
فاطمة فتوح
شهد منطقة التوحيد والنور بمنطقة المرج جريمة بشعة، راحت ضحيتها “أم كريم ” على يد ابنها الوحيد، عندما قرر أن يتخلص من والدته المسنة والانتقام منها في أيامها الأخيرة بدلا من أن يجلس تحت قدميها ويراعيها في مرضها.
“اختار مراته وقتل أمه “
غدر بها وقتلها اثناء نومها، لم تستطع حتى الدفاع عن نفسها فهي سيدة في العقد الثامن من عمرها عاجزة، كانت تظن أنه سيكون نور عينيها الذى فقدته وعكازها في الحياة لكنه هو الذى كسرها، وقرر الانتقام منها بعد أن تركته زوجته بسببها رافضة أن تعيش معها وتراعيها، فقررت أن تترك منزل الزوجية ورفعت دعوى خلع، وبمجرد أن وصل الابن إعلان الدعوى قرر الانتقام من والدته التي خربت حياته من وجهة نظره بعجزها.
بالرغم من أن وقائع القضية حدثت اليوم إلا أن تفاصيلها تعود إلى عدة سنوات مضت عندما مرضت “هالة” وفقدت بصرها، ولم يكن لها أحد في الدنيا سوى ابنها، الذى خرجت به من الدنيا بعد وفاة والده، أعطته كل حياتها وظنت أنه سيرد لها الجميل خاصة بعد مرضها وفقدانها بصرها.
قررت أن تقوم بتزويجه لفتاة من نفس المنطقة وذهبت معه للتقدم لخطبتها واخبر الابن ويدعى “محمود” خطيبته بأن والدته ستعيش معهما فهي لم يعد لها أحد غيره، وافقت خطيبته ورحب أهلها بذلك، وتم الزواج بعد عدة أشهر من الخطبة، في الأيام الاولى للزواج كانت زوجة “محمود”، تعامل والدته بطريقة طيبة لكنها ضاقت من مرضها وخدمتها.
فقررت أن تعلن ذلك لزوجها لكن بطريقتها، حيث تغيرت معاملتها لها وكانت تتركها بدون طعام او شراب وترفض مساعدتها أثناء عمله وعندما شكت الأم لابنها، وعاتب زوجته فوجئت الام بزوجة ابنها تبكى وتتهمها بأنها دائمًا تسبها وتنهرها امام الاهل والجيران وتحط من شأنها، ولأن الزوج كان يحبها بجنون ولا يستطيع الاستغناء عنها فصدقها دون أن يفكر في أن والدته قد تكون مظلومة أو بريئة من تلك الاتهامات.
الزوجة ظلت تعامل الام بسوء حتى قررت طردها من المنزل، وللأسف وافق الابن على رغبة زوجته بمنتهى الجحود، لتستغيث الام بأقاربها والذين حضروا لحل الخلاف.
وكانت النتيجة استمرار الام في منزلها وعليه أن يبحث لزوجته عن منزل آخر مما أغضب زوجة الابن لتقرر ترك منزل الزوجية وتطلب الخلع إذا لما تغادر الام المنزل.
استشاط الابن غضبا ونهر أمه وقرر الانتقام منها ليحضر سلاحًا ناريًا وتوجه إلى المنزل، وأطلق الأعيرة النارية على الأم وهي نائمة، وفر هاربا إلا أن رجال المباحث استطاعوا القبض عليه ونقلت الام إلى مستشفى ام المصريين.
وبالانتقال والفحص تبين لضباط المباحث العثور على جثة “هالة سعيد إسماعيل” 83 عاما، ربة منزل.
وكشفت التحريات الأولية أن مرتكب الواقعة نجل المجني عليها ويدعى محمود محمد سعيد ، 40 عاما، حيث أطلق عليها طلقا ناريا من بندقية خرطوش على أثر خلافات أسرية بينها وزوجته، والتي قامت على إثرها بترك منزل الزوجية وأقامت دعوى خلع ضد زوجها.
وبسؤال شهود الواقعة قرروا نشوب مشادة بين المجني عليها ونجلها، تطورت إلى مشاجرة بسبب خلافات أسرية منذ أكثر من عام بين زوجة المتهم والمجنى عليها.
تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيقات والتي قررت حبسه على ذمة التحقيقات وإحالته لمحكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار ياسر الوصيف والتي أصدرت قرارها بإحالة أوراقه لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه.