تحقيقات وحواراتسلايدر

أحمد سلطان لـ«المصرية»: المقاومة تكبدت خسائر كبيرة لكنها قادرة على استنزاف جيش العدو

الجيش الإسرائيلي يركز على حزب الله.. وغزة تحولت لجبهة ثانوية

د. أحمد سلطان الباحث في الشأن الإقليمي والدولي

حوار صفاء دعبس

وسط تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوحشية لكن مازال الشعب الفلسطيني صامد صمود الأسد في عرينه رغم الجراح والآلام و الفقد ورغم الخذلان إلا أنه شعب لا يخشي العدو.

وبعد مرور عام على طوفان الأقصي إلا أن جيش الاحتلال لن يحقق أهدافه المزعومة.. ومن يأتي السؤال..

♦ هل جيش الاحتلال بعد مرور سنه على طوفان الأقصي فشل استخباراتية للمرة الثانية بعد ضرب تل أبيب من خان يونس؟

ويقول د. أحمد سلطان الباحث في الشأن الإقليمي والدولي لـ«بوابة المصرية نيوز» بالنسبة للسؤال الخاص بفشل جيش الاحتلال مرة ثانية من الناحية الاستخباراتية.

ضربة تل أبيب فشل لا يتعلق بالضربة فحسب. الفشل ببساطة شديدة ممتدة على مدار عام.

أشار سلطان إلي أن الفشل متعدد الجوانب والوجود أول حاجة الفشل الأكبر هو في عدم العثور على الأسري طوال العام.

رغم المساعدة الامريكية والبريطانية الاستخباراتية العالية، والتي يفترض أن تسهل مهمة الجهاز الأمني اسرائيل بما في ذلك الجيش.

وتابع سلطان لكن ما حدث أنه لم يتم تحرير الأسرى باستثناء بضعة أفراد جرى تحريرهم في عمليات وهذا دفع بكتائب القسام.

لأن تتشدد في شروطها أو تعليماتها التي تعطيها لـ المكلفين بحراسة هؤلاء الأسرى

وهذا، ما اشار له الناطق العسكري باسم كتائب القسام في خطابه المرئي الاخير في سبعة اكتوبر.

حينما قال أصدرنا تعليمات مباشرة الحراس الذين يتولون أن حماية الاسرى.

بأن يتعاملوا وفق ما يتطلبه الوضع إذا حدث أي محاولة من محاولات تحريرهم من قبضة كتائب القسام.

إن ما يحدث يحسب لوحدة الظل في القسام وهي وحدة مكلفة بحماية الاسرى وتأمينهم وإخفائهم.

نتنياهو يقلب الطاولة

♦ كيف يستقبل نتنياهو هذا الفشل وما مبرراته؟

يري سلطان، أن نقر أن نتنياهو هو السياسي الأبرع في إسرائيل.

وللأمانة يجب أن نقر بذلك، حيث استطاع أن يقلب الأزمة السياسية التي كادت تودي بمسيرته.

ككل في سبعة أكتوبر من الانتكاسة الكبيرة والهزيمة الإستراتيجية التي حدثت نجح بإن يحولها الى فرصة في صالحه.

وهو بذلك يستحق ان ان نقول عنه السياسي الأبرع والأبرز في إسرائيل.

مشيراً إلى أن نتنياهو يعرف ماذا يريد. وربما في الوقت الحالي حتى صوت المعارضة غير مرتفع.

 وأكمل أن المعارضة الاسرائيلية التي يترأسها لبيد لا تقدم شيء حقيقي إلا انتقاد نتنياهو.

دون أن يكون لديه مشروع حقيقي الفشل على الجبهة الجنوبية في غزة.

 يفوقه النجاحات التي حققها الجيش والاستخبارات الاسرائيلية في استهداف قيادة حزب الله. وهذا عمل يخطط له من سنوات.

وجرى التجهيز له من اجل ضرب حزب الله و تقويد قدراته.

لذا التركيز الأكبر الآن على حزب الله باعتبار أن الداخل الإسرائيلي يرى هو التهديد المباشر الأكبر القادر على تحقيق تكبد خسائر كبيرة.

وبالتالي فأسهم نتنياهو ارتفعت جدًا حينما بدأت ضربات ضد حزب الله.

المقاومة الفلسطينية لن تنتهي

♦ وهل أعادة المقاومة ترتيب صفوفها لمواصلة الحرب وستفرض حالة الاستنزاف على الاحتلال؟

هذا سؤال مهم جداً مؤكدا أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم تنته رغم كل الضربات التي تلقتها بعد ذلك.

ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الفصائل الفلسطينية في هذه الحرب، وما لم حجم الخسائر في بعض الوحدات.

أو الأودية التابعة القسام او لـ سرايا القدس من 60% لـ 70% في وبعضها 80% في المية.

ولكن استطاعت ببراعة أن تدرب جيل جديد وتجند مجندين حتى يعني شهدنا قبل ذلك الهجوم على محور نتساريم.

بواسطة مجموعة من مقاتلين جدد الذين جندوا في عام 2024 في ظل القتال.

والمقاومة الفلسطينية استطاعت أن تتجاوز كثير من المشكلات والخسائر التي تكبدتها وتعيد بناء شبكاتها وتواصل العمل.

وهي في وضع لا تحسد عليه محاصرة امكانياتها محدودة نسبيا. وإن كانت يعني تواصل شن الهجمات لكن طبعا وتيرة الهجمات انخفضت.

غزة جبهة ثانوية

لذلك، صنف الجيش الاحتلال الاسرائيلي غزة جبهة ثانوية في الوقت الحالي، وهذا يعني أن المجهود الحربي الرئيسي موجه للجبهة الشمالية.

في سياق متصل، أوضح سلطان، أن نقل الفرقة 98 فرقة إلى الجبهة الشمالية. التي كانت تقوم بمهام في جنوب قطاع غزة، وتحديدا في خان يونس.

إذن يعني ذلك، أن الجيش الاحتلال الاسرائيلي مطمئن أن الوضع في غزة لم يعد يشكل تهديد كبير.

وبالتالي يمكن التعامل مع هذا الوضع بواسطة القوات الموجودة في غزة.

وأكمل سلطان قائلاً: الآن نحن نتحدث عن قوات كبيرة ايضا قوية نتحدث عن فرقتين من ضمنهم لواء النحال لواء نخبة يواصل عملياته في الوقت الحالي في رفح.

وأكد سلطان أن الأداء القتالي لفصائل المقاومة في جباليا رغم مرور عام إلا أنه ما زال مبهرا.

حيث نصبت المقاومة الفلسطينية كمين لـ سرية من الميكانيكا في الجيش الإسرائيلي ووقعت فيها خسائر.

ضغط عسكري صهيوني على مخيم جباليا

ولكن حجم الضغط العسكري الموجه نحو مخيم أو معسكر جباليا كما يسميه أهله يعني كبير جدا، وبالطبع فصائل المقاومة تتلقى ضربات وهذه طبيعة الحرب.

أما الأهم في ذلك فإن الفصائل المقاومة لم تنهزم لأن العدو لم يفرض إرادته عليها مضيفاً أنها في إشارة للمقاومة تعيد بناء نفسها، وتستنزف العدو.

وتواصل القتال وتخرج الصواريخ من خان يونس التي مشطت مرة ومئة مرة تضرب المدرعات في شوارع رفح وفي أزقة جباليا وفي كل من القطاع.

ويقصف محور ميت سليم صباح مساء وتقصف تل أبيب أضف إلى ذلك أن المقاومة لا تتوسع في قصف تل ابيب

لأنها تريد استخدام هذه الحشوات الموجودة في الصواريخ في صناعة ذخائر أخرى لذا تعلم  أن الحرب ستطول ،وبالتالي تلجأ لمبدأ الاقتصاد في القوة.

♦ حضرتك متابع لما يحدث في القطاع، الاحتلال يتعامل بوحشيه يا ترى سينفذ خطة الجنرالات، ويخلي قطاع غزة من سكان ويحوله لمنطقة عسكرية مغلقه؟

أوضح سلطان، أن فكرة اخلاء قطاع غزة خطة طرحت من بعض المتشددين في الجيش.

والحكومة الاسرائيلية، واخلاء مناطق الجمال وحتى البعض بدأ يطرح فكرة عودة الاستيطان للشمال.

وفي الوقت الحالي هناك جهود حثيثة في الحقيقة لتطبيق هذه الخطة وما زال هناك بعض العوائق لافتا إلى أن الفصائل تعيد تجميع شتاتها سريعا وتهاجم مرة اخرى.

وبالتالي فلا يمكن ضمان اقامة منطقة عاجلة طالما استمرت الفصائل الفلسطينية في الوجود. ثانيا حتى الآن لا توجد خطة حقيقية لما يسمى باليوم التالي للحرب.

وما يحدث من كسب لمعارك أو انتصارات عسكرية قد يضيع بسبب السياسة وهذا ما تقوله دوائر الأمن والدفاع في إسرائيل.

ثبات المقاومة معضلة إسرائيل

تفصيليا، أكد سلطان، قائلا: ببساطة شديدة المعضلة الحقيقية الآن بالنسبة لإسرائيل أن المقاومة ما تزال ثابتة والمقاومة طالما ثابتة الشعب الفلسطيني في ارضه ولم يتخلى عنها.

واختتم سلطان حديثه، اسرائيل أمام معضلة استراتيجية. وهي تحويل جبهة غزة إلى جبهة استنزاف طويل الأمد.

وبذلك، لا يمكن لجيش الاحتلال أن يبقى الى الأبد في هذا القطاع الذي غاص في اوحاله من قبل وسيغوص في اوحاله من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى