هل تستطيع إسرائيل اجتياح قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى؟
عبد الغني دياب
باتت تبعات الحرب الإسرائيلية على غزة هى المسيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث وسائل الإعلام الدولية والمحلية خلال الساعات الماضية، فمنذ العملية المباغتة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية صباح السبت الماضي، والسؤال الأبرز المطروح على الساحة، هو ” هل تجتاح إسرائيل غزة؟ وتنفذ عملية برية واسعة فيها؟ وما هي الأمور التي ستترتب على ذلك حال حدوثه.
بين مرجح لعملية الاجتياح ومستبعد لها تدور تكهنات المحللين الاستراتيجيين وخبراء الحروب.
هل تجتاح إسرائيل غزة
يرى عدد من الخبراء والمراقبين أن أي عملية برية لاجتياح غزة ستكون آخر قرارات تقدم عليها إسرائيل وذلك لعدة أسباب أولها أن المقاومة الفلسطينية نجحت في أسر مجموعة من الإسرائيليين بينهم جنود في جيش الاحتلال ومدنيين، وهناك تهديدات فلسطينية باستخدام هؤلاء الأسرى كدروع بشرية حال الاجتياح الإسرائيلي للاحتلال.
وتقول إسرائيل إنه يوجد نحو 150 شخصا أسروا عندما شنت المقاومة هجومها المفاجئ، إلا أن المقاومة ردت بأن ما أعلنته السلطات الإسرائيلية منافي للحقيقة فإن الأعداد التي أسرت أكبر بكثير مما قالته تل أبيب.
أما ثاني العناصر التي قد تعرقل عملية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة هو أن الاحتلال حاول تجريب مثل هذه العمليات في حروب سابقة بين الطرفين وفشل في ذلك، وثالث العقبات هي أن جيش الاحتلال لا يستطيع المغامرة في حرب مفتوحة مع مقاتلى الفصائل الفلسطينية الذين يجيدون حروب الشوارع أكثر من جنود الجيش المحتل، وهو ما قد يعرض إسرائيل لخسائر فادحة حالة تنفيذ هذه المغامرة.
وذكرت وسائل إعلام غربية نقلا عن عسكريين سابقين تابعين للاحتلال قولهم إنهم نصحوا قوات الاحتلال بتجنب مثل هذه العملية، مؤكدين أنه من المرجح أن يكتفى الاحتلال بعمليات تنفذها الطائرات الحربية، وربما يلجأ لفرق العمليات الخاصة لتنفيذ بعض المهام في الداخل.
المقاومة الفلسطينية قادرة على الردع
وفي المقابل تبدو المقاومة الفلسطينية على غير سابق عهدها هذه المرة، خصوصا وأن المقاومة رددت على تهديدات الاحتلال التي أرسلت للمواطنين في القطاع وطالبتهم باخلاء منازلهم قبل قصفها برسائل مماثلة وجهت لسكان مدينة عسقلان المحتلة، وتعهدوا بقصف المدينة في الخامسة من مساء الأمس.
وأطلقت المقاومة رشقات صاروخية مكثفة على مدينة عسقلان داخل إسرائيل، بعدما أمهلت السكان حتى الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء لإخلاء المدينة.
وقال بيان لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس إنها أطلقت رشقات متواصلة لقصف عسقلان رداً على “تهجير المدنيين” في غزة.
وأضاف البيان: “إذا لم يوقف الجيش الإسرائيلي سياسة تهجير المدنيين، ستواصل كتائب القسام دك مدينة عسقلان حتى تهجيرها، ثم ستنتقل لتهجير مدينة أخرى”.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، مقتل 1055 فلسطينيا في قطاع غزة منذ السبت الماضي.
وقالت الوزارة في بيان وصل الأناضول، إن “1055 استشهدوا وأصيب 5184 في قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي”.
وكان وكيل الوزارة يوسف أبو الريش قد قال في تصريح سابق للأناضول، إن “60 بالمئة من الإصابات جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقعت بحق النساء والأطفال”.
وأشار إلى “استنفاد جميع أسرة المستشفيات، كما أن الأدوية والمستهلكات الطبية في طريقها للنفاد”.