الشركات والمستهلكون يدفعون الفاتورة.. تداعيات رسوم ترامب الجمركية تضرب الاقتصاد الأمريكي
كتب: محمد ترك
تواجه الشركات والمستهلكون في الولايات المتحدة تداعيات متزايدة جراء السياسات الجمركية التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تسببت في موجة ارتفاع حاد بأسعار الواردات وأثرت سلبًا على أرباح العديد من الشركات الكبرى، وسط تحذيرات من آثار طويلة المدى على الاقتصاد والدولار.
ورغم تأكيدات ترامب المتكررة بأن الدول الأخرى تتحمل تكلفة هذه الرسوم، تكشف الوقائع والبيانات الاقتصادية أن العبء الأكبر يقع فعليًا على كاهل السوق الأمريكي.
خسائر بالمليارات وارتفاع بأسعار السلع
شركة “جنرال موتورز” أعلنت تكبدها خسائر تتجاوز مليار دولار نتيجة الرسوم الجمركية، بعد أن قررت عدم تحميل المستهلكين هذه التكاليف، على عكس قطاعات أخرى لجأت إلى رفع الأسعار، مثل الألعاب والأجهزة المنزلية، وفقًا لوكالة بلومبرج.
وأظهرت بيانات رسمية صادرة في يونيو الماضي ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الواردات، باستثناء الوقود، ما يشير إلى رفض الشركات الأجنبية خفض أسعارها لتعويض الرسوم، في ظل ثبات نسبي لمؤشر أسعار السيارات.
الشركات الأمريكية تتحمل العبء الأكبر
تشير تحليلات بنك “دويتشه” إلى أن العوائد الجمركية التي تحصل عليها الحكومة الأمريكية تأتي في معظمها من السوق المحلي، وهو ما يؤكده الخبير الاقتصادي جورج سارافيلوس بقوله: “جميع الأدلة تشير إلى أن الأمريكيين هم من يدفعون فعليًا تكلفة هذه الرسوم”.
ويُظهر التباطؤ في هوامش أرباح الشركات والتجار أن هناك ترددًا كبيرًا في تمرير التكلفة كاملة للمستهلك، ما يعني أن الضغوط المالية باتت تثقل كاهل الشركات بشكل مباشر.
تحولات في استراتيجيات الإنتاج والتسعير
تسعى شركات كبرى مثل “نايكي” و”3M” إلى التكيّف مع الأزمة من خلال تعديل استراتيجياتها في الإنتاج والتسعير، في محاولة لتقليل التأثير السلبي للرسوم، فيما يشير محللون في “ويلز فارجو” إلى أن كثيرًا من الشركات بدأت بالفعل تمرير جزء من التكلفة للمستهلكين، وسط عزوف الموردين الأجانب عن خفض أسعارهم.
وفي سياق متصل، دفع ضعف الدولار بعض الشركات الأجنبية إلى رفع أسعار منتجاتها في السوق الأمريكية لتعويض خسائر فروق العملة، ما زاد من حدة الأزمة.
قلق من انعكاسات أوسع
ويحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار فرض الرسوم الجمركية يشكل ضغطًا متزايدًا على الدولار، الذي يشهد أسوأ أداء له منذ سبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى توقعات بمزيد من التأثير السلبي على تقارير أرباح الشركات خلال الفترات المقبلة.
ويؤكد أندرو هولينهورست، كبير اقتصاديي “سيتي جروب”، أن الرسوم الجمركية أصبحت عبئًا حقيقيًا على القطاع الخاص الأمريكي، وأن الشركات المحلية هي من تسدد الفاتورة النهائية.