عربي ودولى

عمدة مرسيليا يبحث في الجزائر قضايا التاريخ والاستثمار

عمدة مرسيليا يبحث في الجزائر قضايا التاريخ والاستثمار
عمدة مرسيليا يبحث في الجزائر قضايا التاريخ والاستثمار

وكالات

عدّ مراقبون في الجزائر الزيارة التي تقود حاليا عمدة مدينة مرسيليا (جنوب فرنسا) إلى البلاد، بمثابة «مؤشر تهدئة» في علاقات البلدين، بعد فترات توتر حاد مرت بها في العامين الماضيين.

ويجري منذ أشهر التحضير لزيارة دولة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس لم يحدد تاريخها، لكن تم الاتفاق بين الرئيسين على تنظيمها أواخر سبتمبر (أيلول)، أو بداية أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

وزار عمدة مرسيليا، بينوا بايان، اليوم الأربعاء، «جامع الجزائر» بالضاحية الشرقية للعاصمة، مرفوقا بوالي الجزائر العاصمة عبد النور رابحي، حيث كان في استقباله مسؤولون بالصرح الديني، الذي يعد من أبرز المعالم في البلاد.

وكان الرئيس تبون قد خص عمدة مرسيليا بلقاء، أمس الثلاثاء، في «قصر المرادية»، حيث تناول معه أوضاع الجزائريين المقيمين بفرنسا، وهم بأعداد غفيرة، والفرص المتاحة للتجارة والاستثمار في المدينتين المتوسطيتين. وحضر اللقاء مدير الديوان بالرئاسة بوعلام بوعلام ووالي الجزائر العاصمة رابحي.

وصرح بينوا للتلفزيون العمومي، بعد خروجه من قصر الرئاسة، أن لقاءه تبون «كان حميميا»، قائلا عن الرئيس إنه «رجل ملم بالتاريخ وبتفاصيله، كما يحمل رؤية رائعة تخص مستقبل بلده». مشيرا إلى أن اللقاء «سمح بالتطرق إلى الأوضاع والمستجدات والتطورات الحاصلة في العالم»، وعادا أن تنقله إلى الجزائر «هام جدا».

وأضاف المسؤول الفرنسي أن الجزائر «هي أول وجهة لي (خارج مرسيليا)، وقد التقيت في زيارتي مع شباب جزائريين مبدعين، حققوا نجاحات ورفعوا التحدي». مؤكدا أنه «التقى أيضا أشخاصا مميزين، يحبون وطنهم ويؤمنون بتطور اقتصاده… وزيارتي إلى الجزائر تعد فرصة لحث أرباب الأعمال من البلدين على التقرب أكثر من بعضهم بعضا».

وفي نهاية 2023، صرح عمدة مرسيليا في ختام لقاء جمعه بسفير الجزائر لدى فرنسا، سعيد موسي، بأن «هناك الكثير من الفرنسيين الذين عاشوا في الجزائر (قبل الاستقلال) مستقرون اليوم في مرسيليا. كما أن الكثير من سكان مرسيليا أصولهم جزائرية، ما يجلب لنا الفخر». وزاد موضحا: «على فرنسا أن تنظر اليوم إلى ماضيها بكل وضوح، وأيضا إلى مستقبلها الذي يتطلب تعاونا وروابط قوية مع الجزائر».

وفهم من حديث بينوا بايان عن «ماضي فرنسا»، أنه يقصد به «قضية الذاكرة وآلام الاستعمار» التي تثير حساسية بالغة، والتي تركت أثرا بالغا في علاقات البلدين.

وبرأي مراقبين تابعوا حالات التوتر التي مرت بها العلاقات الثنائية في المدة الأخيرة، فإن زيارة عمدة مرسيليا للجزائر تحمل «علامات تهدئة»، من شأنها حسبهم، تذليل الصعوبات التي يسعى مسؤولو البلدين إلى تجاوزها، بحثا عن توفير عناصر نجاح الزيارة المرتقبة للرئيس تبون إلى باريس، والتي تم تأجيلها مرتين خلال 2023، لأسباب ارتبطت أساسا بـ«مشكلة الذاكرة». ومن آخر فصول هذه المشكلة، استياء الجزائر من رفض فرنسا تسليمها برنس وسيف الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الذي قضى سنوات أسيرا في قصر بوسط فرنسا (1848- 1852).

ومطلع العام الماضي بلغ التوتر بين البلدين مداه، عندما اتهمت الجزائر المخابرات الفرنسية بـ«إجلاء معارضة سراً بعد تسلل غير قانوني إلى التراب الوطني»، وهي الطبيبة أميرة بوراوي، التي كانت تحت إجراءات منع من السفر، وتمكنت من الدخول إلى تونس براً، ثم إلى فرنسا بالطائرة بمساعدة من القنصل الفرنسي في تونس، كونها تملك الجنسية الفرنسية. ولكن لاحقا طويت هذه القضية على مضض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى