سلايدرعربي ودولى

عودة الجاسوس الغائب.. الموساد يفتح أرشيف إيلي كوهين بعد 60 عامًا من إعدامه في دمشق

 

علا عواد

أثار اسم الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين جدلاً واسعاً على محركات البحث مؤخراً، عقب إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نجاح الموساد في استعادة آلاف الوثائق والصور والممتلكات الخاصة بكوهين من سوريا، في عملية سرية ومعقدة شارك فيها جهاز استخبارات “شريك” لم يُعلن عنه.

 تفاصيل مذهلة من أرشيف كوهين الشخصي

بحسب وسائل إعلام عبرية، فقد شملت المضبوطات التي تم جلبها من دمشق مفاتيح شقة كوهين التي كان يقيم بها أثناء فترة تجسسه، بالإضافة إلى جوازات سفر مزورة ووثائق شخصية استخدمها لإخفاء هويته الحقيقية، وصور التُقطت له مع كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين في سوريا.

 

كما تم العثور على مذكرات وملاحظات خطّها بخط يده، تحوي تفاصيل دقيقة عن المهام التي كُلّف بها من جهاز الموساد، وأبرز ما تم الكشف عنه هو الوصية الأصلية التي كتبها كوهين قبيل ساعات من إعدامه في مايو 1965.

إنجاز استخباراتي.. والموساد يصفه بـ”الاختراق النوعي”

أعلن رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنيع، أن استعادة أرشيف كوهين تمثل خطوة مهمة في محاولة تحديد موقع دفنه داخل الأراضي السورية، واصفًا العملية بـ”الإنجاز الكبير”، خصوصًا في ظل الجهود الإسرائيلية المستمرة لاستعادة رفاته.

وكان كوهين قد أُعدم شنقًا في ساحة المرجة بدمشق، بعد كشف أمره من قبل المخابرات السورية، وبقيت جثته معلقة نحو ست ساعات كرسالة سياسية واضحة.

صمت سوري رسمي وسط تساؤلات دولية

حتى اللحظة، لم تصدر أي تصريحات رسمية من السلطات السورية بشأن ما أعلنه الجانب الإسرائيلي، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول كيفية تنفيذ العملية، وهل تمت فعلاً بمساعدة طرف ثالث على الأرض؟ وما مصير الأرشيف الذي ظل لعقود في قبضة الأمن السوري؟

من هو إيلي كوهين؟ جاسوس في ثوب رجل أعمال

وصل إيلي كوهين إلى دمشق في يناير 1962، مستخدمًا هوية مزيفة باسم “كامل أمين ثابت”، وتظاهر بأنه رجل أعمال سوري يطمح بتوسيع تجارته إلى أوروبا.

تمكن خلال فترة وجيزة من بناء شبكة علاقات قوية مع مسؤولين في الحكومة والجيش، مما أتاح له تمرير معلومات استخباراتية عالية الخطورة إلى إسرائيل بمعدل رسالتين أسبوعيًا.

بين مارس وأغسطس 1964 وحدها، أرسل أكثر من مائة رسالة، تطرقت لمواضيع حساسة مثل اجتماعات الحكومة وعدد الدبابات المتمركزة في الجولان، وأسماء قيادات نافذة داخل حزب البعث، وفي يناير 1965، تم إلقاء القبض عليه، وبعد أشهر فقط نُفذ حكم الإعدام بحقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى