تحذيرات من خطر المجاعة في غزة على لسان مسؤولة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة
هالة يوسف
حذرت إيلزي براندز كيريس، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، من خطر المجاعة الوشيكة في قطاع غزة، مؤكدة أن تجويع المدنيين كوسيلة حرب محظور تمامًا بموجب القانون الإنساني الدولي.
جاء ذلك في إحاطة قدمتها كيريس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، التي ناقشت تفاقم أزمة الأمن الغذائي في غزة في ظل الهجمات المستمرة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عام، والتي وصفتها بأنها تشكل “إبادة جماعية”.
وأكدت كيريس أن إسرائيل قتلت مئات من العاملين في القطاع الصحي، بما في ذلك أكثر من 220 من موظفي الأمم المتحدة، إلى جانب الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني.
كما أشارت إلى أن الآلاف من الفلسطينيين نُقلوا إلى إسرائيل، معظمهم مقيدين بالسلاسل ومعصوبي الأعين، مع منعهم من التواصل مع العالم الخارجي.
وأوضحت أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، ملزمة وفقًا للقانون الدولي بحماية المدنيين الفلسطينيين وتوفير المواد الأساسية لبقائهم على قيد الحياة، إلا أن استمرار الدمار في غزة وجه ضربة قاسية للخدمات الأساسية في القطاع، وخاصة في شمال غزة، حيث باتت الظروف المعيشية غير ملائمة لاستمرار الحياة.
وحذر تقرير التصنيف المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة من احتمال حدوث مجاعة في غزة، مشددة على أن هذه الأزمة الإنسانية لا يمكن فصلها عن الهجمات المتواصلة على حقوق الإنسان في القطاع.
ولفتت كيريس إلى أن الهجمات الإسرائيلية في شمال غزة خلال الأسابيع الماضية تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح، وأثرت بشكل خاص على النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم منعهم من الهروب بسبب القيود العسكرية الإسرائيلية على الطرق.
وقالت كيريس إن هناك دلائل على أن إسرائيل تسعى إلى إخلاء شمال غزة بالكامل وتوطين الناجين في الجنوب، وهو ما يشير إلى وجود مخاطر كبيرة لارتكاب فظائع قد تكون من أشد الأشكال ضراوة.
من جانبه، أكد رين بولسن، مدير الطوارئ بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أن الأنظمة الزراعية في غزة انهارت بشكل كامل، حيث تعرض نحو 70% من الأراضي الزراعية للتدمير أو الأضرار، مما أدى إلى تدمير الإنتاج الغذائي المحلي.
وأضاف أن نحو 95% من الأبقار و50% من قطعان الأغنام والماعز نفقت، مما يزيد من خطر انعدام الأمن الغذائي.
وقال: “عندما يتم إعلان المجاعة، سيكون الأوان قد فات”، داعياً المجتمع الدولي للتحرك فورًا ووقف إطلاق النار لتحقيق الأمن الغذائي، الذي يُعد حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان.