السحابة السوداء تحجب شمس الدلتا
فاطمة عاشور
ظاهرة السحابة السوداء تحدث في دلتا مصر و تغطيها منذ خريف عام ١٩٩٩م ويزيد نسبة التلوث ١٠ مرات عن المعدل الطبيعي،
وتعتبر نوع من السحب يتميز ظهورها باللون الداكن أو الرمادي الغامق، وترجع إلى عدة أسباب ولها أضرار خطيرة لذلك.
وزيرة البيئة تناقش القيادات للحد من نوبات التلوث
اجتمعت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بقيادات الوزارة لمناقشة آخر مستجدات تنفيذ منظومة الحد من نوبات تلوث الهواء الحادة على الأرض،
ونتيجة للجولات الميدانية المكثفة لمساعدي الوزيرة في محافظات المنظومة لمتابعة تنفيذ محاورها المختلفة من الحد من حرق المخلفات البلدية والزراعية خاصة قش الأرز.
و تنبعث السحابة السوداء من مصادر التلوث كالصناعات الصغرى والمتوسطة وعوادم السيارات،
وذلك بحضور الدكتور طارق العربي رئيس جهاز تنظيم ادارة المخلفات وعدد من القيادات المعنية.
الحلول المقترحة للتغلب عليها
واستمعت وزيرة البيئة لملاحظات المساعدين حول تيسير تنفيذ المنظومة خلال الفترة الماضية، والتحديات التي تواجهها والحلول المقترحة،
وكيفية التغلب على تلك التحديات، للحفاظ على المكاسب المحققة في إحكام السيطرة على هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة،
كنتاج لعمل دؤوب وتنسيق فعال مع الجهات المعنية.
وأشار مساعدو الوزيرة إلى استمرار هذه المكاسب على الأرض، خاصة فيما يتعلق بإقبال المتعهدين على كبس قش الأرز،
وهذا يتضح بشكل كبير في محافظة البحيرة، مع الحاجة لتشديد الرقابة على تنفيذ اجراءات المنظومة في بعض المحافظات الأخرى.
كيف يحرق الفلاحين قش الأرز؟و لماذا؟
مع مغيب الشمس يقف زارعو الأرز في حقولهم لرش السولار على قش الأرز المنتشر بطول الحقل وعرضه في صفوف متوازية بعد الحصاد، ثم يشعلون النار فيه ليلا حتى لا يراهم أحد،
وما هي إلا لحظات حتى تتصاعد الأدخنة الكثيفة إلى السماء من حقول الأرز لتكوّن سحابة سوداء هائلة.
ومنعت هذه الممارسة تماشيا مع قانون صدر عام ١٩٩٤ وفرض غرامة، وعدل القانون مرة أخرى لردع المخالفين
وفرض التخلص من هذه المخلفات بإعادة تدويرها عن طريق تجميعها في المكابس لتحويلها إلى علف للحيوان أو استخدامها كمخصب للتربة.
يتهرب المزارعين من ذلك بسبب الخوف من الغرامات بالحرق ليلا، والتي تتسبب في مشكلات صحية كبيرة في الجهاز التنفسي وفي العيون.
نسبة التلوث بتقدير منظمة الصحة العالمية
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الحد الأقصى المحتمل لنسبة تركز ثاني اوكسيد الآزوت في الهواء هو ٢٠٠ مليغرام،
فإن متوسط تركز هذا الغاز في الهواء يراوح بين ٣٠٥ و٤٨٢ مليغراماً في منطقتي وخاصة في الجيزة والقاهرة.
ويرتفع هذا الرقم الى ٧٠٠ مليغرام في قها وهي منطقة صناعية في القليوبية، على بعد قرابة ٢٠ كيلومتراً إلى الشمال من القاهرة.
وبلغت مستويات ثاني اوكسيد الآزوت التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة مستويات قياسية في قلب القاهرة وفي ضواحيها الصناعية.
المؤشر العالمي لدول يرتفع بها معدل التلوث
ويعد معدل التلوث في القاهرة أعلى عشر مرات من المؤشر العالمي الذي حددته منظمة الصحة العالمية مما يضعها ضمن أكثر مدن العالم تلوثا مع كراتشي ونيودلهي وبكين وكاتماندو وليما.
أسباب أخرى لظهورها
قالت مصادر طبية ان أدخنة المصانع تتسبب في موت الألاف سنويا، وفق تقديرات المستشفيات.
وسيؤدي التلوث إلى إصابة قرابة ٥٠٠ ألف شخص في القاهرة بمشكلات في التنفس وبالسرطان خلال فترة تراوح بين خمس سنوات و٢٥ عاما.
القمامة
وأعلن مصدر آخر رئيسي للتلوث هو حرق ١٢ ألف طن من القمامة يوميا.
وإضافة إلى الزيادة الكبيرة في عدد السكان، فإن العاصمة المصرية تعاني كذلك برأي الخبراء من بيئة طبيعية تساعد على زيادة التلوث مثل درجة الحرارة المرتفعة وندرة الأمطار والرمال القادمة من الصحراء.
وتؤكد السلطات أنها عازمة على مكافحة التلوث بكل الوسائل.
قوانين للحد من زيادة التلوث
وصدرت عدة قوانين خلال السنوات العشر الأخيرة تقضي بتشديد الرقابة على السيارات وعلى المصانع وبفرض غرامات على المخالفين لقواعد حماية البيئة.
ويؤكد المركز الدولي للبيئة والتنمية أن هناك «فرقا بين إصدار القوانين وتطبيقها» ويعتبر ان «الوضع يتدهور».