استخدمه الغرب في أوكرانيا.. «الناتو» الورقة الرابحة لاستفزاز روسيا
استخدمه الغرب في أوكرانيا.. «الناتو» الورقة الرابحة لاستفزاز روسيا
هبة يحيى
رغم ما يحدث في العالم من صراعات حالية تشعل الساحة السياسية، إلا أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا لم يهدأ أو يعدل عن هدفه.
فما زال كلا الجيشين يسقط منهما القتلى، فقد أعلنت السلطات الأوكرانية، مقتل ثلاثة أشخاص في ضربة روسية على منزل في دونيتسك.
ومنطقة دونيتسك هي واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو الاستيلاء عليها بعد بدء عمليتها العسكرية بكييف في فبراير 2022.
وحاليا موسكو تواجه هجوماً مضاداً أوكرانياً لاسترجاع تلك المناطق، فهي لا تسيطر عليها إلا جزئيا.
في هذا الصدد قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن حرب روسيا وأوكرانيا سببها الأساسي هو التهديد المباشر لدائرة الأمن الإقليمي بالنسبة لموسكو، فالغرب كان يدفع كييف حتى تنضم لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، دون مبالاة بتحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هذا الأمر.
وأضاف اللواء الغباري في تصريح خاص لـ«المصرية» أنه حينما لم تنصت كييف من تحذيرات بوتين بشأن انضمامها للناتو، أعلن الحرب عليها بهدف استراتيجي، لافتا إلى أن فلاديمير كان يسعى للاستيلاء على أربعة أقاليم تقع في دائرة الأمن الإقليمي لروسيا، وبذلك يكون حمى نفسه من أي تهديد.
وأوضح مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن بوتين حقق هدفه الذي صرح به حينما أعلن شن عملية عسكرية على أوكرانيا، ألا وهو تدمير البنية التحتية العسكرية لكييف، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي انتصر وحقق هدفه، بينما نظيره الأوكراني يسعى لاسترداد ما أخذ من أرضه بدافع الغرب.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتسبب فيها الحلف لروسيا بأخذ قرارات حاسمة ومصيرية فلى إثر توسع حلف شمال الأطلسي انسحبت موسكو رسميا، من معاهدة أمنية تاريخية فرضت قيوداً على فئات رئيسية من القوات المسلحة التقليدية.
وحملت موسكو أمريكا مسؤولية تقويض الأمن في حقبة ما بعد الحرب الباردة .
وفرضت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا عام 1990 -والتي جرى التوقيع عليها بعد عام من سقوط جدار برلين- قيوداً يمكن التحقق منها على فئات المعدات العسكرية التقليدية التي يمكن لحلفي الناتو ووارسو آنذاك نشرها.
وكانت المعاهدة تهدف إلى منع أي من طرفي الحرب الباردة من حشد قوات لشن هجوم سريع ضد الطرف الآخر في أوروبا، لكنها لم تحظ بشعبية في موسكو لأنها أضعفت تفوق الاتحاد السوفيتي في الأسلحة التقليدية.