كازاخستان.. أهم ما جاء في افتتاح منتدى أستانا الاقتصادي الدولي
كتب- أبوبكر أبوالمجد
انطلق قبل ساعات قليلة فعاليات جلسات منتدى أستانا الاقتصادي الدولي، والذي تحدث فيه العديد من الشخصيات الدولية ذات الثقل، وعلى رأسها رئيس جمهورية كازاخستان، وراعي هذا المنتدى، قاسم جومارت توقايف.
في بداية المنتدى، تحدثت، أرميدا سالسيا أليجبانا، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP)، والتي أشارت أنها كرست في خطابها الرسمي أمام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، جزءًا من خطابها للتحذير من التفاوت المتزايد بين تنمية البلدان في مختلف المناطق، ولا سيما آسيا.
وأشارت، ألجيانا، إلى أنه من بين أعضاء مجموعة العشرين، الاقتصادات الرئيسية في العالم، ثمانية في آسيا والمحيط الهادئ، ومع ذلك، فإن المنطقة التي تنعم بتنوع شديد في ثرواتها، وأجوائها، أكثر من نصف بلادها ضمن أقل البلدان نمواً في العالم، ولديها خيارات أقل بكثير لمواجهة مثل هذه الصدمات الخارجية.
وفي سياق متصل، عكست الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، هيلجا شميد، دور كازاخستان المهم في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، واستذكرت قمة أستانا في عام 2010.
وذكرت، شميد، في حديثها للمنتدى، الدبلوماسي الكازاخستاني المخضرم خيرات عبد الرحمنوف، الذي يلعب دورًا مهمًا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. مفوض الأقليات القومية.
من جانبها، قدمت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، أودري أزولاي، الشكر لكازاخستان والرئيس قاسم جومارت توقايف، على فتح المنتدى الدولي للثقافة والعلوم (AIF) لقضايا تتجاوز التعاون الاقتصادي، وقالت: “لأن التعاون الدولي والتمويل المستدام للسلع العامة مثل الثقافة والعلوم والتعليم ضروريان للغاية لتشكيل مستقبلنا المشترك؛ ولكن أيضًا تشكيل اقتصادات ومجتمعات عادلة ومستدامة هام أيضا”.
وحول بناء الثقة، أشاد رئيس وزراء أوزبكستان، عبد الله أريبوف في خطابه بالتعاون مع آسيا الوسطى، قائلا: “بفضل الإرادة السياسية القوية والإجراءات التي اتخذها رؤساء دول المنطقة، في السنوات الأخيرة، تم خلق جو جديد تمامًا من الثقة المتبادلة في آسيا الوسطى. وهذا يسمح بمعالجة حتى أكثر القضايا الإقليمية تعقيدًا، من خلال الحوار والتسوية”.
وحول التجارة العالمية في ظل عالم متعدد الأقطاب، وكيفية حماية العالم مستقبلًا من أي تقلبات دولية، أكدت، كريستالينا جورجيفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، على ضرورة عدم تجزئة العالم ماليًا، وتفتيت أنظمة الدفع بطريقة تحول بين أحد والاندماج إن أراد، وبعبارة أخرى، لا بد من التأكد من أن الأنظمة العابرة للحدود يمكنها التحدث مع بعضها البعض، ويمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض”.
وسلطت، جورجيفا، الضوء على أهمية بناء كيانين جامعين للطعام والدواء، وقالت: “لا مجال للقيود عندما نتحدث عن تدفق منقذ للحياة للسلع والخدمات”.
ووفقًا لمدير عام صندوق النقد الدولي، ستكون التجارة في عالم متعدد الأقطاب أكثر تكاملاً داخل المناطق وداخل مجموعات البلدان؛ ولكن من المهم التكامل وفقًا لمعايير وقواعد منظمة التجارة العالمية.
واستعرضت، جورجيفا، العديد من الحلول للتعددية البراجماتية التي لا يمكن أن تقدم فوائد لغالبية شعوب العالم، دون الاتحاد في مكافحة تغير المناخ والأوبئة والديون والذكاء الاصطناعي. وقالت: “لا يمكن لأي بلد أو منطقة أن تنجح بمفردها”.
وفي ختام حديثها في منتدى أستانا الاقتصادي الدولي AIF، أعربت المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، عن مخاوفها بشأن عدد من قيود التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر التي تضاعفت ثلاث مرات منذ عام.
بعدها تحدثت، رئيسة مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، سيليكا تشفيانوفيتش، وأكدت على أهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف، مشيرة إلى أن التعددية الوظيفية لا يمكن أن توجد بدون بيئة مناسبة، وهكذا يكون نظام توازن القوى متعدد الأقطاب، حيث لن يتمكن أي ممثل أو مجموعة من الفاعلين من فرض قواعدهم ومواقفهم الخاصة على الآخرين، ويكون مستوى الاحترام والتواصل المعتاد أعلى بكثير مما هو عليه في الوقت الحاضر.
وأضافت، تشفيانوفيتش، من على منصة AIF: “لذلك في هذا العالم المعولم، من المهم اللجوء إلى منصة عالمية أوسع مع تشجيع جميع أشكال التعاون الإقليمي في نفس الوقت”.
أما رئيس جمهورية قيرغيزستان، صدير جاباروف، فقد توجه بالشكر إلى الرئيس توقايف على الدعوة، وشدد على أهمية منصات الحوار مثل AIF في مواجهة التحديات الرئيسية مثل، تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي، مشددًا على الأهمية المتزايدة للتعاون الإقليمي.
وجاء دور راعي المنتدى، ورئيس الدولة، قاسم جومارت توقايف، والذي قال بعد أن رحب بالحضور وعبر عن امتنانه برؤساء الدول الحاضرين والمديرين التنفيذيين للمنظمات الدولية: إن الممر الأوسط الذي يربط الصين بالاتحاد الأوروبي يفتح فرصًا جديدة للتجارة والاستثمار، مشيرًا إلى أن هذا الطريق سيقلص إلى النصف تقريبًا الوقت الذي يستغرقه نقل البضائع عبر المحيط الهندي!
ودعا، توقايف، من فوق منصة AIF قادة العالم لفرص تجارية وشراكة اقتصادية جديدة في كازاخستان.
ولفت إلى أنه في العام الماضي، زادت صادرات كازاخستان بنحو 40٪. على الرغم من أن قطاع الطاقة لا يزال يمثل جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي لدى كازاخستان، إلا أن رغبة القيادة الكازاخية في التنويع تزداد قوة.
وقال توقايف: “إننا نشهد نموًا في صناعات مثل السيارات والأدوية ومعالجة المعادن والهندسة”.
لطالما كانت كازاخستان ملتقى طرق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ويتوافق هذا المنتدى من نواحٍ عديدة مع ثقافة وتاريخ السهوب الأوراسية العظيمة.
وبالرغم من الاضطرابات الجيوسياسية، تواصل كازاخستان العمل كمحرك اقتصادي لآسيا الوسطى.
هكذا قال الرئيس الكازاخي..
مصيفًا: أن المنتدى يعمل كنادي لاجتماع عالمي للعقول ولتحديد التحديات والأزمات الرئيسية، ومواجهتها من خلال الحوار بروح من التعاون المتبادل، وتجديد واستعادة ثقافة مشتركة للتعددية وتعزيز أصوات من أجل السلام والتقدم والتضامن.
وأوضح توقايف: “أن التعددية التي تتمحور حول قيم ومبادئ الأمم المتحدة ليست فقط الطريقة الأكثر فعالية لمواجهة التحديات؛ بل هي السبيل الوحيد”.
واقترح الرئيس، عقد القمة الإقليمية لتغير المناخ في عام 2026 في كازاخستان تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث يشكل تغير المناخ أكبر المخاطر.
وشدد توقايف، على الضعف الخاص بآسيا الوسطى في مواجهة تغير المناخ والمخاطر المتزايدة من ندرة المياه، حيث ترتبط المياه وتغير المناخ ارتباطًا وثيقًا.
وخصص رئيس جمهورية كازاخستان، جزءًا من خطابه للتحدث عن الإصلاحات التي تجري في كازاخستان، والتي تعتبر فريدة بالنسبة للمنطقة.
وكشف الرئيس عما يعتقده بشدة، فقال: “عقيدتي قوية أن القانون والنظام هما أساس متين لبناء كازاخستان عادلة ومنصفة. لقد أصلحنا مؤسساتنا في فترة قصيرة جدا، وقلصنا سلطات الرئاسة وحاربنا الفساد. كازاخستان المعاصرة مختلفة عما كانت عليه قبل عدة سنوات”.
وأكد الرئيس التزام كازاخستان القوي بالتنويع والتنمية الاقتصادية المستدامة. وذكّر المشاركين في المنتدى بدور كازاخستان في جهود نزع السلاح، وجهودها لحل الأزمة السورية ومعالجة الأزمة الإنسانية في أفغانستان.
وأعطى الرئيس توقاييف الأولوية للتعاون العالمي في مواجهة التحديات قائلا: ” إذا فرقتنا مجموعة العوامل الجيوسياسية، فإننا نواجه ضرورة قوية وواضحة للعمل معًا”.
وشدد على أهمية الحوار “بروح التعاون المتبادل”، وتجديد وإعادة بناء ثقافة مشتركة للتعددية. وقال رئيس كازاخستان: “في فترة التوترات الجيوسياسية غير المسبوقة ، يعد تعزيز السلام والازدهار للكثيرين أمرًا بالغ الأهمية”.
وأبدى قاسم جومارت توقايف، رئيس جمهورية كازاخستان، في ختام كلمته لمنتدى أستانا الاقتصادي الدولي، تفاؤله بالمناقشات البناءة خلال اليومين المقبلين، والتي يمكن أن تدفع نحو حلول محتملة ومزيد من التعاون، مشيرًا إلى أن الانفتاح والتسامح والحلول الوسط ضرورية لتعزيز الحوار والتعاون الهادفين.