أول مؤسسة من نوعها في مصر.. «وعد» تتبنى مرضى الصلب المشقوق والاستسقاء الدماغي
سارة جمعة
حدث فريد في مصر من نوعه وجوهره، ولذا فتسليط الضوء عليه بات واجبًا، فعند زيارتك لمحافظة الشرقية وتحديدًا مركز فاقوس سيمكنك رؤية إنسانية متفردة تضاف إلى طبيعة أهل مصر الفريدة، وتتمثل في القائمين والداعمين لمؤسسة “وعد” التي تعد أول مؤسسة من نوعها في البلاد، ترعى الأطفال المصابين بحالات “الصلب المشقوق والاستسقاء الدماغي”، وهو المرض الذي لا يعرف عنه أحد تقريبًا شيئًا اللهم إلا القلة المتخصصة.
البداية
نبعت هذه الفكرة بتأسيس “وعد”، وتبني أصحاب هذا الابتلاء النادر في 17 مارس 2014، عندما أنبت الله، كابتن طيار مدني، الهادي علي سعيد، طفلته”وعد”.
عند ولادتها، كانت “وعد” مصابة بعيب خلقي يتمثل في عدم اكتمال الفقرة الأخيرة من العمود الفقري، ما أدى إلى خروج النخاع الشوكي، وحدوث استسقاء في المخ.
هذا البلاء العظيم له خصوصية ليس من اليسير تحملها على أي أسرة من أسرنا الفقيرة أو متوسطة الحال وما أكثرها. حيث تستوجب مثل هذه الحالات تدخلاً جراحيًا فوريًا منذ اليوم الأول للولادة، وهو ما تقوم به مؤسسة :وعد”، والتي تتعاون مع عدد كبير من الأطباء في 14 تخصصاً طبياً مختلفاً.
ومع كل الجهود والرعاية الطبية المبذولة من المؤسسة إلا أن معظم الحالات قد تترك الأطفال مصابين بشلل نصفي إذ لم تستطع المؤسسة توفير المستلزمات الطبية والأجهزة التعويضية المطلوبة عند الحاجة.
لذا تسعى المؤسسة المشهرة تحت رقم 3388 لسنة 2016 إلى تقديم كل ما يلزم لتحسين حياة هؤلاء الأطفال، حيث تتولى رعاية الحالات المرضية التي بلغ عددها 860 حالة من بينهم حالات من دول عربية شقيقة، وتحاول جاهدة توفير المساعدة اللازمة، سواء كانت طبية أو ترفيهية، بما في ذلك خوض المسابقات الرياضية والحصول على فرص العمل وحضور المناسبات الاجتماعية الخاصة بهم لمساعدتهم في الاندماج داخل المجتمع، وتقديم أفضل ما عندهم من قدرات يخدموا بها أوطانهم.
تحديات
لكن تواجه “وعد” بلا شك تحديات كبيرة، حيث افتقادها للتغطية الإعلامية الواجبة التي تضعها في بؤرة اهتمام القادرين مصريين كانوا أو عربًا، لتقديم الدعم الذي يضمن لها الاستمرارية في توفير التزاماتها تجاه الحالات المصابة التي ترعاها وما يستجد في المستقبل من حالات.
حول المؤسسة
وكمعلومات حول المؤسسة، فهي تفتح أبوابها يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، بمقرها الكائن في العمارة المقابلة لموقف فاقوس السلام لترحب بالمرضى والزائرين من كل مكان.
