دراسة تكشف عن «8 أضلاع لـ الأهرامات وليس 4» .. ما القصة؟

نبيل عمران

في الوقت الذي يُعتقد فيه أن الأهرامات عبارة عن أهرامات مربعة ذات أربعة أضلاع، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة «Archaeological Discovery» أن لها ثمانية أضلاع وليس أربعة.

ووفقًا لدراسة شاملة أجراها الباحث أكيو كاتو من قسم الرياضيات والفيزياء في جامعة كاناغاوا في اليابان، اتضح أنه إذا نظرنا إلى الأهرامات من أعلى، فإن شكلها الحقيقي يظهر من أعلى، إذ تبدو بالفعل مقعرة الشكل، ولكن عند النظر إليها من منظور جوي، يُرى تقعر الأهرامات على أنه ثمانية أضلاع وليست أربعة، وهذا ما يعني أنها ليست كما تبدو عند رؤيتها من الأرض.

وتابع: في الواقع، تحتوي الأهرامات على خط وسط يمتد على طول ما كان يُعتقد سابقًا أنه كل من أوجهها الأربعة، ثم يلتقي كلا جانبي كل وجه في تجويف، مما يجعل الأهرامات ثمانية أضلاع.

ويُعرف الهرم الأكبر بخصائصه المذهلة المتمثلة في التقعر، إذ أن كل وجه من وجوهه الأربعة مسنن قليلًا على طول خطه المركزي، من القاعدة إلى القمة، ولكن يقول كاتو: «بعبارة أخرى، فإن الهرم الأكبر هو هرم مثمن مقعر، وليس هرمًا مربعًا قياسيًا».

كانت الخطوط التي تلتقي فيها الوجوه المقعرة موضع اهتمام لأكثر من ثمانين عامًا، إذ كشفت الصور الملتقطة من الطائرات في الأربعينيات من القرن العشرين أن الأهرامات ربما كانت ثمانية الأضلاع، وذلك بعد أن لاحظ عالم المصريات البريطاني فليندرز بيتري لأول مرة خطًا عند فحصه عن كثب لرسم توضيحي للأهرامات، وبعدها في عام 1975، لاحظ عالم المصريات آي. إي. إس. إدواردز ذلك بنفسه عندما نظر إلى الأهرامات.

وبعد سنوات عديدة، تمكن الباحث الياباني كاتو من استخدام التكنولوجيا لرؤية الأهرامات من الأعلى ليؤكد شكوك علماء المصريات السابقة، بأن التقعر دقيق للغاية عند رؤيته من الأرض ولكنه أكثر وضوحًا من الجو، مضيفا: هذا التقعر دقيق للغاية بحيث لا يمكن رؤيته من أي موضع على الأرض، ولكن يمكن ملاحظته من الجو.

وذكر كاتو في الدراسة، أن السبب وراء إنشاء المصريين القدماء للأهرامات ذات الثمانية جوانب كان بسيطًا: طول العمر والاستقرار، إذ كانت الطبقات المائلة مع القاعدة المقواة ضرورية لاستقرار الهرم على المدى الطويل ضد القوى الطبيعية الشديدة مثل الضغط الجاذبي العالي والزلازل والعواصف الممطرة، مشيرًا إلى حقيقة مفادها أن الهرم تعرض لعواصف ممطرة شديدة أكثر من 500 مرة خلال 4500 عام.