بعد التارجع عن تعريب مناهج الطب في الأزهر.. هل كان استعادة للتراث ام مخالفة للمعايير
هالة يوسف
أثار قرار رئيس جامعة الأزهر، الدكتور سلامة داوود، القاضي بتعريب المقررات الدراسية في كليتي الطب والصيدلة، جدلاً واسعًا داخل الأوساط الأكاديمية والطبية.
وأدى القرار إلى انقسامات حادة حول تأثيره على جودة التعليم الطبي في مصر، ومدى توافقه مع المعايير العالمية.
وكان قد تم التراجع عن القرار بعد ساعات من إصداره، حيث أكدت الجامعة في بيان أن المسألة ما زالت قيد الدراسة لتحديد مدى قابليتها للتطبيق وتلبية احتياجات الطلاب.
وأوضحت الجامعة في بيانها أنها تدرس الموضوع بعناية علمية، مع مراعاة الأبعاد الأكاديمية والتطبيقية لضمان أفضل معايير التعليم الطبي. كما أكدت أن أي قرارات في هذا الشأن ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة.
رغم تراجع الجامعة، إلا أن النقاش استمر، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين يرون القرار خطوة نحو استعادة الهوية العربية، ومعارضين يعتبرونه عائقًا أمام التواصل العلمي مع العالم.
وأشار بعض المؤيدين إلى أن تعريب العلوم الطبية هو استعادة للتراث العربي، في حين اعتبره المعارضون تهديدًا للتنافسية العلمية.
أعرب الدكتور ثروت يوسف الغلبان، أستاذ ورئيس قسم دراسات المعلومات بجامعة طنطا، عن رفضه لتعميم تعريب مناهج الطب والهندسة في جامعة الأزهر، معتبرًا هذه الخطوة تراجعًا كبيرًا.
وفي منشور له على “فيسبوك”، أشار إلى أن القرار يعكس انفصالًا عن مسار المعرفة العالمية، مؤكدًا أن تعريب المناهج يمثل معاداة للعلم الحديث، ويهدد بتخريج جيل من الأطباء غير قادر على التنافس على الساحة العالمية.
في المقابل، علق الكاتب الصحفي خالد منتصر على تراجع الأزهر عن القرار عبر حسابه على “فيسبوك”، قائلًا: “تراجع الأزهر عن قرار تعريب الطب بعد الفضح الفيسبوكي، لا تستهينوا بكلماتكم، ولن تكون هناك دولة داخل الدولة طالما نحن واعون ومصممون على رفض التغييب”.
آراء مؤيدة للقرار:
بعض المؤيدين اعتبروا القرار خطوة هامة نحو تعزيز الهوية العربية. وكتب عبدالله صبحي الشقرة عبر “فيسبوك”: “مشروع تعريب الطب في الأزهر إنجاز رائع، الغرب أخذوا علوم الطب من العرب وترجموها، والآن نعيد الأمر إلى جذوره”.
من جانبه، أشار رائد العبد إلى أن العديد من الدول تدرس الطب بلغاتها الأم مثل ألمانيا وفرنسا والصين، مؤكدًا عبر “فيسبوك”: “علينا أن نتخلص من عقدة النقص ونؤمن بقدرتنا على تطوير علومنا بلغتنا”.