيات الرهيب، ها هي المقاومة تلقي قذائف من طائرة عمودية، وتقصفبالصواريخ، وتقتحم، وتأخذ العديد من الجنود أسرى، وها هي لا تقتحم من الأنفاق، ولا بالليل، وإنما نهارًا، ومن فوق الأرض.

ومن جانبه، أعلن القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، محمد الضيف، اليوم السبت، بدء عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”.

وقال الضيف، في بيان: “الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة”.

وأضاف: “آن الأوان أن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال عن مقدساتنا وأرضنا”.

وحض الشعب الفلسطيني على “إخراج بنادقهم اليوم، ومن لا يملك بندقية فليخرج سكينًا أو ساطورًا أو بلطة”.

وتابع: “إخوتنا في المقاومة الإسلامية في لبنان وسوريا والعراق وإيران، هذا اليوم هو الذي ستلتحم به الجبهات والرايات”.

كما حث قائد “كتائب القسام” “الجزائر والمغرب والأردن ومصر وبقية الدول العربية على التحرك وتلبية النداء”، مؤكداً أن “الأوان لأن تتحد المقاومة العربية قد آن”.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن حركة “حماس” الفلسطينية شنت، في وقت مبكر صباح اليوم، عملية مزدوجة شملت إطلاق قذائف صاروخية تجاه المستوطنات الإسرائيلية، وأيضا تسلل عناصر من الحركة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقبل قليل بدأ الاجتماع المصغر لمجلس الحرب الاسرائيلي، وتم إعلان حالة الطواريء، وأن إسرائيل في حالة حرب، ومن باب تهدئة الداخل الاسرائيلي، تم الإعلان أيضا عن استهداف ١٧ مركزا للمقاومة، وقصف غزة. 

وبدوره قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن الهجوم الذي نفذه المستوطنون بصحبة جيش الاحتلال على بلدة حوارة مساء أمس، وإطلاق النار على المدنيين والجرائم والمجازر الدموية تعيد للأذهان المجازر التي ارتكبتها عصابات “الهاجناه” و”الشتيرن” و”الارجون” الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني عام 1948، وأن الهدف من مسلسل المجازر إحلال عصابات المستوطنين مكان أبناء الشعب الفلسطيني.

وتابع أن كل هذه الجرائم تحدث بمراقبة ومشاهدة المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة، مؤكدا أن “الشعب الفلسطيني بصموده ومقاومته سيطرد هؤلاء الدخلاء المجرمين من أرضه، وما حدث من نكبة ونكسة في الماضي لن تتكرر، وسوف تحرر جميع الأرض الفلسطينية، والقدس العاصمة الأبدية والتاريخية لدولتنا الفلسطينية”.

موقف السلطة

ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اجتماعًا قياديًا طارئًا ضم عددًا من المسؤولين، وأكد “عباس” على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال.

كما وجه بتوفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء الشعب في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين.

موقف مصر

وكانت مصر قد حذرت من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.

ودعت مصر – في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم السبت – إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.

كما دعت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة دوليًا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

فضلا ادعمنا لكى نستمر من خلال تعطيل حاجب الإعلانات