تحقيقات وحواراتسلايدر

«المصرية نيوز» كانت صوتها.. الوزيرة تعيد «فتاة الدقهلية» لحضن أمها

الدقهلية- حسناء رفعت

في صباح يوم ثقيل، وبين جدران دار رعاية بالدقهلية، جاء الفرج.. لم يكن لقاءً عاديًا ولا مشهدًا متكررًا، كانت لحظة انتصار لحضن أم انتزع منها ظلمًا وقهرًا، شهور من العذاب انتهت أخيرًا بمكالمة واحدة أعادت ترتيب المشهد كله: «تعالي استلمي بنتك.. مكانها الطبيعي حضنك مش هنا».

كانت هذه الكلمات من الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بعد ساعات قليلة من نشر «المصرية نيوز» فيديو مأساة ندى طارق، ابنة المنصورة ذات الخمسة عشر عامًا، التي خطفت منها طفولتها مرتين.. الأولى على يد والدها المجرم، والثانية بقرارات قاسية من مسؤولة بدار رعاية كان من المفترض أن تحميها.

لم يكن الطريق سهلاً بالنسبة لوالدتها، رشا سليمان، الأم الأربعينية، التي انفصلت عن زوجها منذ سنوات، وظلت تكافح لتربية ولدها الأكبر زياد، 20 عامًا، وندى الصغيرة، الأب امتنع عن دفع النفقة، فاضطرت الأم إلى رفع دعوى تمكين والسكن في منزل العائلة.

ومن هنا بدأت المأساة.. الأب استغل لحظة ضعف، ذهب إلى المدرسة وأقنع ندى بالذهاب معه إلى المنزل، وهناك ارتكب جريمته البشعة أكثر من مرة، وبعلم أشقائه.. وعندما حاولت الأم حماية ابنتها، حررت محضرًا رسميًا، انتهى بحكم قضائي ضد الأب بالسجن سبع سنوات.

لكن المأساة لم تنته عند هذا الحد، تقرير رسمي وصف الأم بأنها غير قادرة على الإنفاق على نجلتها، فتم إيداع ندى داخل دار رعاية في العجوزة، وبدلاً من الحماية، تعرضت الفتاة للخذلان مرة أخرى.

شهور طويلة قضتها رشا تركض بين مكاتب المسؤولين، تحمل صورة ندى في يدها، وتطرق الأبواب المغلقة.. حتى جاء الفيديو الذي غيّر القصة كلها.

لم تنتظر الوزيرة مايا مرسي تقارير مكتبية ولا خطابات روتينية.. قررت أولًا كإنسانة قبل أن تكون مسؤولة: إعادة الفتاة فورًا، وفتح تحقيق عاجل مع مسؤولة الدار التي تجرأت على تهديد الأم قائلة: «لو مش هتتنازلي.. هضيع مستقبلك ومستقبل بنتك».

لحظة اللقاء كانت أغلى من الكلمات.. دموع ندى اختصرت كل المشهد: «أنا بشكر الدكتورة مايا.. الدنيا حرمتني من ماما، والوزيرة رجعتني لحضنها.. من النهارده أنا ليا أمين.. ماما رشا والدكتورة مايا»، أما الأم فقالت بصدق ووجع: «طرقت كل الأبواب عشان أرجع بنتي لحضني.. كلها كانت مقفولة، لحد ما ظهرت الوزيرة الإنسانة اللي سمعت صوتي ورجعت لي روحي».

تدخل الوزيرة أعاد ترتيب المشهد كله لم يكن مجرد إجراء رسمي، بل رسالة واضحة أن الدولة تراقب وتتحرك، وأن المظلوم لن يظل وحده مادام هناك صوت يصرخ، وكاميرا ترصد، وقلب أم لا ينكسر.

في النهاية، عادت الفتاة إلى حضن أمها، الصورة التي كانت تحملها الأم باتت غير ضرورية.. ابنتها الآن بين ذراعيها، القصة انتهت.. لكن الرسالة بدأت: صوت المظلوم يصل حين يجد من ينقله.

شاهد الفيديو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى