بعد تصريحات “حظر الحجاب”.. جدل في كازاخستان
وائل عبد الحميد
قالت وكالة الأنباء الكازاخية “كازينفورم” إن كازاخستان تتأهب لمراجعة بعض القوانين المتعلقة بالعادات الدينية مع إمكانية حظر ارتداء الحجاب والنقاب وملابس أخرى في الأماكن العامة.
جاء ذلك على لسان وزيرة الثقافة والإعلام لدولة كازاخستان عايدة بالاييفا خلال مؤتمر صحفي بـ “دائرة الاتصالات المركزية”.
وردًا على سؤال إذا ما كانت كازاخستان تعتزم حظر النقاب والحجاب وغيرها من الملابس الدينية، أجابت الوزيرة: “بالتأكيد، على الأقل في الأماكن العامة. الأمر كله يتعلق بالأمن القومي. سوف يتم دراسة الأمر مع العامة”.
موقع ذا “فرست بوست” الهندي أورد المزيد من التفاصيل في هذا الشأن قائلًا إن الدولة التي تملك أغلبية مسلمة، تدرس حظرًا محتمًلا لارتداء الحجاب في الأماكن العامة كجزء من الجهود المناوئة لـ “التطرف”.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في أستانة الجمعة الماضي، قالت الوزيرة إن سلطات بلادها تراجع وتحدث القوانين الحالية التي من وجهة نظرها “تفتقد الأدوات الضرورية لمخاطبة التطرف الديني والحركات الدينية غير التقليدية”.
وأردفت أن “القوانين الحالية لا تستطيع حتى احتواء “الطوائف الدينية المدمرة. مثل هذه القوانين يتم تنفيذها في أرجاء العالم للحفاظ على الأمن القومي. لقد أصبح من الصعوبة الشديدة تمييز مواطنين يغطون وجوههم في الأماكن العامة”.
ومضت تقول: “سوف تنشط الوزارة بالتأكيد في تشديد القوانين المتعلقة بهذا الشأن. يمكن تطوير هذه الإجراءات بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والخبراء بما في ذلك علماء الدين”.
من جانبه، شدد رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف على ما وصفه بأهمية العلمانية المنصوص عليها في دستور البلاد.
وفي خطاب وجهه لبعض المعلمين الخميس الماضي، قال جومارت: “ينبغي التمسك بهذا المبدأ في كافة الأصعدة بما في ذلك التعليم”.
ويشكل المسلمون في كازاخستان نحو 70% من التعداد السكاني الذي يبلغ زهاء 19 مليون نسمة وفقا لأحدث الإحصائيات في هذا الصدد.
جدلا حول ارتداء الحجاب
وفي سياق مشابه، قال تقرير مطول نشرته وكالة “كازينفورم” أمس الاثنين إن كازاخستان تشهد جدلا حامي الوطيس بشأن مسألة السماح للفتيات بارتداء الحجاب في المدارس العامة.
واعتبرت الوكالة أن هذا الجديد يندرج تحت صراع أكبر بين العلمانية والحرية الدينية مما يشبه ما يحدث في أماكن أخرى من العالم.
وقال المتحدث الرسمي باسم “الإدارة الروحية لكازاخستان” أجابيك كوناربايولي” إن إنشاء جيل مؤمن ومتعلم الهدف الأساسي للوالدين.
وتابع” “وفقا للشريعة، ينبغي على الفتيات المسلمة ارتداء الحجاب بعد وصولهن إلى سن البلوغ. وفي نفس الوقت فإن التعليم شيء واجب”.
وزاد قائًلا: “الشريعة لا تلزم فتاة تحت سن البلوغ بارتداء الحجاب. ينبغي على المجتمع الإسلامي فهم هذا بشكل صحيح”.