تاريخ حرب أكتوبر 1973: إرث الشجاعة والصمود

هالة يوسف

في السادس من أكتوبر 1973، اندلعت حرب تاريخية بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، تُعرف بحرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان.

تعد هذه الحرب واحدة من أهم محطات الصراع العربي الإسرائيلي وأكبر انتصار عسكري حققته الجيوش العربية في القرن العشرين، وقد تركت أثراً عميقاً على الخارطة السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.

خلفية الحرب:

جاءت حرب أكتوبر كاستجابة مباشرة للهزيمة التي مُنيت بها الدول العربية في حرب 1967، والتي أسفرت عن احتلال إسرائيل لسيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية. عقب هذه الهزيمة، بدأ التخطيط لاستعادة الأراضي المحتلة من خلال هجوم مفاجئ ومنسق بين الجيشين المصري والسوري.

البداية المفاجئة:

في الساعة الثانية ظهرًا من يوم السادس من أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مشتركاً على الجبهتين الشمالية والجنوبية. قامت القوات المصرية بعبور قناة السويس، وهو الحد الفاصل بين الأراضي المصرية وسيناء التي تحتلها إسرائيل، باستخدام قوارب مطاطية وجسور متنقلة، مما جعل عبور القناة أحد أهم وأعظم العمليات العسكرية في التاريخ الحديث.

من الجهة الأخرى، شنّت القوات السورية هجوماً على مرتفعات الجولان. كان عنصر المفاجأة هو السلاح الأساسي الذي اعتمدت عليه مصر وسوريا، حيث أربك القوات الإسرائيلية وأفشل تحضيراتها الدفاعية.

الانتصارات على الجبهة المصرية:

تقدمت القوات المصرية بقوة على طول خط بارليف، وهو الحصن الذي كانت إسرائيل تعتمد عليه بشكل كبير للدفاع عن سيناء. استطاع الجيش المصري تدمير الحصون وعبور القناة تحت حماية الدفاع الجوي الذي منع الطائرات الإسرائيلية من شن هجمات فعالة. استمر التقدم المصري في الأيام الأولى من الحرب، محققًا انتصارات كبرى على الجبهة.

التحولات في الحرب:

في الأيام التالية، بدأت إسرائيل في حشد قواتها والرد على الهجمات. تمكنت القوات الإسرائيلية من استعادة بعض المواقع الاستراتيجية في الجولان، لكنها لم تستطع تغيير مسار الحرب على الجبهة المصرية بشكل حاسم. تدخلت الولايات المتحدة بدعم عسكري واسع لإسرائيل، ما أسهم في تحولات استراتيجية على الأرض.

التدخلات الدولية:

مع مرور الأيام، تصاعد الضغط الدولي لإنهاء الحرب. تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إلى جانب الأمم المتحدة، لإقناع الأطراف المتحاربة بقبول وقف إطلاق النار. انتهت الحرب في 25 أكتوبر بوقف رسمي للقتال، ولكنها تركت إرثًا من الانتصارات والتحديات.

تعاون عسكري بين الجيوش العربية

بدأت حرب أكتوبر في يوم السبت 6 أكتوبر 1973، والذي يوافق 10 رمضان 1393 هـ، بتعاون مشترك بين الجيشين السوري والمصري، بدعم مادي واقتصادي وعسكري من بعض الدول العربية.

ورغم الجهود المبذولة، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي مكاسب استراتيجية، سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث المصري.

نتائج الحرب:

أظهرت حرب أكتوبر قدرة الجيوش العربية على استعادة زمام المبادرة وتحقيق انتصارات ميدانية مهمة. وكسرت هذه الحرب “أسطورة الجيش الذي لا يُهزم” التي روجت لها إسرائيل منذ عام 1967.

أدت الحرب أيضًا إلى تعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا، مما مهد الطريق لاستعادة سيناء بالكامل عبر اتفاقية كامب ديفيد عام 1979. كما أثرت الحرب على الداخل الإسرائيلي، حيث وضعت قادتها تحت ضغوط كبيرة من الشعب الذي فقد الثقة في قوة الردع الإسرائيلية.