تحقيقات وحواراتسلايدرعربي ودولى

تأثيرات طوفان الأقصى.. هل يتراجع الغرب عن دعم «أوكرانيا»؟

أوكرانيا تخشى أن يكون الدعم الأميركي والغربي قد وصل إلى ذروته

المصرية، وكالات

يتصاعد الحديث عن تأثيرات الحرب المندلعة بين إسرائيل وحركة «حماس»، واحتمالات توسعها إلى حرب أوسع في المنطقة، على التزامات الولايات المتحدة والدول الغربية تجاه أوكرانيا. ومع «قفز» الرئيس الأوكراني إلى الانضمام لحملة الإجماع الغربية، على تأييد الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بدا واضحاً أنه يسعى إلى الحد من تأثيرها على فرص بلاده لتحقيق «النصر» على روسيا، ومحاولته الربط بين الحربين، بوصفهما حرباً واحدة بين «المدافعين عن الديمقراطية والمستبدين».

هكذا فسّر حضوره الشخصي لاجتماع وزراء دفاع حلف «الناتو» في بروكسل قبل أيام، وتعبيره عن القلق من أن الحرب بين إسرائيل و«حماس» سوف تصرف الانتباه عن حصوله على الأسلحة اللازمة، في صراع بلاده الطويل ضد روسيا.

اهتزاز الثقة بواشنطن

ورغم التصريحات المطمئنة التي أصدرها المسؤولون الأميركيون والغربيون، الذين تعهدوا بتقديم ملياري دولار أخرى مساعدات عسكرية فورية، كان هناك شعور قوي في أوروبا، التي تراقب ما يجري في واشنطن، بأن العالم الغربي قد يكون وصل إلى «الذروة في أوكرانيا»، وأن الدعم لحرب كييف ضد الغزو الروسي، لن يكون كما كان من قبل. لا بل هناك من يقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يكون أمام فرصة لتصعيد شروطه في وضع حدٍّ للحرب في أوكرانيا، وقامت قواته في الأيام الأخيرة بـ«تدريب» هجومي محدود في جنوب شرقي أوكرانيا، لممارسة مزيد من الضغوط السياسية والمالية والنفسية على الأوكرانيين.

هكذا فسّر حضوره الشخصي لاجتماع وزراء دفاع حلف «الناتو» في بروكسل قبل أيام، وتعبيره عن القلق من أن الحرب بين إسرائيل و«حماس» سوف تصرف الانتباه عن حصوله على الأسلحة اللازمة، في صراع بلاده الطويل ضد روسيا.

العالم الغربي قد يكون وصل إلى «الذروة في أوكرانيا»

ورغم التصريحات المطمئنة التي أصدرها المسؤولون الأميركيون والغربيون، الذين تعهدوا بتقديم ملياري دولار أخرى مساعدات عسكرية فورية، كان هناك شعور قوي في أوروبا، التي تراقب ما يجري في واشنطن، بأن العالم الغربي قد يكون وصل إلى «الذروة في أوكرانيا»، وأن الدعم لحرب كييف ضد الغزو الروسي، لن يكون كما كان من قبل. لا بل هناك من يقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يكون أمام فرصة لتصعيد شروطه في وضع حدٍّ للحرب في أوكرانيا، وقامت قواته في الأيام الأخيرة بـ«تدريب» هجومي محدود في جنوب شرقي أوكرانيا، لممارسة مزيد من الضغوط السياسية والمالية والنفسية على الأوكرانيين.

تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترشح دونالد ترمب في السباق الرئاسي، يهز الثقة بأن واشنطن ستواصل دعمها على نطاق واسع لأوكرانيا. لكن القلق، كما يقول الأوروبيون، أكبر من ترمب ويمتد إلى جزء كبير من حزبه الجمهوري، الذي جعل خفض الدعم لأوكرانيا اختباراً لصدقية المحافظين، (في إشارة إلى ما حصل بعد عزل رئيس المجلس النيابي كيفين مكارثي قبل نحو أسبوعين). وحتى في أوروبا، أصبحت أوكرانيا قضية مثيرة للانقسام على نحو متزايد، حيث أعطى الناخبون في سلوفاكيا النصر لروبرت فيكو، رئيس الوزراء السابق المتعاطف مع روسيا. وسلّطت الحملة الانتخابية الشرسة التي شهدتها بولندا، وهي من أقوى حلفاء أوكرانيا، الضوء على التوترات مع كييف. كما تشهد ألمانيا صعود اليمين المتطرف المعارض لمساعدة المجهود الحربي لأوكرانيا، ويكافح مستشارها، أولاف شولتز، لكسب تأييد الناخبين لجهود بناء جيش أقوى.

وبينما تتصاعد الأصوات الأوكرانية، ومن الدول التي تخشى فوز روسيا في هذه الحرب، محذرة من «استخدام السياسات الداخلية في الدول الغربية واستغلالها ضد أوكرانيا»، بدا أن الدعم الحزبي السابق لأوكرانيا في الولايات المتحدة لم يعد قائماً. وقال توماس هندريك إلفيس، الرئيس السابق لإستونيا، مشيراً إلى الجناح اليميني الجمهوري والأصوات المؤثرة مثل إيلون ماسك (مالك منصة «إكس»): «هناك تراجع أقل في مواجهة الأشياء المناهضة لأوكرانيا الموجودة بالفعل. إنه خطير».

بوتين ينتظر

وإذا قطعت واشنطن مساعداتها لأوكرانيا، وقررت أن الأمر لا يستحق التكلفة، فإن كبار المسؤولين الأوروبيين، يعترفون صراحة بأن أوروبا غير قادرة على سد الفجوة. وقال مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل، في اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي في إسبانيا: «لم يكن هذا متوقعاً بالتأكيد، وبالتأكيد ليس خبراً جيداً». وأضاف: «لا يمكن لأوروبا أن تحل محل الولايات المتحدة»، حتى في الوقت الذي تقترح فيه مزيداً من المساعدات.

وفي اليوم نفسه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه من دون المساعدات الغربية، لن تتمكن أوكرانيا من البقاء على قيد الحياة لأكثر من أسبوع. وما يضيف إلى مخاوف الأوكرانيين، أن البعض يخشون أيضاً أن يحاول الرئيس بايدن، الذي يواجه ما يمكن أن يكون حملة إعادة انتخاب صعبة ضد ترمب، دفع كييف للدخول في مفاوضات لوقف إطلاق النار مع روسيا بحلول الصيف المقبل، لإظهار أنه ملتزم بالسلام وقادر على تحقيق ذلك، لكسب أصوات المستقلين الذين يخشى تأثرهم بخطاب الانعزال الذي يرفعه ترمب.

ورغم ذلك، يقول مسؤولون أميركيون، إن هذا القلق من المرجح أن يكون مبالغاً فيه، نظراً لدعم بايدن القوي المستمر لأوكرانيا، وهو ما يتردد صداه في استطلاعات الرأي الأميركية. ولكن لا يزال هناك ارتباك بشأن الهدف الذي يمكن أن تقبل به أوكرانيا، التي تريد تحرير كل أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا عام 2014، أو أي مسار واضح للمفاوضات مع روسيا التي لا تبدي أي اهتمام بالتفاوض حتى الآن.

هدف أوكرانيا غير مرجح

وتقول الصحيفة، إن بعض المسؤولين الأوروبيين أكدوا، في أحاديثهم الخاصة، على الأقل، أن هدف أوكرانيا غير مرجح إلى حد كبير. وقال كارل بيلت، رئيس الوزراء وزير الخارجية السويدي السابق، إن اجتماع القمة في الذكرى السنوية الـ75 لحلف «الناتو» الذي سينعقد الصيف المقبل في واشنطن، سيكون متوتراً بسبب أوكرانيا، لأنه سيأتي في ذروة الحملة الرئاسية الأميركية. وأضاف بيلت أن أي دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى «الناتو» من المرجح أن تساعد ترمب.

ومع شعور الكثيرين بالقلق إزاء احتمال تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، فإن هذا الاحتمال لا يقتصر على الولايات المتحدة، حيث إن تكاليف الحرب محسوسة بشكل أعمق في أوروبا.

وفي سياق متصل، اتهم البيت الأبيض كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة لحرب الكرملين على أوكرانيا، إذ قدمت كميات كبيرة من المعدات العسكرية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الجمعة، إن كوريا الشمالية سلّمت «أكثر من ألف حاوية» من المعدّات العسكرية والذخائر إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أنّ هذه ستُستخدم في أوكرانيا. وأضاف المتحدث جون كيربي، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه سيتم استخدام هذه المواد «لمهاجمة المدن الأوكرانية وقتل المدنيين الأوكرانيين». ونشر البيت الأبيض رسماً بيانياً قال إنه يوضح رحلة بعض الحاويات من ميناء في كوريا الشمالية إلى مستودع روسي بالقرب من الحدود الأوكرانية.

أسلحة روسية متطورة من موسكو

ويعتقد أن بيونغ يانغ تريد تكنولوجيات أسلحة روسية متطورة من موسكو، من أجل توسيع البرنامج النووي لكوريا الشمالية، حسبما قال كيربي. وأضاف أن واشنطن تدين كوريا الشمالية «لتزويدها روسيا بهذه المعدات العسكرية… لمهاجمة مدن أوكرانية وقتل مدنيين أوكرانيين وتعزيز الحرب الروسية غير المشروعة». وقال كيربي إنه من المرجح أن تسعى كوريا الشمالية، على وجه التحديد، للحصول على مساعدة عسكرية من روسيا، بما في ذلك طائرات مقاتلة وصواريخ سطح – جو (بحرية) ومركبات مدرعة ومعدات إنتاج الصواريخ الباليستية أو غيرها من المواد والتقنيات المتقدمة الأخرى. وأوضح: «نحن نراقب من كثب ما إذا كانت موسكو ستزود بيونغ يانغ بهذه المواد».

وذكر: «لقد لاحظت الولايات المتحدة بالفعل أن السفن الروسية التي تفرغ حاويات في كوريا الشمالية ربما تمثل شحنات أولى من المواد من روسيا»، مضيفاً أنه تم نشر صور تظهر ذلك. وأدان كيربي الشراكة العسكرية الآخذ نطاقها في الاتساع بين موسكو وبيونغ يانغ، قائلاً إنها تقوض الاستقرار الإقليمي ونظام حظر الانتشار النووي العالمي.

وقال إن الولايات المتحدة «لاحظت تفريغ حاويات بواسطة قوارب روسية في كوريا الشمالية، وهو ما قد يشكّل أولى عمليات التسليم» للمعدّات العسكرية الروسية. وأضاف كيربي أنّ «هذه الشراكة العسكرية سرعة التطوّر بين كوريا الشمالية وروسيا، بما في ذلك من خلال نقل التكنولوجيا، تهدّد استقرار المنطقة والنظام الدولي لعدم الانتشار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى