الكونغرس الأميركي يصوت لصالح فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
كتب: مهند سليم
صوّت مجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء لصالح فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
جاءت نتيجة التصويت بأغلبية 247 صوتًا مقابل 155، حيث دعم جميع الجمهوريين تقريبًا وبعض الديمقراطيين القرار.
ورغم ذلك، من غير المتوقع أن يمر مشروع القانون في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وعلى الرغم من وصف الرئيس جو بايدن تصرفات المحكمة الجنائية الدولية بأنها “شنيعة”، فإن إدارته أعربت في بيان يوم الاثنين عن “معارضة شديدة” لمشروع القانون الذي يفرض عقوبات على المحكمة.
وأضافت إدارة بايدن أنها تشعر “بقلق عميق” إزاء ما وصفته بـ”الاندفاع المتهور” للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار، لكنها تعارض أيضًا فرض عقوبات على المحكمة أو موظفيها أو قضاتها أو أولئك الذين يساعدون في عملها.
وقد عبر الجمهوريون في الكونغرس عن غضبهم إزاء خطوة المحكمة الجنائية الدولية، مما دفع إلى التصويت يوم الثلاثاء في مجلس النواب على تشريع العقوبات الذي قدمه النائب الجمهوري تشيب روي من ولاية تكساس.
انتقادات للمحكمة الجنائية الدولية
تبنى بعض الديمقراطيين انتقادات للمحكمة الجنائية، حيث قدم النائب جوش جوتهايمر، ديمقراطي من نيوجيرسي، رسالة من عشرين عضواً من كلا الحزبين يدعون فيها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين لفرض عقوبات على المحكمة.
وأعرب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، عن رفضه لقرار المحكمة الجنائية الدولية، لكنه أشار إلى عدم قدرته على دعم مشروع القانون المتوقع لرفع العقوبات والذي “من المحتمل أن يواجه معارضة في مجلس الشيوخ الأميركي”.
وعلى الرغم من ذلك، أعرب جيفريز عن اعتقاده بأن هناك مجالًا لتشريع مشترك بين الحزبين حول هذا الموضوع.
ووصف رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس، سلوك المحكمة الجنائية الدولية بأنه “شائن” و”غير معقول” في مؤتمر صحفي عقدته صباح الثلاثاء قبل التصويت.
وأضاف جونسون: “يجب أن يتم معاقبة المحكمة الجنائية الدولية على هذا الإجراء. لا يمكننا السماح لهذا النوع من الأمور بالاستمرار. إذا سمحنا للمحكمة الجنائية الدولية بالقيام بذلك وملاحقة زعماء الدول الذين يختلفون مع أفعالهم، فلماذا لا تلاحق أميركا؟”.
وقد شنت إسرائيل هجومًا جويًا وبريًا على غزة في أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس بعد شن مسلحين من الحركة هجومًا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، حيث لا يزال حوالي 120 منهم في غزة.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 36 ألف شخص في قطاع غزة المكتظ بالسكان، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع، التي تقول إن آلاف الجثث الأخرى مدفونة تحت الأنقاض.
