فاطمة فتوح
سيدة عجوز ترتسم على وجهها ابتسامة لا تفارقها رغم الظروف السيئة التى تمر بها، إلا أنها راضية بقضاء الله وتدابيره فهى مؤمنة بأن ما ضاع حق وراءه مطالب، فقررت أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة بحثا عن لقمة عيش حلال وحياة كريمة تعينها بعد وفاة زوجها على مصاعب الحياة بعدما أكملت رسالتها وزوجت جميع أبنائها ويوجد بالمنزل صغيرها “محمود”.
قصة السيدة “نسرين” بالسلام
“نسرين.م”، البالغة من العمر 77 عامًا، والمقيمة بمدينة السلام، بمحافظة القاهرة، عاشت وتربت فى أسرة فقيرة ميسورة الحال، قام والدها بالموافقة على الزواج من “محروس”، سائق، زواجنا استمر 33 سنة، وبعد أن بلغ سن الكبر بدأت فى مساعدة زوجها لكى يستطيع الإنفاق عليهم.
وقالت نسرين لـ”المصرية”: “أعمل منذ الصغر عندما كان عمرى 15 سنة وكان يصطحبنى والدى معه بسوق الفاكهة لشرائها وبيعها داخل الأسواق، وكنت أحب عملى ومساعدة والدى للإنفاق على أخواتى، حتى استطاع والدى إتمام زواجى، وقررت تكرار فعلتى مع زوجى للوقوف ونجاح عش الزوجية.
“ومات جوزي وعيالى كلهم اتجوزه وباقى “محمود”، اخر العنقود، زي ما بيقوله، خد كل إلا وراية وباع كل عفشي ودهبي وبيتي والسبب ادمانه على مخدر “الاستروكس”، على مدار سنة ومن بعدها خسرنا كل حاجة وعيالى محدش منهم بيسأل، والسبب خوفهم من تصرفات اخوهم الصغير، عندهم حق يخافه بس معندهمش حق يسيبه امهم فى الشارع”.
بحبهم وبخاف عليهم بس مش عاوزة اشوفهم ولا اعرف حاجة عنهم ودخلت السيدة المسنة بعدها فى نوبة بكاء لم تتوقف، وبعد ساعات من الجلوس معها اخيرا شعرت بالتحسن وبدات فى النسيان وذلك عن طريق التحدث مع نفسها، ورجعت تانى الست نسرين تكلم نفسها.
عودة المسنة “نسرين” لحضن ابنتها
طلبت من المصرية الحل ووصول صوتها لابنائها وبعد البحث عن تفاصيل حياتها اخيرا توصل محرر المصرية لمحل إقامتها القديم وأنها تملك بنت وتدعى”شيماء خالد على”، ومتزوجة ومقيمة بالمنيا، وعزام خالد على، ومتزوج ومقيم بالعاشر من رمضان.
ومن هنا اريد توصيل صوت السيدة نسرين لاولادها قائلة:”طمنونى عليكم عاوزة اشوفكم”، واخيرا وصل محرر المصرية لابنتها واليوم كان لقاء الست المسنة بابنتها الكبيرة، واصطحابها لمنزلها بعدما تعرضت للتشرد نتيجة إدمان ابنها الصغير، 8 سنوات.
المصرية وضعت الأمل اخيرا فى قلب السيدة نسرين ونقلتها من الشارع لمنزل ابنتها.. وهنا تنتهى الحلقة الخامسة من يوميات أم مصرية متضررة ، انتظرونا فى قصة جديدة غدا.