مشوار مجدي أفشة، مع المارد الأحمر؛ والذي بدأ منذ 4 سنوات في صيف 2019 قادمًا من صفوف بيراميدز، مدجج بالعديد من التتويجات والكؤوس والإنجازات على المستوى الجماعي؛ والتي ساهم فيها اللاعب بشكل فردي في عدد من اللقطات الحاسمة التاريخية والخالدة لأبد الدهر، في ذاكرة كل مشجع أهلاوي.

لم يسجل أي لاعب بقميص الأهلي هدف في مرمى الهلال السوداني في عقر داره على مر التاريخ؛ حتى هز أفشة الشباك للمرة الأولى في المباراة الختامية لدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا نسخة 2020،

وهي المباراة الحاسمة لتأهل أي من الفريقين رفقة النجم الساحلي التونسي متصدر المجموعة، للدور ربع النهائي… فالأهلي كان يكفيه التعادل للتأهل ثانيًا وإقصاء الهلال، وهو ما حققه أفشة بهدفه التاريخي في ملعب الجوهرة الزرقاء بأم درمان.

التوقعات كانت تشير لتكافؤ فرص الأهلي والوداد المغربي، في التأهل لنهائي دوري أبطال إفريقيا نسخة 2020؛ حتى رسم أفشة سيناريو مغاير في الدقائق الأولى من لقاء الذهاب الذي جمع بين الفريقين في المغرب، ونجح بعد ضغط عالٍ فردي في إجبار لاعب الوداد على الخطأ؛ لينفرد أفشة بالمرمى ويسجل هدف الافتتاح.

وهو ما فتح طريق الأهلي للفوز بالمباراة بثنائية نظيفة، وتأكيد التفوق في لقاء الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليصعد الأهلي للمباراة النهائية بمجموع مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 5- 1.

لتاسعة الأهلي نسور عدة؛ ولكن يبقى النسر الأكبر هو أفشة؛ الذي لم يكتف بإسهامه المباشر في عبور دور المجموعات بهدفه الحاسم في الهلال أو بدوره في تخطي الوداد والوصول للمباراة النهائية بهدف الافتتاح في الذهاب، بل واصل تعملقه القاري بهذه النسخة في نهائي القرن والأول تاريخيًا بين الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال إفريقيا.

فبينما الأنفاس محتبسة والأعصاب على أشدها… ظهر أفشة من باطن الأرض ليطلق قاضيته المدوية من خارج ال18 في الدقيقة 85 على يسار أبو جبل، لترتج أرجاء القاهرة كافة، وتعتليها الأعلام الحمراء، وتنطلق الهتافات في صوت مدوٍ: “أهلي.. أهلي.. أهلي”، ويتحقق حلم التاسعة بقيادة بيتسو موسيماني وقذيفة أفشة بعد غياب 6 سنوات.

لم يكتف أفشة بفك عقدة التاسعة؛ التي عاندت الأهلي لسنوات، وواصل رحلته في فك الشفرات، ونجح في إنقاذ مسيرة الفريق في بطولة كأس مصر أمام الاتحاد السكندري في نصف النهائي، وهي المباراة التي كانت في طريقها للفريق السكندري حتى أطلق أفشة قذيفة التعادل ثم صنع هدف الفوز لحمدي فتحي، ليعبر بالأهلي للمباراة النهائية أمام طلائع الجيش، وهي التي حسمت لصالح الأحمر بركلات الترجيح، ليتوج الفريق بالبطولة للمرة الأولى من 2017، والثانية منذ 2007.

وللعام الثاني على التوالي، نجح أفشة في وضع بصمته بنهائي دوري أبطال إفريقيا، هذه المرة في شباك كايزر تشيفز الجنوب إفريقي، مدونًا ثاني الأهداف من صناعة محمد شريف، في المباراة التي أنهاها الأهلي بثلاثية نظيفة، ليتوج بالبطولة العاشرة بعد أشهر قليلة من تتويجه بالتاسعة.

كما حصد اللاعب جائزة الأفضل في المباراة النهائية لدوري الأبطال للمرة الثانية تواليًا، الأولى كانت في نهائي التاسعة أمام الزمالك، والثانية في نهائي العاشرة أمام كايزر تشيفز الجنوب إفريقي.

كانت لقاضية أفشة نصيبًا من العالمية، فبعد مشاركتين متتاليتين دون تسجيل في كأس العالم للأندية عامي 2021 و2022، أتت النسخة الثالثة على التوالي لتحمل ذكرى تاريخية جديدة لأفشة بقميص الأهلي.

في الدقائق الأخيرة من مباراة الفريق أمام سياتل ساوندرز الأمريكي، والتعادل السلبي مخيم على أحداثها، والوقت الإضافي قريب.. تجلى أفشة في هذه اللحظات مستعيدًا لقطاته الحاسمة، ليصوب من بعيد مرة تلو الأخرى؛ حتى سكنت الكرة الشباك، ليعبر الأهلي هذه المباراة المعقدة، ويكتب تاريخًا جديدًا في مواجهة العملاق الإسباني ريال مدريد في نصف نهائي البطولة.