كتب- أبوبكر أبوالمجد

يعمل “منتدى أستانا على تطوير التعاون الاقتصادي، من ناحية، وتوطيد العلاقات المبنية بشكل راسخ مع الاتحاد الأوروبي، والانفتاح على الأسواق الناشئة، مما يوسع نظرتها للشركاء التاريخيين مثل الشريك الروسي ومجموعة الدول الناشئة مثل دول بريكس.

كان هذا أبرز تصريحات النائب الثاني لوزير خارجية كازاخستان، رومان فاسيلينكو، تطوير التعاون الاقتصادي، وتعزيز التفاعل الدولي الأكبر مع إيلاء اهتمام خاص للعمل الدبلوماسي، وتعزيز دور الموقع الجغرافي في قلب منطقة أوراسيا الشاسعة من خلال شراكات قوية.

وحول هذه الأهداف الطموحة، تستعد حكومة كازاخستان لاستضافتها، ابتداءً من الغد، منتدى أستانا الدولي(AIF)، وهو حدث يركز على التحديات العالمية في مجالات المناخ والطاقة والأمن الغذائي، والذي من المتوقع أن يستضيف أكثر من مائة متحدث من أكثر من 70 دولة.

وهو عرض مهم لبلد يشهد طفرة اقتصادية كاملة؛ ولكن يتعين عليه التعامل مع وضع دولي دقيق.

وتهدف أستانا إلى توطيد العلاقات المبنية بشكل راسخ مع الاتحاد الأوروبي – المستثمر الأجنبي الأول في كازاخستان، 48 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) – ومن ناحية أخرى تنفتح على الأسواق الناشئة، وتوسع نظرتها إلى شريك تاريي مثل روسيا – الذي لا يتخلى عن مجموعات متنامية مثل بريكس.

ولهذا، في 2 يونيو، شارك نائب وزير الخارجية خيرات عمروف، كمراقب في اجتماع رؤساء دبلوماسية المجموعة – التي تتكون الآن من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا – في كيب تاون ، وهي مشاركة مرتبطة بـ رئاسة المؤتمر حول التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA)، الذي تتولى أستانا حاليًا رئاستها، والرئاسة القادمة لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO).

وأوضح النائب الثاني لوزير الخارجية، رومان فاسيلينكو، للصحفيين المجتمعين اليوم في العاصمة الكازاخستانية بمناسبة العيف، أن كازاخستان مهتمة بالاندماج مع البريكس، وهي تفعل ذلك بما يتماشى مع سياسة الدولة للتعاون الاقتصادي والتعددية المتبعة دوليًا.

وقال فاسيلينكو: “نحن مهتمون بالتعاون مع هذه المجموعة التي نراها كأداة للتعاون بين أعضائها”، واصفًا المبادرة بأنها “ذات قيمة كبيرة” وأكد أن تطلع أستانا للمشاركة في المؤسسات الإقليمية التي تعزز التعاون الاقتصادي يأتي من “اهتمامها القوي بالتعددية”، ويُترجم الدعم الدبلوماسي أيضًا إلى الافتتاح المرتقب لسفارة مكسيكية في أستانا، وهو حدث قال فاسيلينكو إنه “سعيد” به.

أيضًا في ضوء منتدى الغد، في نظره إمكانية أخرى لتطوير التعاون، على جميع المستويات.

يتمثل أحد أعز أهداف أستانا في الترويج لطريق النقل الدولي عبر قزوين، وهو مشروع يُعرف أيضًا باسم “الممر الأوسط” الذي يهدف إلى ربط الصين – عن طريق البحر، والبر، والسكك الحديدية – بأوروبا متجاوزًا روسيا.

وهو “شريان هام” لنقل البضائع وصفه فاسيلينكو بأنه “ذو رؤية”، ويتم تطويره عبر آسيا الوسطى والقوقاز وتركيا وبحر قزوين والبحر الأسود ويتطلب استثمارات كبيرة.

وخلال 32 عامًا من الاستقلال، جذبت كازاخستان 410 مليارات دولار من الاستثمارات من الشركات الأجنبية، وبهذا الوعي غيرت سياستها في هذا الشأن، بهدف معلن يتمثل في زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 25.5 مليار دولار بحلول عام 2026.

“نريد اقتصادًا و تحسين الموقف السياسي في العالم “، قال فاسيلينكو، الذي شدد على أن الحكومة الكازاخستانية تتمتع بعلاقات متينة مع تركيا” من وجهة نظر اقتصادية وثقافية”، ويحدد إسبانيا” شريكًا مهمًا في كازاخستان “ويذكر أن أستانا وقعت مؤخرًا اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي – في 19 مايو – والذي ينص على تنفيذ سلسلة من المشاريع في مختلف القطاعات بإجمالي تسعة ملايين يورو.

وتم توقيع الاتفاقية بمناسبة المنتدى الاقتصادي لأوروبا وآسيا الوسطى الذي عقد في الفترة من 18 إلى 19 مايو في ألماتي، وتعتبر الاتفاقية بمثابة اعتراف إضافي بالعلاقة القوية، والتي شهدت في عام 2022 تجارة 49 مليار دولار بين الشريكين.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، ألمح نائب الوزير إلى أنه مع وجود شريك عمره ثلاثين عامًا مثل موسكو وحدود مشتركة تزيد عن 7600 كيلومتر ، من الصعب قطع العلاقات، وأن نهج أستانا، على أي حال، يهدف إلى الاستمرار في الدبلوماسية.

وقال فاسيلينكو: “نحن منفتحون ومرنون ومحترمون في العالم” ، وأكد مجددًا أنه في مواجهة الوضع الحالي والضغوط الدولية في هذا المجال، تعتزم أستانا “العودة إلى القيم الأساسية” و”السعي إلى الحوار”، كما يتضح من جذب الاستثمارات الدولية على مر السنين إلى أراضيها.

وعند سؤاله عن التأثير الملموس للنزاع على عتبة باب دولته، لم ينسحب فاسيلينكو ووصفه بأنه “مهم”، مستشهدا من بين المضاعفات الرئيسية تدمير البنى التحتية المتصلة وزيادة التضخم: ففي فبراير ارتفع المعدل السنوي في كازاخستان إلى 21.3 في المائة، وهو مستوى لم نشهده منذ التسعينيات والذي يجعل من وجهة نظر أستانا أن تطوير مشاريع مستقلة من موسكو أكثر إلحاحًا، حتى مع دعم الشركاء المهتمين مثل بكين.