في ثالث أيام طوفان الأقصى.. إسرائيل بين الخسائر الاقتصادية والإهانات العسكرية
في ثالث أيام طوفان الأقصى.. إسرائيل بين الخسائر الاقتصادية والإهانات العسكرية
المصرية
قبل طوفان الأقصى، وكما جرت العادة الاسرائيلية، فلا حديث إلا عن وهم “مملكة إسرائيل الكبرى”، الذي يسخر يهود العالم إلا قليلًا كل جهودهم في سبيل إنجازها على الأراضي العربية بأي كلفة أو تضحية، وإيهام أهل السلطة في العالم الغربي بأن عالمًا بلا إسرائيل هو عالم غير آمن.
لكن طوفان الأقصى ضاعف من هموم هؤلاء الواهمين، وأغرقهم في خسائر وإهانات اقتصادية وعسكرية ستحتاج سنوات كي تعوضها، ولن تستطيع، وباعد بينهم ووهمهم أكثر فأكثر.
إعلان الحرب
لحفظ ماء الوجه، وبعد ساعات من مباغتة المقاومة الفلسطينية لدولة الاحتلال، وأسر وقتل المئات، أعلنت ولأول مرة منذ 50 عاماً، حالة الحرب، ووافق المجلس السياسي الأمني المصغر على إعلان حالة الحرب مع قطاع غزة رسمياً. بحسب بيان مكتب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الأحد.
وتعني حالة الحرب عملياً إعلان الطوارئ، ووضع مقدرات البلاد اللوجستية وبناها التحتية تحت تصرف الجيش، من أجل تحقيق أهدافه.
كما يقترن إعلان الحرب دائماً بتجنيد قوات كبيرة من الاحتياط، مع العلم أن الجيش الإسرائيلي سبق أن جند الاحتياط في إطار حملات عسكرية دون مستوى حالة الحرب في فترات سابقة.
وكذلك يعني وضع جميع الموارد تحت تصرف الجيش، وهو ما لم يحدث من قبل، ما يشير إلى عمق الصدمة التي سببتها عملية “طوفان الأقصى” التي أعلنت حماس شنها، وفق محللين.
إلى ذلك، قد تستدعي هذه الحالة إغلاق المطارات في البلاد، وفق سير العملية العسكرية، أو حظر التجول في حالات نادرة.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل دانييل هاغري، أعلن السبت تعبئة واسعة النطاق للاحتياطيات، مطلقا “عملية السيوف الحديدية”.
كذلك وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، على استدعاء واسع النطاق لجنود الاحتياط، وفقاً لاحتياجات الجيش، كما أعلن حالة الطوارئ في نطاق 80 كيلومتراً من قطاع غزة، ما يسمح لقيادة الجبهة الداخلية بتقييد التجمعات.
هبوط حاد للعملة
وفي ثالث أيام طوفان الأقصى، هبطت عملة الاحتلال الإسرائيلي إلى أدنى مستوى منذ 8 أعوام تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي.
وانخفض الشيكل في أحدث التعاملات الآسيوية أكثر من 3% مقابل الدولار إلى 3.9581، نقلاً عن وكالة “رويترز”.
وتفاقمت خسائر مؤشرات بورصة تل أبيب إلى أكثر من 6% بعد أن فتحت على انخفاض 4%، أمس الأحد، فيما تراجعت أسعار السندات الحكومية بنسبة تصل إلى 3% بعد يوم من هجوم واسع النطاق لحماس على إسرائيل.
وفي سياق آخر، أعلن البنك المركزي الإسرائيلي اليوم الاثنين برنامجا لبيع ما يصل إلى 30 مليار دولار في سوق النقد الأجنبي بهدف تقليل تقلبات العملة المحلية الشيكل.
وقال البنك على موقعه الإلكتروني إنه سيتدخل في سوق النقد خلال الفترة المقبلة لتخفيف التقلبات في سعر صرف الشيكل، وتوفير السيولة اللازمة لاستمرار عمل الأسواق بكفاءة.
وأضاف البنك أنه سيوفر أيضا سيولة بالسوق تصل إلى 15 مليار دولار عن طريق آليات مبادلة العملة إذا دعت الحاجة.
كذلك تم إلغاء حجوزات الفنادق وهروب السياح، كما تم إغلاق الشركات والمحال التجارية في إسرائيل وحتى الصيدليات، بجانب انقطاع الكهرباء عن مستوطنات جنوب إسرائيل.
فقالت شركة “دلتا إيرلاينز” إن الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل إلى نيويورك وأتلانتا ألغيت حتى الإثنين، في حين قالت شركة “يونايتد إيرلاينز” إن “العمليات المستقبلية في مطار تل أبيب سيتم تعليقها حتى تسمح الظروف باستئنافها”. وقالت شركة “طيران الهند” إنه سيتم تعليق الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب حتى 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكشفت شركة “أركيا” المنافسة الأصغر لشركة “يونايتد إيرلاينز” إنها تسير رحلات إنقاذ من أثينا لإعادة الإسرائيليين الذين كانوا في إجازة.
وذكرت شركة إسرائيلية منافسة أخرى إنها تسير رحلات إنقاذ من لارنكا في قبرص لكنها حذرت من أنها قد تقوم بجدول زمني مخفض في الأيام المقبلة، إذ طلب طاقم أجنبي على بعض طائراتها المستأجرة مغادرة إسرائيل.
من جانبها قالت شركة “إنفيديا”، أكبر شركة في العالم لتصنيع الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والرسومات الحاسوبية، إنها ألغت قمة الذكاء الاصطناعي التي كان من المقرر عقدها في تل أبيب الأسبوع المقبل، إذ كان من المقرر أن يتحدث الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ.
إهانة عسكرية
والإهانة العسكرية هنا تحدث عنها الاسرائيليون أنفسهم، وليس كارهي هذا الكيان المحتل، حيث انتقد الصحفي والكاتب الإسرائيلي عاموس هاريل، في صحيفة هآرتس بلاده وضعفها قائلًا: “من المحزن أن نقول هذا؛ لكن قد انهار المفهوم الإسرائيلي في غزة – في السياسة، وفي نشر القوات للدفاع وفي استعدادها للمفاجأة، وبالطبع في ظل الغياب التام للتحذير الاستخباراتي.. النتيجة كارثية.. خمسون عامًا ويومًا واحدًا على اندلاع حرب يوم الغفران. وهذا إغفال كبير، تشترك فيه القيادة السياسية والأمنية بأكملها”.
بينما قال الصحفي الإسرائيلي أتيلا سومفالفي، في موقع ynetnews العبري: “لقد ترك الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل الجمهور الإسرائيلي في حالة صدمة. ويذكرنا بعام 1973 والفشل الذريع لحرب يوم الغفران”.
وأضاف: “إن الضربة الأشد التي يوجهها حماس إلى إسرائيل هي الضربة النفسية فهذه الصور ليست أقل من كارثة. لسنوات عديدة، تمكنت إسرائيل من خلق شعور بالتفوق العسكري والأمني والأخلاقي. لسنوات، تحمل الإسرائيليون الصواريخ، لكنهم كانوا يعلمون أن القبة الحديدية ستؤدي مهمتها. وتفاخر نتنياهو بإزالة الأنفاق وبناء الجدار الجوفي؛ لكن هذا الصباح، انهار كل ذلك. لقد داستها أحذية القتلة التي تجوب شوارع المستوطنات الجنوبية”.
وأفادت القناة السابعة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، بارتفاع عدد القتلى جراء العملية غير المسبوقة التي أعلنتها حركة «حماس» قبل يومين «طوفان الأقصى» لأكثر من 700 إسرائيلي؛ لكن معلومات تفيد بارتفاع العدد إلى ألف، إضافة لأسر ١٥٠ إسرائيليًأ.