سلايدر

استشاري نفسي: العدوان على غزة مُدمر.. والأطفال صامدون

80% من أطفال غزة يعانون الاكتئاب

اطفال غزة
اطفال غزة

سعيدة حسن

تتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة ؛ حيث يواجه الأطفال انتهاكات عديدة فيما يتعلق بالتعرض المباشر للقصف؛حيث شاهدوا القصف الحي ومنازل تهدم أمام أعينهم، وفقدوا آباء وأمهات، بالإضافة إلي القيود التي فرضها المحتل الصهيوني منذ فرض حصاره علي غزة منذ 2007.

وبينما تنقل وسائل الإعلام أحداث وتداعيات العدوان الإسرائيي علي غزة منذ عملية طوفان الأقصي؛ ومن بين حطام المنازل المهدومة ومن داخل المستشفيات المقصوفة أيضا؛ شاهدنا فيديوهات تعرض مشاهد لوجوه الأطفال يملؤها الخوف، والهلع، والقلق، ورجفات ممزوجة بالبكاء أصابت الصغار بين ركام منازلهم، وأمام جثث ذويهم وأثناء تلقي العلاج في المشفي.

52% من شهداء غزة أطفال

مشاهد الخوف أعلنتها طفلة علي لسانها بعد استشهاد أبيها وكأنها لسان حال كل الصغارهناك في غزة قائلة؛ «كل حياتنا رعب وعذاب».

فوفقا لتقرير منظمة أنقذوا الأطفال؛ ذكر التقرير أنه منذ عام 2018 ارتفع عدد أطفال غزة الذين يشتكون من أعراض الاكتئاب والحزن والخوف من 55 في المائة إلى 80 في المائة منذ بدء حصار إسرائيل لقطاع غزة 2007.

بينما صرحت «علا الجعبري»؛ عضو منظمة «أطباء بلا حدود» لوسائل الإعلام مشيرة إلي أن 52%من شهداءغزة أطفال؛ وذلك خلال تعقيبها علي تداعيات العدوان الإسرائيلي علي غزة عقب عملية «طوفان الأقصي».

من جانبه يوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية التأثيرات النفسية للعدوان الإسرائيلي علي غزة قائلا؛ أن الطفل الفلسطيني أصبح يسبح في بحر من الدماء ؛ يواجه شبح الموت والفناء؛ يعيش وسط الصراخ،العويل، دوي الطائرات، الصواريخ؛ ووسط شائعات وأخبارعن هجوم محتمل من العدوعليه وعلي ذويه؛ ناهيك عن الاعتقالات والسحل والتهجيرالقسري، وهدم البيوت، وحظر التجوال، و غلق المنافذ الذي يتعرضون له.

واضاف هندي؛ زمان كنا نقول أن الطفل الفسطيني يفتقد حقه في الرعاية سواء رعاية صحية أو تعليمية أو ترفيه أو السلامة النفسية؛ الآن للأسف يفتقد إلي حقه في الحياة؛ يتعرض لمواقف دنيئة، وخسيسة، لا إنسانية، ولادينية؛ تجرمها الأعراف والقوانين الدولية؛ و هذا ما تجسد في القصف اللانساني لمستشفي المعمداني وهذا ما يجعلني أقول أن شجر الزيتون يروي بدماء أطفال فلسطين.

وأضاف الاستشاري النفسي؛ أن كل هذه الأحداث من قصف مستمرودمار؛ لها آثار نفسية مدمرة علي الأطفال؛ قد تمتد لآخر العمر؛ هناك إحصائية صدرت عن الجهاز المركزي والإحصاء الفلسطيني عام 2004 تحت عنوان «أثرالاعتداءات الإسرائيلية علي الطفل الفلسطيني من الناحية النفسية خلال انتفاضة الأقصي» وجدت الدراسة أن 90% من أطفال فلسطين لهم تجارب سببت لهم صدمة في حياتهم؛ ومعظم التجارب كانت لها علاقة بالإحتلال الإسرائيلي؛ ووجدوا أن 21.9% من الأطفال الذين شملتهم الدراسة تعرضوا لصدمة استشهاد أحد أفراد الأسرة ؛ و9.6% تعرضوا لصدمة اعتقال أحد ذويهم ؛ و84.9% شعروا بإضطرابات نفسية نتيجة العنف الإسرائيلي، عبروا عنه من خلال نوبات البكاء المتكررة، والتبول اللاإرادي، متلازمة القلق، والخوف والهلع.

ووفقا لدراسة الجهاز المركزي والإحصاء الفلسطيني أوضح هندي؛ أن نسبة الالتحاق بالمدارس تراجعت حيث وصلت نسبتها إلي 93.3% أثناء الإنتفاضة؛ بينما انخفضت ووصلت بعدها إلى 53.3%؛ وتوصلت الدراسة إلي أن نسبة 76%من أطفال فلسطين لا يرغبون في ممارسة أي نشاط ترفيهي حتي لواتيحت لهم الظروف المواتية نتيجة إصابتهم بإضطرابات النفسية.
آثار نفسية مدمرة

وأشار الاستشاري النفسي؛ كل هذا يعطي مؤشرا أن ما حدث من قتل، قصف، و حرق، ودمار؛ له آثار نفسية مدمرة؛ تتمثل في المعاناة من متلازمة القلق المستمر، والشك الدائم في الآخر، وشعور بالقهر، و مشاكل صحية في الجهاز الهضمي، لكن حتي لو حدثت أضطرابات نفسية فالبعض الآخر تزيدهم هذه الأحداث تحدي؛ فالجيل الذي عاصر «طوفان الأقصي» يحدث له تدني في مستوي الخوف، و يتعاظم لديه شعور التحدي، وفكرة الأخذ بالثأر، والإصرار، والإرادة علي طرد الإحتلال؛ فضلا عن ما يحدث في فلسطين زاد من تماسك الشعب الفلسطيني.

الحرب علي فلسطين لا تبيد الشعب الفلسطيني، ولا تبيد إرادة، و تسقط عزيمة الفترة القادمة ينشأ جيل يرغب في الحرب، جيل يصرعلي التعليم والنجاح حتي يستطيع أن يدول قضيته ويدافع عنها وعن أرضه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى