أخبار مصرية

الاتجاه للروايات المسموعة هل يؤثر على مستقبل المطبوعة الورقية خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية؟

 

للرواية جمهور كبير جدًا وقراء يعشقونها حد الإدمان، فهي المنطاد السحري الذي يحلق بهم وبخيالهم مبتعدًا عن عالمهم مخترقًا عوالم أخرى منها الفنتازيا الخيالية حيث الجنيات وحوريات البحر والوحوش ذوي الثلاثة رؤوس ، ومنها من يحلق ليحيا حياة أخرى مع شخصيات من صنع الكاتب في رحلة تنتهي مع ظهور كلمة “تمت” وتغلق ورائها بوابات الرواية.

لكن مع دخول التكنولوجيا حياتنا المعاصرة بدأت تسيطر على كل محاور الحياة حتى وصلت إلى عالم الأدب وخاصة أدب الرواية، فبدأ يتردد في الأذان مصطلح جديد على جيلنا القديم وهو” الرواية المسموعة”

اعترض البعض معربًا إنه تدخل سافر على حقه بالاستمتاع بورق الرواية الذي تتحسه يداه حين ويرتبط به وجدانيًا، كما يسلب حقه في التخيل وإجباره على رؤية خاصة تمليها عليه القصاصة من خلال نبرات صوتها وانفعالاتها.

لكن على النقيض رحب البعض بتلك الفكرة معربين إنها فكرة جيدة تساعد على انجاز الوقت، فيمكنك أن توفر الوقت حينما تقوم بالاستماع إلى رواية ما في نفس ذات الوقت الذي تنجز فيه عمل أخر، ونهيك عن البعض ممَن يدعي حبه للروايات ولكنه يمل من القراءة فيفصل المسموع منها، وبين مؤيد ومعارض كان يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أراء بعض المتخصصين والقراء.

الاستماع والقراءة

فقد أعربت الكاتبة أية محمد رفعت عن رأيها قائلة: لا أعتقد ذلك، ولكن من خلال رأيي الشخصي أرى أن لكلاهما علاقة قوية بالأخر، فبرغم إنني كاتبة ولكني قارئة بالمقام الأول، وإن استحوذ عملًا أدبيًا على اعجابي، أرغم بسماعه على طريقة الروايات المسموعة، وعلى النقيض إن أعجبتني ونالت رضاي احدى الروايات المسموعة ينتابني فضول قراءتها كعمل ورقي ملموس بين يديّ، وبالنهاية لكل منهما جمهوره الحافل، فلن ننكر أن هناك  فئة كبيرة يرغبون في سماع الكتب أكثر من قراءتها، لأنهم يرون أن من مميزاتها توفير الوقت الذي سيقضيه في قراءة كتاب قد يستغرق منه أطول، وهناك فئة ضخمة من القراء لا تحب إلا حمل كتاب ورقي بين يديها، متعة تصفح ورقاته بالنسبة لها أفضل من الاستماع، وفئة ثالثة لا مانع لديها بسماع الرواية وقرأتها معًا..

فبرأيي أجد أن لكل قارئ وسيلته المفضلة بالاستمتاع بالعمل الأدبي سواء عن طريق الروايات الصوتية أو الورقية.

الروايات والمستقبل

وعلى صعيد أخر شاركتنا كنزي محمود احدى قارئات الجيل الحديث برأيها قائلة: بالتأكيد لن يتأثر مستقبل الروايات الورقية، فلكل منهما جمهور، وهناك من يحب كليهما، ولكنني كقارئة أفضل الكتب الورقية أكثر، فلدي كتاب رائحة تميزها عن بقية الكتب الأخرى تحمل عبق الذكريات والمشاعر التي تطوي بين صفحات هذا الكتاب، فحينما أضع الكتاب بين راحتي لأقرأ حينها يمكنني التخيل والتمتع بخيالي، لكنني إذا اسمعت لرواية مسجلة سوف أري الاحداث من خلال رؤية مَن يروي، لن تكون هناك لي فرصة أن أسرح بخيالي كما أريد، بالنهاية هذا رائي الخاص وهناك من يري ان الاستماع افضل و لكل قارئ طريقته المفضلة.

تخيل الأحداث 

كما خالفتها مروة الشربيني إحدى القارئات الجيل الرأي قائلة: أعتقد أن الكتب الصوتية لن تؤثر على المطبوعة فكلاهما له مميزاته…وهناك من يفضل الاستماع للكتب وتخيل الأحداث بشكل كبير والإبحار نحو مغامرة جديدة مع الأبطال، بل إن الشخص يتخيل نفسه كاتب هذا الكتاب أو الرواية ويضع نفسه مكان البطل وينفعل مع كل كلمة يسمعها أو ردة فعل من البطل… يتأثر بشكل كبير في الأوقات الصعبة ويشعر بالسعادة بعدما تنفك العقدة، أما الكتب المطبوعة على الرغم من أهميتها إلا أنها قد تكون معقدة أحيانًا ولا يستطيع القارئ تخيل الأحداث وربما يشعر بالضيق ولا يكمل القراءة بشغف.

طريقة مختلفة

وفي هذا الصدد عبرت الكاتبة بدر رمضان ومديرة النشر عن رأيها قائلة: بالطبع لاء يؤثر فهي مجرد طريقة مختلفة تناسب الكثير ممن لا يوجد لديه وقتٌ كافي للقراءة، فبإمكانه سماع كتابه أو روايته المفضلة عبر السماعات الخاصة بهاتفه أو بسيارته أو حتى في منزله وهو يقوم بأعماله اليومية، وهذا النوع من الروايات المسموعة ليس جديد ولكننا تربينا على سماع المسلسلات التي هي عبارة عن روايات ممثلة عبر الراديو وكانت متعتنا تزيد مع كل حلقة مثل ألف ليلة وليلة والحلقات التي كانت تذاع خاصة في رمضان وقبل الافطار ببضع دقائق وفي السهرات الخاصة بأيام الإجازات، فهو اسلوب له متعته التي يعشقها ويقدرها الكثير ولن يقلل هذا الاتجاه من أهمية الروايات والكتب والقراءة بوجهٍ عام.

تكنولوجيا العصر

كما أضافت مروة حسين إحدى القارئات المخضرمات في مجال القراءة والكتب بشكل عام قائلة: مهما تعددت وسائل النشر وتطورت تكنولوجيا العصر سأظل أعشق الكتاب، أعشق ورقاته ورائحتهن اللاتي تجعلني استشعر الأحداث بكل تفاصيلها واندمج معها ، لا أفضل القراءة الإليكترونية ولا الاستماع الى الروايات ، تحب قراءتها فقط ورقياً لأنني اعشق اقتناء الكتب في مكتبة منزلي والرجوع لقراءتها مراتٍ ومرات من حين إلى آخر ، فعشقي للكتب لا حدود له.

وبالنهاية سيظل كل جديد يثير جدال بين مؤيد ورافض، فلولا اختلفت الآراء لبارت السلع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى