من هو «أبو محمد الجولاني» قائد هيئة تحرير الشام؟
أحمد الشرع، المعروف بلقب «أبو محمد الجولاني»، هو قائد هيئة تحرير الشام في سوريا وأحد الشخصيات البارزة في الصراع السوري.
وُلد الجولاني في الرياض عام 1982، وانتقل مع عائلته إلى سوريا عام 1989،
حيث تعود أصول عائلته إلى هضبة الجولان السورية المحتلة، وهو ما ألهمه لقب “الجولاني”.
بدأ الجولاني بالانخراط في النشاطات الجهادية في سن مبكرة، حيث حضر خطبًا دينية واجتماعات سرية في ضواحي دمشق، وانضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي.
في عام 2006، تم اعتقال الجولاني من قبل القوات الأمريكية، حيث قضى خمس سنوات في السجن قبل أن يعود إلى سوريا.
وفي عام 2012، أسس جبهة النصرة، التي أصبحت لاحقًا هيئة تحرير الشام.
وعلى الرغم من انتماء جبهة النصرة في البداية إلى تنظيم القاعدة، إلا أن الجولاني أجرى تغييرات كبيرة على التنظيم ليجعله يبدو أكثر استقلالًا،
خاصة بعدما أعلن عن قطع العلاقة مع تنظيم القاعدة وتأسيس “حكومة الإنقاذ” لإدارة المناطق التي يسيطر عليها في إدلب.
من خلال هذه التحولات، سعى الجولاني إلى تحسين صورة هيئة تحرير الشام،
حيث عمد إلى تبني خطاب أكثر اعتدالًا على الرغم من تأكيده المستمر على هدف إسقاط نظام بشار الأسد.
في السنوات الأخيرة، شهد الجولاني تحولًا في أسلوبه، إذ أصبح يروج لفكرة “حكم مدني” في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة،
مع التركيز على إدارة شؤون المدنيين وتقديم خدمات أساسية.
هيئة تحرير الشام
أصبحت اليوم واحدة من القوى الرئيسية في شمال غرب سوريا، رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وتركيا.
ورغم الخلافات الداخلية التي نشأت في صفوف الفصائل المعارضة، تظل الهيئة مسيطرة على العديد من المناطق في إدلب والشمال السوري.
وقد أعلن الجولاني مؤخرًا عن خطط لتنظيم إدارة المناطق التي تسيطر عليها الهيئة،
موجهًا الفصائل الأخرى بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة في دمشق،
مع التأكيد على أنها ستكون تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي لحين تسليمها رسميًا.