صهيب حمزاوي
في مشهدٍ يخطف الأنفاس ويُدمي القلوب، انتشرت صورٌ مؤلمة لجرحى ومتوفين مصريين على الأراضي الليبية، كانوا قد غامروا بحياتهم بحثًا عن فرصةٍ أفضل في رحلة هجرة غير شرعية
من بين هؤلاء الضحايا، برز اسم الشاب أحمد سعد عباس، صاحب الـ18 ربيعًا، الذي تحوّلت أحلامه إلى كابوسٍ مرعب، ورأى الموت بعينيه في حادث انقلاب سيارة أجرة كانت تقله مع آخرين.
قرية دلجا
غادر أحمد قريته الصغيرة “دلجا” في محافظة المنيا، حاملًا معه آمالًا عريضة وطموحاتٍ لا حدود لها، آملًا أن يخرج من دائرة الفقر والبطالة، وأن ليبيا ستكون محطته الأولى نحو مستقبل مشرق في أوروبا، لكن القدر كان له رأي آخر.
يقول إبراهيم، شقيق الشباب أحمد سعيد، إنه هاجر إلى ليبيا بطريقة غير شرعية منذ 3 أيام فقط، عن طريق سماسرة الهجرة.
رحلة الموت
ويضيف أن شقيقه ورفاقه بالرحلة واجهوا الموت في حادث انقلاب السيارة الميكروباص، لافتًا إلى أن السيارة كانت تقل شبابًا من صعيد مصر
ويوضح أن شقيقه لم يستكمل دراسته، إذ حصل على الشهادة الإعدادية، وقرّر بعدها شق طريق العمل في مزرعتهم الخاصة بالقرية ذاتها.
حالة صحية مستقرة
وعن حالة شقيقه الصحية، قال إنه لا يزال يقبع في غرفة العناية المركزة بالمستشفى، إلا أن حالته الصحية باتت مستقرة وزال الخطر عن حياته.
ويؤكد إبراهيم أنه يتواصل مع شقيقة عبر أحد الأصدقاء المصريين في ليبيا.
ويتابع، “الحادث الذي تعرض له شقيقي أربك الأسرة، وأصبح المنزل في حالة غليان من شدة القلق والخوف، وننتظر قرار ترحيله إلى مصر في أقرب وقت”
فرصة عمل
ويوضح شقيق الضحية، أحمد سعد عباس، أن دافع شقيقه للسفر إلى ليبيا كان البحث عن فرصة عمل لتحسين الوضع المعيشي لأسرته المكونة من سبعة أفراد.
ويؤكد أن شقيقه كان يأمل في مساعدة والديه وإخوته على العيش حياة كريمة، ما دفعه للمخاطرة بالسفر عبر طرق غير شرعية.
أحلام أحمد ورفاقه دُهِست تحت عجلات السيارة التي انقلبت كأحوالهم، نجا البعض بأعجوبة، لكن الكثيرين لقوا حتفهم، تاركين خلفهم عائلاتٍ مفجوعة وقلوب مفتورة، بحسب وصف الشقيق الأكبر للضحية.
وأسفر الحادث عن مصرع 11 شخص وإصابة 12 آخرين جميعهم من قرية دلجا وجاري التحرك بالضحايا إلى مصر.
