سلايدر

مصر .. ضفة العرب الآمنة

الحضن الدافئ لـ ليبيا والسودان وسوريا واليمن

وقلب المنطقة النابض بالعطاء والسلام

محمد عبدالواحد الزيات ومصطفى الخطيب

في عمق المعاناة والجراح والألم، تبسط يدها بالعون والعطاء والتضحيات.. وفي عمق المحن، هي الضفة الآمنة ووجهة كل ملهوف يقصد النجاة والأمن والسلام.. ومع نزيف أي بقعة من الأرض العربية، تجدها عنوان النضال الذي يلبي النداء ويضمد الجراح ويغيث الملهوف.. إنها حبل الأمل المنقذ من بحور اليأس والحصن المنيع في معركة الهوية العربية.. إنها مصر عمود الخيمة العربية والحضن الدافئ لشقيقتها ليبيا ولكل العرب على مر الأزمان.

 وصول وفد عسكري مصري إلى ليبيا
وصول وفد عسكري مصري إلى ليبيا

مع تعرض مدينة درنة الليبية، لكارثة إعصار دانيال الذي أبى إلا أن يجعلها خاوية على عروشها تاركاً غالبية أبنيتها كرماد تذروه الرياح، مُخلفاً أكثر من 10 آلاف قتيل وفقدان آلاف آخرين، وفقا للتقديرات الرسمية الليبية، سارعت مصر لتلبية استغاثة أشقائها الليبيين لتستجيب لآمال الفارين من الموت بعطاء وبذل وتضحيات امتداداً لأدوار سفينة النجاة المصرية التي لطالما ظلت ترسو على شواطئ الفواجع العربية في أوقات الشدة منذ حرب اليمن التي اندلعت في ستينيات القرن الماضي، مروراً بحرب تحرير الكويت، وصولاً لاستضافة ملايين العرب من سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان والصومال، على الأراضي المصرية منذ اندلاع أحداث الفوضى بالمنطقة، في أعقاب عام 2011م، لينعموا بمختلف سبل الدعم والتقدير ولا يفرقهم أي شيء عن أبناء مصر.

مستشفى ميداني

وسطرت مصر مشهداً مهيباً بعبور قوافل إغاثة عملاقة بإسناد من أفرع القوات المسلحة المصرية من البر المصري إلى الأراضي الليبية، فضلاً عن جسر جوي لنقل الأدوية والأجهزة الطبية لعلاج المصابين الليبيين في درنة المنكوبة بالإعصار، بدون أي اعتبار لأي معايير سوى معيار الإخوة والإنسانية، فيما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الفرق الإغاثية والقوات والعناصر المتجهة إلى ليبيا ببذل أقصى جهد للتخفيف من آثار الفاجعة المؤلمة؛ كما وجه بتجهيز حاملة الطائرات “ميسترال” للعمل كمستشفى ميداني، حرصاً على عدم تحميل الأشقاء في ليبيا أية أعباء.

المساعدات المصرية تصل ليبيا
المساعدات المصرية تصل ليبيا

وتتسم حاملة الطائرات الميسترال، بقدرتها على العمل كمستشفى بحري ميداني بمساحة 750 متراً، يضم من 450 إلى 700 فرد بمعداتهم، وبطاقة 69 سريراً طبياً، كما يمكن للميسترال إخلاء حتى 2000 فرد طبقًا للمساحة المتيسرة، حيث تضم غرفتى عمليات، وغرفة أشعة “إكس”، ومختلف التجهيزات الطبية اللازمة لحالات الطوارئ، والعمليات المتعلقة بالإنقاذ والإخلاء أثناء الكوارث الطبيعية أو الأوبئة.

إقامة معسكرات إيواء

توالى العطاء المصري، بتوجيه الرئيس السيسي، بإقامة معسكرات إيواء بالمنطقة الغربية العسكرية لتسكين ورعاية المتضررين من الليبيين الذين فقدوا منازلهم في كارثة الإعصار، مع تسخير جميع إمكانات الإعاشة والعلاج والرعاية لهم، في ظل فاجعتهم المؤلمة، انطلاقاً من الروابط المتجذرة التي تربط شعبي البلدين، وتضامنهما في مختلف المحن والأزمات.

المساعدات المصرية تصل ليبيا
المساعدات المصرية تصل ليبيا

وعلى صعيد متصل، أرسلت مصر كميات ضخمة من المساعدات الإغاثية أقلعت بها طائرات عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى مناطق ضحايا الإعصار في ليبيا، وعلى متنها كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية، بجانب أطقم بشرية مدربة للبحث والإنقاذ، وعربات إغاثة، ومجموعات عمل من الهلال الأحمر، وذلك للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار الإعصار المدمر على الضحايا الليبيين.

خدمات الإخلاء الطبي

ووفر الجانب المصري خدمة الإخلاء الطبي الفوري للحالات الحرجة من أجل تلقي العلاج والرعاية في المستشفيات المصرية، حيث جرى تجهيز أكثر من 10 طائرات من طراز شينوك وأوجيستا، مجهزة بعدد من الأطقم الطبية والمعدات لتقديم خدمات الإخلاء الطبي الجوي، وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، فضلاً عن استعداد عربات الإسعاف المجهزة بالأطقم الطبية لاستقبال كافة المصابين والضحايا لنقلهم للمستشفيات لتقديم الدعم الطبي اللازم.

تضامن حكومي وشعبي

منذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة الإعصار في المدن الليبية المنكوبة، أعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن خالص التعازي والتضامن مع دولة ليبيا الشقيقة، إثر العاصفة “دانيال”، وما أسفرت عنه من سيول ضربت البلاد مؤخراً، ونتج عنها سقوط عشرات الضحايا والمصابين، مقدمة صادق تعازيها لأسر الضحايا إثر هذا المصاب الأليم، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

المناطق الليبية المنكوبة بالاعصار
المناطق الليبية المنكوبة بالاعصار

وأعلنت مصر، عن الحداد لمدة 3 أيام في أنحاء الجمهورية، تضامناً مع الأشقاء في المغرب وليبيا، وفقاً لبيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، كما نقل فهمي توجيه السيسي «القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جواً وبحراً»، للبلدين.

المساعدات المصرية تصل ليبيا
المساعدات المصرية تصل ليبيا

لتواصل مصر، دورها الريادي الفارق في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، بنهجها الدائم في مساندة أشقائها العرب، مُسطرة اسمها بحروب من المجد والمحبة والعطاء في حفظ الأرواح وبسط الأمن وحللة القضايا العربية وإغاثة المنكوبين والمتضررين جراء الكوارث والحروب، لتؤكد حقيقة أنها قلب العرب النابض بالخير والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى