وزارة الثقافة بين الماضى والحاضر
فارس محمد
مرت وزارة الثقافة بمراحل عديدة حتى وصلت للشكل المتعارف عليه حاليا فهي لم تكن وزارة مستقلة وإنما
كانت عبارة عن مهمات متفرقة بين وزرات مختلفة وكان أبرز تلك الوزرات هي وزارة المعارف العمومية وهو الاسم القديم لوزارة التعليم..والمعرفة هي إدراك الأشياء، والمعارف أيضًا هم المعروفين..
وما أقصده هنا ليست وزارة التربية والتعليم، لكن التشكيلة الأخيرة للوزارة، التي بُنيَت على المعرفة؛ معرفة رئيس الوزراء بأشخاصٍ من خلال اجتماعٍ أو لجنةٍ أو تجَمُعٍ، لمناقشة رؤية ما.
ووزارة المعارف هي وزارة المعروفين لرئيس الوزراء، متى رآهم وكيف، تدابيرٌ، مقصودةٌ وغيرُها عفويةٍ.
ثم بدأ كيانها في التبلور وتأسست وزارة الإرشاد القومي في أول عهد الثورة، إقترن إسم الوزارة بالإرشاد القومي في 1958 ، ثم استقلت نهائياً عن أجهزة الإرشاد القومي في أكتوبر 1965 .
– جاء أول رجل لوزارة الثقافة في حكومة الوحدة الثانية في أكتوبر 1958 حين عين الدكتور ثروت عكاشة أول وزير للثقافة والإرشاد القومي حتى عام 1961 .
وعين الدكتور محمد عبد القادر حاتم وزيراً للثقافة والإرشاد القومي عام 1962 ، ونائباً لرئيس الوزارة للثقافة والإرشاد القومي ومشرفا على الإعلام ووزارة السياحة والآثار عام 1964 .
عام 1965 أصبح الدكتور محمد عبد القادر حاتم نائبا لرئيس الوزارء ووزيراً للثقافة والإرشاد القومي والسياحي ، وعين معه في هذه الوزارة الدكتور سليمان حزين وزيراً للثقافة ، والدكتور عزيز أحمد ياسين وزيراً للسياحة والآثار ، وأمين حامد هويدى وزيراً للإرشاد القومي .
وكانت هذه من المرات النادرة التي ضمت الوزارة فيها نائباً لرئيس الوزارة وثلاثة وزراء لهذا القطاع.
وكان هدف الوزارة حيث ورثت مصر عن تاريخها تراكماً ثقافياً عبر حقب من التاريخ مثلتها حضارات متعاقبة الأمر الذي جعل مصر من أوائل الأقطار التي تعني بوجود وزارة الثقافة تكون مهمتها إكساب الشخصية المصرية تعريفاً بتاريخها وصيانة مقدرات هذا الوطن من تراثه ورعاية مكتسباته الإبداعية الناتجة عن عطاء أفراده وهذه الأهداف جميعها استوجبت وضع سياسة ثقافية ترتكز علي ثلاثة محاور أساسية هي :
– الرؤية الشاملة للكيان الثقافي المصري ودوره في المجتمع
– السياسات النابعة من هذه الرؤية والتي تحول الإطار الفلسفي إلي خطط تفصيلية
– الخطط التنفيذية التي تمثل الترجمة العملية للسياسة النظرية
ارتكزت عناصر السياسة الثقافية على ثلاثة محاور أساسية هى:
– الرؤية الشاملة لماهية الثقافة ودورها في المجتمع
– السياسات النابعة من هذه الرؤية ، والتي تحول الإطار الفلسفي إلى خطط تفصيلية
– الخطط التنفيذية وهى الترجمة العملية للسياسة النظرية
وبمرور ٦٥ عاما على انشاء وزارة الثقافة وقبل تأسيس الوزارة عام 1958، فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، لم تكن هناك جهة معنية بإدارة الهيئات الثقافية، حيث كانت معظم أجهزتها متفرقة بين وزارات مختلفة أبرزها وزارة المعارف العمومية، حتى جاء عام 1958، وقررت الحكومة تأسيس وزارة مستقلة لإدارة هذه المؤسسات، تحت اسم وزارة الإرشاد القومى، قبل أن تستقل عن الإرشاد القومى فى أكتوبر 1965، وتصبح من حينها بسمى وزارة الثقافة.
وتولى على مدى ٦٥عامًا، العديد من الشخصيات العامة الأدبية والفكرية والفنية، منصب الوزارة منذ نشأتها ، وهو ما نوضحه خلال السطور التالية:
كان أول من تولى وزارة الثقافة وذلك فى أكتوبر 1958، كان الدكتور ثروت عكاشة، ليكون أول وزير للثقافة والإرشاد القومى، حتى عام 1961، وقام حينها بمساهمة فى عدة مشاريع قومية مثل معبد ابوسمبل ومعبد فيلة.
وفى عام 1966 تولي الوزراة مرة اخرى الدكتور ثروت عكاشة للوزارة، ولكن تحت مسمى نائب رئيس الوزراء ووزيراً للثقافة حيث بدأ الفصل بين وزارة الثقافة والإرشاد القومي، وفى عام 1967 أصبح الدكتور ثروت عكاشة وزيراً للثقافة فقط، وظل فى منصبه حتى عام 1970.
وفى عام 1970 تولى بدر الدين أبو غازى منصب وزارة الثقافة، واستمر فى المنصب حتى مايو عام 1971.
وقد شهدت وزراة الثقافة المصرية في عهد السيسي طفرة كبيرة خلال السنوات الاخيرة حيث كان الرئيس حريص منذ اليوم الأول على النهوض بالقوى الناعمة في الدولة المصرية من خلال الاهتمام بالثقافة والفكر والإبداع وبناء الإنسان .
ومن ضمن تلك الانجازات :
تجديد البروتوكولات الثقافية المبرمة بين مصر ودول العالم، الدبلوماسية الثقافية، الاهتمام بالقارة الأفريقية، النشاط الدولي، ورش الفنون اليدوية، إطلاق سلسلة “متاحف وقصور في مصر”، إطلاق سلسلة “روائع العمارة الإسلامية”، إطلاق سلسلة جديدة من الفيديوهات، تنظيم حفل ختام الموسم الثقافي للأكاديمية “2020/2021.
تنظيم حفل افتتاح الموسم الثقافي الجديد للأكاديمية “2021 /2022، استقبال الأكاديمية الدفعة الجديدة من “جائزة التميز الفني، نشاط الأوبرا، الريادة الثقافية.
القاهرة عاصمة للثقافة في عهد الرئيس السيسي،وشاركت في المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، تنظيم مهرجانات، مشروعات التنمية في مصر، تطوير المؤسسات الثقافية، تعزيز القيم الإيجابية بالمجتمع، تنمية الموهوبين ودعم المبدعين، دعم الصناعات الثقافية، حماية وتعزيز التراث الثقافي، افتتاح الصروح الثقافية والفنية.
وكانت الخاتمة هي 15 مبادرة ثقافية انطلقت بمحافظات جمهورية مصر العربية خلال الثماني سنوات الأخيرة.