تحقيقات وحواراتثقافة وفنونسلايدر

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»

ناكامورا: استخدم الألوان للتعبير عن مشاعر مختلفة مثل الحزن والندم والفرح والسعادة والأمل

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
الفنانة يوري ناكامورا والصحفي نبيل عمران

 

يوري ناكامورا: معجبه بالثقافة الإسلامية المصرية وأحب الاستماع إلى صلاة الجمعة

ملهماتي مشاعري وأحاسيسي تجاه الحياة والطبيعة والموسيقى، وتغريد الطيور كل صباح، صوت الأذان خمس مرات يومياً في مصر

أقوم بترجمة أحساسي ومشاعري على لوحاتي بألوان تعكس ما ألهمتني به الطبيعه والمكان والأحاسيس الداخلية

 

حوار – نبيل عمران

الفنانة يوري ناكامورا.. يابانية المولد مصرية الموطن.. رحلتها بين قارتين كما الجسد والروح فيها، حيث تمتلك الفنانة قدرة خاصة على اختزان المشاهدات والأحداث من حولها.. أبراج الحداثة اليابانية والتكنولوجيا الفائقة والطبيعة الخلابة في اليابان، وكذا طيبة المصريين وصوت الأذان والأثار الفريدة.. جميعها وغيرها الكثير تفجر الطاقة الإبداعية داخل ناكامورا كي تنتج لوحات تتناغم فيها الخطوط مع الألوان ليعزفوا لحنًا راقيًا يروي تفاصيل حكاية إنسانية لكن بلغة صامتة. هنا يمكنك إدراك مدى براعة الفنانة اليابانية المصرية وخصوصية ريشتها وتميزها. وإلى نص الحوار:

 

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
الفنانة يوري ناكامورا والصحفي نبيل عمران

– نريد في البداية أن نعرف القاريء بالفنانة يوري ناكامورا؟

أنا يوري ناكامورا.. ولدت في اليابان 31 ديسمبر عام 1995بمدينة ناجويا اليابانية، وتخرجت من جامعة ناجويا للفنون في عام 2019، وأعمل حاليًا كفنانة محترفة للفن التجريدي.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
يوري ناكامورا

– كيف وصلت الفنانة اليابانية إلى مصر؟ 

الحقيقة جاءت رحلتي من اليابان إلى مصر عبر رحالي الكبير وزوجي أحمد ماهر، وهو مصري يحمل كذلك الجنسية الأمريكية، ولبراعته في اللغة الإنجليزية عمل بتدريسها للأطفال في اليابان، وشاءت الأقدار أن التقي به في العام 2019، وبعدها ارتبط قلبينا وتزوجنا، وجئنا إلى مصر في العام الماضي.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
ناكامورا: معجبه بالثقافة الإسلامية المصرية وأحب الاستماع إلى صلاة الجمعة

– عندما علمت أنك ستأتين إلى مصر كيف كان شعورك؟ وما هو انطباعك عن مصر قبل أن تأتي إليها وبعد أن استوطنتنيها؟

انتقلت الى مصر في شهر مايو ٢٠٢٣ برفقة زوجي أحمد، شعرت بمزيج من القلق والإثارة، لا أستطيع التحدث باللغة العربية، لذلك كنت أعلم أنني سأواجه صعوبة حتى في القيام بشيء بسيط مثل التسوق، وهذا سبب القلق في البداية.

ناكامورا: معجبه بالثقافة الإسلامية المصرية وأحب الاستماع إلى صلاة الجمعة
يوري ناكامورا وزوجها المصري أحمد ماهر

كما على الجانب الأخر فإن الحياة الجديدة في ثقافة مختلفة تلهمني دائمًا بطرق مختلفة حيث أنني (لدي خبرة في الدراسة بالخارج في المملكة المتحدة لفترة قصيرة من الزمن)، لذلك كنت متحمسًا لأن الانتقال إلى مصر قد يكون له تأثير إيجابي على أنشطتي الفنية.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
يوري ناكامورا ومحرر المصرية نيوز

– ماذا كنت تعرف عن مصر قبل قدومك إليها؟

قبل مجيئي إلى مصر، كل ما أعرفه عنها كان القليل عن مصر القديمة، مثل الأهرامات والصحراء، كما أن العديد من اليابانيين لديهم صورة مماثلة لصورتي، وبعد التجول فعليًا في أنحاء مصر، أدركت أن مصر لديها العديد من الوجوه المختلفة، ولأنها تتمتع بتاريخ طويل، هناك الكثير لنتعلمه فيها كما أني معجبه بشكل خاص بالثقافة الإسلامية المصرية، وأحب الاستماع إلى صلاة الجمعة.

ناكامورا: استخدم الألوان للتعبير عن مشاعر مختلفة مثل الحزن والندم والفرح والسعادة والأمل

– هل ارتفع معدل الإبداع عند ناكامورا في مصر أم انخفض؟ 

عندما جئت إلى مصر أحضرت معي العديد من لوحاتي، التي سبق واشتركت بها في مسابقات عديدة باليابان، وحققت نجاحًا باهرًا وحصلت بها على المركز الرابع في أحد أكبر المعارض اليابانية.

وبالطبع وجودي في مصر رفع معدل الإبداع عندي بكل تأكيد؛ لأن مصر دولة عريقة للغاية وشعبها له خصوصية في العادات والتقاليد والطباع، وأثناء إقامتي أنتجت الكثير من اللوحات الجديدة لي، وشاركت في العديد من المعارض.

ناكامورا: استخدم الألوان للتعبير عن مشاعر مختلفة مثل الحزن والندم والفرح والسعادة والأمل

– هل قمت بعمل معرض لك في مصر؟

بالتأكيد بعد مشاركتي في مصر في العديد من المعارض، كانت الخطوة التلقائية أن أقيم معرضًا للوحاتي، وبالفعل كان أول معرض فني لي تحت عنوان (ما المانع Why Not)، في السابع من شهر يناير ٢٠٢٤، بقصر الأمير طاز، وتحت رعاية وزارة الثقافة، والمجلس الأعلي للآثار، والذي امتد لأسبوع.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
سفير اليابان والفنانة يوري ناكامورا

– ما هي أبرز الأسماء التي افتتحت هذا المعرض الفني الأول لك؟ 

افتتح معرض «ما المانع» السفير الياباني أوكا هيروشي وطاقم السفارة اليابانية، بطبيعة الخال، كما حضر العديد من أفراد الجالية اليابانية وكبار الفنانين المهتمين بالفن التجريدي، وأبرزهم الفنانة هنا حلمي.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
الفنانة هنا حلمي مع يوري ناكامورا

– هل لاقى المعرض نجاحًا من وجهة نظرك؟

نعم.. المعرض لاقى إقبالًا جيدًا، وحقق نجاحًا كبيرًا عكس إعجاب رواده، وكانت أبرزهم كما قلت الفنانة الجميلة هنا حلمي، التي أبدت إعجابها بلوحاتي، ودعتني لزيارة قاعة إبداع للفنون التشكيلية، وقاعة جاردن أوف آرت بمول كومباوند الربوة بالشيخ زايد، وناقشنا كذلك إمكانية استضافة المعرض الثاني لي.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
صورة جماعية من داخل معرض ظلال الجنة

 – هل كشفت الفنانة ناكامورا عن اسم معرضها الثاني؟ 

بعد انتهاء معرض الأول، لم أتوقف عن مسيرتي الإنتاجية، وبالفعل انتهيت من العديد من اللوحات الخاصة بي، ورحت أناقش صديقتي الفنانة هنا حلمي، حول اسم وموعد معرضي الثاني.

واتفقنا على اقامة معرضي الحالي المقيم في مدينة الشيخ زايد، تحت مسمى «ظلال الجنة» Shades of Eden، والذي سيضم عددًا كبيرًا من اللوحات التي استوحيتها من البيئة المصرية، ومن عادات المصريين.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»

– هل كثرة إقامة مثل هذه المعارض تخدم فن ناكامورا؟ 

بالطبع.. توالي إقامة المعارض الفنية الخاصة بي، هي دليل نجاح، وتأكيد على مستوى الاحترافية المرتفع الذي وصلت إليه بعد سنوات طويلة من الدراسة والعمل الدؤوب.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»

 – ما هي أكثر الأشياء إلهامًا للفنانة ناكامورا؟

أبرز ملهماتي هي مشاعري وأحاسيسي تجاه الحياة والطبيعة والموسيقى، وتغريد الطيور صباح كل يوم، وصوت الأذان خمس مرات يومياً في مصر، ثم أقوم بترجمة هذه الأحاسيس والتفاعلات والمشاعر علي لوحاتي بألوان تعكس ما ألهمتني به الطبيعه والمكان والأحاسيس الداخلية، حيث استخدم الألوان للتعبير عن مشاعر مختلفة مثل الحزن والندم والفرح والسعادة والأمل على الكانڤاس(القماش، وما إلى ذلك).

وكل عمل فني له عالمه الخاص.. وكل لوحة تمثل حالة فريدة من نوعها، وبالنسبة لي، هذا هو طريقتى المثلى في التعبير عن الذات، ويعني الكثير بالنسبة لي في الحياة.

يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»
يوري ناكامورا.. رحلة خطوط الفرشاة من اليابان إلى القاهرة «حوار»

– وما أكبر دوافعك للاستمرار في تقديم مثل هذا اللون الخاص من الفنون؟

أكبر دوافعي الذي يجعلني قادره على الاستمرار في ممارسة الفن هو أن لوحاتي بالمجمل تجسد روح المتعة الخالصة.. وأي عمل يمكن رؤيته بشكل مختلف حسب ما يشعر به الشخص الذي يشاهده، لأنه يتحدث إلى قلبك، وأتمنى أن تصل رسالتي عبر خطوط لوحاتي إلى الجميع.

اول لوحة فنية للفنانة يوري ناكامورا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى