تغير مفاجئ يشهده سوق الانتقالات المصرية الأوروبية، في الميركاتو الصيفي الحالي المشتعل والممتد في أغلب الدوريات حتى منتصف شهر سبتمبر المقبل.

المعتاد في اهتمام الأندية الأوروبية باللاعبين المصريين يكمن في نجوم الصف الأول بالقطبين الكبيرين (الأهلي والزمالك)، مع عدد ضئيل للغاية واستثنائي خارج الناديين؛ بشرط اكتسابه الصفة الدولية والتواجد بتأثير قوي في المنتخب الوطني.

ولكن المشهد بدأ في التغير نوعا ما، ونجح عددًا من اللاعبين الشباب خارج الأهلي والزمالك في لفت أنظار كشافي الفرق الأوروبية المختلفة، في الدوريات الكبرى على المستويين الأول والثاني.. صفقات أبرمت بالفعل على هذا النحو، وأخرى في الطريق، والبعض ينتظر مصيره في المعايشات الخارجية.

استثناء تاريخي يُكتب بأقلام «زِد»

تفاجأ الوسط الرياضي على الصعيد الجماهيري والإعلامي، بخبر انتقال عمر خضر، جناح فريق زد إلى أستون فيلا الإنجليزي في صفقة من العيار الثقيل.

اللاعب الشاب؛ الذي يبلغ من العمر 17 عامًا، حفر اسمه في سجلات التاريخ بهذه الخطوة العالمية كأول لاعب مصري يقتحم عالم البريميرليج في هذه المرحلة العمرية، على الرغم من عدم تواجده بصفوف الأهلي أو الزمالك، وعدم انضمامه من قبل لأي معسكر من معسكرات المنتخب الأول.

كواليس الانتقال المدوي لخضر 

وجاء الإعلان المدوي عن هذه الصفقة عبر بيان رسمي نشره نادي أستون فيلا، جاء نصه على النحو التالي:

«قام الجناح المصري عمر خضر، البالغ من العمر 17 عامًا، بتوقيع اتفاقية ما قبل العقد مع النادي.. سينضم عمر خضر إلى أستون فيلا بتاريخ 1 من يوليو 2024 عندما يبلغ من العمر 18 عامًا، وحينها سيقوم بتوقيع عقد طويل الأجل».

وتأتي هذه الخطوة الكبرى في تفعيل حقيقي للاتفاقية التي أُبرمت بين إدارة الناديين زد وأستون فيلا في مطلع العام الجاري، وترتب عليها طلب النادي الإنجليزي، خضوع اللاعب لفترة معايشة لمدة أسبوع عقب مشاهدته في الدورة التي نظمها النادي المصري في شهر رمضان الماضي، وبالفعل سافر اللاعب ونجح في التعبير عن نفسه وعن قدراته وملكاته الفنية.

بسبب خضر.. الغضب يجتاح ميت عقبة

صفقة انتقال عمر خضر، لأستون فيلا الإنجليزي، أشعلت الغضب بين صفوف الجماهير الزملكاوية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ بسبب ارتباط اللاعب بالفريق الأبيض لسنوات طويلة في قطاع الناشئين بمراحله العمرية المختلفة، وكان على مقربة من التصعيد للفريق الأول؛ نظرا لامكانياته الكبيرة التي دفعت مدربيه وزملائه لتلقيبه بالحاوي.

وفجأة ودون مقدمات، نجح زد في الحصول على خدمات خضر من الزمالك مقابل (4 ملايين جنيه)، في صفقة هي الأكبر على مر التاريخ في هذه الفئة السنية للاعب مواليد 2006؛ والذي يمثل منتخب مصر للناشئين.

عمر فايد.. خليفة حجازي يطرق أبواب العالمية

وفي إطار حركة الانتقالات المصرية في القارة العجوز النشطة هذه الأيام ودع عمر فايد، ناديه المقاولون العرب، منضمًا لصفوف فريق فنربخشة التركي، في صفقة بيع نهائي، بعقد يمتد ل4 سنوات مقبلة حتى عام 2027.

اللاعب الذي يشغل مركز قلب الدفاع، والذي يشبه أحمد حجازي، نجم المنتخب الوطني، نجح في خطف أنظار الجميع طوال الموسم المنقضي بقميص ذئاب الجبل في الدوري، وشارك أساسيًا مع منتخب مصر الأوليمبي في بطولة أمم إفريقيا تحت 23 سنة؛ والتي أقيمت بالمغرب، وتأهل على إثرها المنتخب إلى دورة الألعاب الأوليمبية (باريس 2024).

وتأتي هذه الخطوة العملاقة للمدافع المصري بقميص النادي؛ الذي يمضي عامه ال116، حيث تأسس في عام 1907، وهو المتوج بعدد هائل من البطولات على رأسهم 19 لقبًا للدوري و4 تتويجات بكأس تركيا و7 مرات سوبر محلي، بخلاف العديد من التتويجات المحلية المختلفة.

الأهلي مر من هنا

المثير في ملف عمر فايد، تشابهه مع عمر خضر، باختلاف بعض التفاصيل، فالأول كان لاعبًا بالنادي الأهلي في قطاع الناشئين كما هو حال خضر؛ الذي مثل الزمالك لسنوات في فرقه المختلفة بقطاع الناشئين.

عمر فايد، عرف الأهلي منذ نعومة أظافره، ولعب في مدرسة الكرة والبراعم حتى وصوله لقطاع الناشئين، قبل أن يرحل في ظروف غامضة في عمر ال12 عامًا إلى المقاولون العرب.

وعاود الأهلي اهتمامه باللاعب هذا الموسم، واهتم بالحصول على خدماته، وتعزيز قلب دفاعه؛ ولكن اصطدم بالمطالب المالية المرتبة من قبل المسؤولين بالمقاولون، إلى جانب رغبتهم في تسويقه أوروبيًا في محاكاة لتجربتي محمد صلاح ومحمد النني، وهو ما تحقق في خطوة انتقاله للعملاق التركي.