تحقيقات وحوارات

وسط التضخم العالمي.. أيهما تُفضل «الوظيفة أم العمل الحر»؟

تعرف على مميزات وعيوب العمل الوظيفي ونظيره الخاص

 

محمد عبدالواحد الزيات

يحلم كثير من المواطنين بـ«الوظيفة» كمصدر آمن للدخل والاستقرار الاجتماعي، مقابل مخاطر العمل الحُر الذي لا يضمن استدامة الدخل، بينما لا يُطيق البعض انتظار سن للتقاعد ويرغب في التفرغ لحياته ومشاريعه الخاصة مبكراً، حيث يضطر لاتخاذ قراره الصعب إما برفض التوظيف أو بـ«التقاعد المبكر» إذا كان موظفاً.

ويعد قرار التوجه للعمل الحر أو التقاعد المُبكر للموظفين رهاناً على قدرات صاحب القرار حيث يقف عند مُفترق طرق: إما التخطيط الجيد ونجاح العمل الحر وكذلك ما بعد التقاعد المبكر، أو العجز والخيبة وضياع فرصة ومزايا الوظيفة.

 

جريدة« المصرية» تتناول قضية مزايا وعيوب أنواع العمل؛ لتجيب على التساؤل الأبرز: متى تقول وداعاً للوظيفة قبل أن تقول لك وداعاً؟

جانب التبعات الشخصية

تُشير العديد من الدراسات إلى مزايا ومخاطر «التقاعد المبكر» من الوظيفة فيما يتعلق بالتبعات الشخصية، فعلى صعيد المزايا الوظيفية أن بيئة العمل تُطور قدراتك الذهنية باستمرار، وتجعلك أكثر مرونة واتزاناً نفسياً.

بينما تأتي مزايا العمل الحر أو «التقاعد المُبكر»، لتُحررك من مسؤوليات العمل وقيوده، مما يُشبع احتياجاتك النفسية ويسمح لك، بمزيد من الوقت للتجارة والرعاية الصحية، فضلاً عن التخلص من التوتر والإجهاد النفسي.

مخاطر الاختيارين

في حالة عدم قدرتك على التخطيط للعمل الحر أو لما بعد «تقاعدك المُبكر»، تتحول كل ميزاته التي حلمت بها إلى سراب بل تفقد ميزات الوظيفة وتصبح أكثر انغلاقاً وانتقاداً وتصيداً للأخطاء، ومن ثم تكون عرضة للأزمات النفسية والشعور بالإحباط وانخفاض القيمة الشخصية؛ مما يُسبب لك المشكلات الأسرية ونفور الأصدقاء.

أما على جانب الاستقرار المادي فلا شك أن «التقاعد المُبكر» يقلّل مدخولك الشهري، لذا تنصح الدراسات العلمية بألا تُقدم على هذه الخطوة قبل أن تضمن أن تعيش على دخلك من العمل الحر أو راتب التقاعد المتوقع لنحو 12 شهراً، لتتأكد من قدرتك على التحكم في ذلك الراتب.

.

وتنصح الدراسات بضرورة ألا تنس أسرتك من جدول النفقات المتوقعة، بجانب البدء الفوري في الاستثمار في مجال يؤمن احتياجاتك استغلالا لمميزات العمل الحر وتحقيقًا للاستقلالية المالية، بالإضافة إلى ضرورة ألا تكون ملتزمًا بأداء أية ديون مالية، وأن تعادل مدخراتك نحو 25 ضعفاً من راتب التقاعد المُبكر.

وفي حالة اتخاذ قرارك بالعمل الحر أو التقاعد المبكر، احرص على الادخار وكفاءة الإنفاق، وليكن شعارك: ادخر أكثر وأنفق أقل، ومهما كان الخَيار الذي ستتخذه بشأن الوظيفة أو «التقاعد المبكر»، فالتحرص على الأدوات التي تلزمك للنجاح، لأن طريق العودة ربما يكون صعباً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى